في إطار الاعتقالات التي لم تنته مع خروج علي صالح من الحكم، تعرّض رئيس إصلاح حجة مهدي هاتف الجابر لعملية اعتقال في نقطة الأزرقين من قبل قوات الحرس الجمهوري المرابطة هناك, وقد أثارت تلك العملية استياءً واسعاً في صفوف أحزاب اللقاء المشترك التي سارعت إلى إصدار بيانات الإدانة والاستنكار لتلك العملية التي وصفها البعض بالاستفزازية.. وقد خرجت مسيرة غاضبة يوم أمس لعشرات من أبناء حجة في مسيرة، مطالبين بسرعة الإفراج عن الهاتف, كما أدان مشترك الضالع العملية، وحذر من وصفهم ببقايا النظام من محاولات تأزيم الأوضاع، ودعا رئيس الجمهورية إلى التدخل لوقف تلك التصرفات الطائشة.. وأدان إصلاح تعز من أسماهم حرس العائلة، وحمّل أولاد (صالح) مسؤولية ما قد يتعرض له الهاتف، داعياً الرئيس هادي إلى قطع دابر الفتنة وبسرعة هيكلة الجيش, وأدان إصلاح ومشترك عمران والتكتلات الثورية والاجتماعية بشدة اختطاف مهدي الهاتف، محذرين فلول النظام من عواقب التمادي بمثل تلك التصرفات, وبالمثل دعا إصلاح ومشترك البيضاء وملتقى شباب الثورة بالبيضاء ويافع دعوا رئيس الجمهورية إلى التدخل العاجل للإفراج عن الهاتف، معتبرين المساس به نسفاً للعملية السياسية وحماقات مبكرة قد يدفع بعض المراهقين السياسيين ثمنها باهظاً.. ووصف عدد من السياسيين والمثقفين ذلك العمل بالسلوك الاستفزازي، واعتبر المحلل السياسي محمد الغابري أن الاعتقال يندرج في إطار الثورة المضادة، وأن قيادة الحرس لاتزال تعمل تبعاً لأسرة المخلوع، وتوجه رسائل غير مباشرة فحواها عدم الإقرار بالحكومة اليمنية وصرف الأنظار عما يجري من قبل القاعدة والحوثيين وإرسال رسالة للثوار تقول: نحن هنا نثبت عدم التقيد بأي من بنود المبادرة وآليتها ورفع الروح المعنوية للحوثيين والقاعدة، محاولة التكريس في الأذهان ملكية أحمد للحرس وإيجاد هوة بين الشعب والحرس والمزيد من توتير الأجواء هدفها إرباك المشترك والإصلاح وإشغالهم لصرفهم عن قضايا الساعة. فيما يرى الصحفي عبدالله دوبلة في حديثه ل “الجمهورية” ذلك العمل بأنه تحرش لإرباك العملية السياسية الراهنة, مواصلاً القول: إن الرئيس عبدربه منصور هادي لن يسمح بمثل تلك التصرفات الطائشة, وإنه سيوجه بسرعة الإفراج عن الهاتف, مؤكداً أن على الرئيس هادي التشديد على الحرس الجمهوري بالكف عن مثل تلك التصرفات ومحاسبة من يقومون بها. ويعتبر صالح ناقوس - رئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس الثوري برداع - بأن ما حصل من اعتقال لشخصية هامة تمثل الوجه الحضاري والمدني لليمن يؤكد أن بقاء هذه القوات تحت قيادتها الحالية تعني أن الشعب والوطن واقع تحت أحد تهديدين أولهما: أن يكون خائفاً من هذه القوات كما حصل اليوم، وثانيهما أن يكون خائفاً عليها كما حدث في المكلاوالبيضاء، وهو ما يحتم على الرئيس المنتخب سرعة هيكلة لجيش وتعيين قيادات كفؤة، تقوم بحماية الوطن والمواطن. ويعتبر الكاتب والصحفي صلاح الدين الأسدي أن اعتقال الهاتف محاولة للعودة باليمن إلى ما قبل رحيل صالح، وإشغال الحكومة في تفاصيل ثانوية، وحرف مسارها عن استكمال إسقاط النظام بإعادة هيكلة الجيش، والبدء في عمليات التنمية ومعالجة القضايا السياسية والاقتصادية الأخرى, وأن الاعتقال يعد خرقاً لعمليات التهدئة، ومحاولة لتفجير الوضع بين الأحزاب. ويصفها فهمي العليمي - رئيس تحرير الصحوة نت - في حديثه ل “الجمهورية” بأنها واحدة من المحاولات التي يحاول من خلالها بقايا النظام خلط الأوراق وتوتير الأجواء لإفساد الحياة السياسية لعرقلة تنفيذ ما تبقى من المبادرة الخليجية، وخاصة المتعلقة بهيكلة الجيش, مضيفاً أن الحرس - من خلال اعتقال رئيس إصلاح حجة - يريد توجيه رسالة لقيادات الإصلاح بشكل عام مفادها بأن التغيير الذي ثاروا من أجله سيجعلهم ملاحقين وسجناء وليس كما كانوا في عهد المخلوع صالح، الذي يعد نفسه أكثر الأنظمة العربية تسامحاً مع الإخوان. ويصف فهمي الدحملي - أحد الناشطين في الثورة الشبابية الشعبية - أن هذه العملية تأتي ضمن سيناريوهات مختلفة تحدث في شمال الوطن وجنوبه من قبل عناصر تريد إرباك التحول السياسي الذي حدث، وهذا بحد ذاته ما يستدعي - وجوباً - هيكلة القوات المسلحة حالاً ودون تأخير، فالمؤشرات في أبينوحجة والضالع والبيضاء وغيرها تشير إلى أن الوضع الأمني خطير، ولابد من المعالجة العاجلة، ولن تتم هذه المعالجة ما لم يتم الإسراع في هيكلة الجيش. ويرى الصحفي مأرب الورد أن عملية الاعتقال تندرج ضمن محاولات جر الإصلاح إلى مربع العنف والفوضى لحرفه عن مهمة بناء الوطن، وهي تندرج أيضاً ضمن محاولات تصريف أنظار الرأي العام عن التفكير في هيكلة الجيش والقضايا الكبرى والانشغال في أمور صغيرة. ميثاق علي - ناشط حقوقي - يرى أن الحرس أو العائلة أصبحت حليفة مع الحوثيين، ويبرر ذلك بقوله: إن الإصلاح بحجة هو من يضرب أوكار الحوثيين، ولذلك اعتقله الحرس؛ كونه رئيس الإصلاح بحجة. وتبقى عملية الاعتقال عملية مدانة من جميع الشخصيات السياسية والثورية والاجتماعية؛ باعتبارها أسلوباً مستفزاً، الهدف من ورائه إعاقة المرحلة الانتقالية الثانية.