الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جبال الموت تطرد السكان.. والجهات المعنية تكتفي بتوثيق اللحظة..!
في تعز.. الموت يتدحرج..!!
نشر في الجمهورية يوم 22 - 10 - 2012

سنوات مضت وتعز تئن وتتوجع من وطأة عوامل التعرية التي لا ترحم حارات عديدة ما زالت عرضة لهذا الغضب المتدحرج.. في “وادي القاضي، والضبوعة، وصينة، والضربة، وقلعة القاهرة، وجبل صبر” تتجسد المعاناة.. فصول كئيبة قليلا ما تلتفت إليها الجهات المختصة، المزهوة دوماً بزيارات عابرة لمكان “الكارثة” ..وما دون ذلك من تفاصيل لا يعنيها بتاتاً..!
منذ سنوات ومدينة تعز تصرخ من كوارث تستجلبها الطبيعة بفعل عوامل الزمن المختلفة التي تخفي بواطن الأرض الكثير منها وأخرى ظاهرة تحرك تفاعلاتها تلك الأمطار والسيول الجارفة القادمة من أعالي جبل صبر الرابضة عند سفوحه المدينة الغارقة في الكثير من همومها التي في مجملها تشكل نافذة واسعة لدخول عزرائيل إلى منازل سكانها بين كل حين وآخر دون اعتراض على الموت المحتوم في ساعته.. ولكن الاعتراض على موت يأتي بصناعة كوارثه من جهات مناط بها حماية الناس وممتلكاتهم..
الانزلاقات الأرضية
في العام 2004م..تعرض سكان الجبل الأبيض الواقع في وادي القاضي بمديرية المظفر بمدينة تعز.. لكارثة مفاجئة تسببت في انهيار منازل وتشقق أخرى من هول الكارثة.. هرع السكان إلى العراء معتقدين أن هزات أرضية ستعقب الانهيارات السابقة كونها لم تكن مصحوبة بالهزة المتعارف عليها بالفعل الزلزالي..لكن الأمر توقف حينها عند ذلك الحد.. على ضوء تلك الحادثة غير المسبوقة وجه محافظ المحافظة مذكرة لرئيس جامعة تعز، طلب فيها تشكيل فريق من المختصين لدراسة ظاهرة الهبوط والتشققات التي أصابت المباني وسارعت الجامعة لتشكيل الفريق من قسم الجيولوجيا والجيوفيزيائي والمهندس عبدالحكيم محمد الناشري عن مكتب الزراعة، والمهندس منصور صادق البحر عن مكتب الأشغال، وضم الفريق عددا آخر من ذات الجهات بعد بحث وتقص للفريق في الموقع ..خرجت الدراسة بالأجوبة العلمية الدقيقة التي حددت فيها الأسباب الطبيعية لتلك الانزلاقات وتضمنت الدراسة أجوبة شافية للحلول والمعالجات المقترحة، أهمها إقامة حوائط ساندة بجوانب المنحدر المعرض للانهيار وإيقاف حفر الأساسات وشق الطرقات عند قاعدة المنحدر ورصف المنطقة المتضررة بمواد مانعة لتسرب المياه إلى الطبقة السطحية وتثبيت التربة بزرع الحشائش.
كما أن الفريق وضع دراسة إنشائية وتنفيذية لبناء الجدران الساندة للجبل، ومن أهم ما جاء في الدراسة توصيات الفريق العلمي، النقاط التي منها نستطيع القول جازمين إن الكوارث التي تصيب المجتمع هي صناعة يحيك أسبابها عقل بشري مستهتر بحياة الناس ومستنزف لممتلكاتهم حيث حثت تلك التوصيات على الإسراع باتخاذ الإجراءات التنفيذية للمعالجة والحلول المقترحة أعلاه الحد من عملية البناء سواء كانت محدثة أو على المباني الحالية...ضرورة إجراء دراسة متكاملة لمناطق توسيع مدينة تعز لتحديد المساحات الصالحة لإقامة المنشآت سواء كانت سكنية أو غيرها وهذه هي أهم نقطة أوصت بها الدراسة لمدينة آمنة.
الجهات المعنية بتنفيذ الحلول والمعالجات وهم: المحافظة والأشغال ومحلي المديرية، ذهبوا إلى سكان الجبل الأبيض ووعدوهم بالتنفيذ السريع لكافة الجوانب التي تضمنتها دراسة الفريق العلمي مع وعد بصرف تعويضات مالية للمتضررين، وخلال السنوات الماضية التي شهد فيها السكان مزيداً من الانزلاقات الأرضية بالجبل وهبوط كبير لمساحات منه إلى مستويات غير طبيعية.
اختفى أصحاب الوعد وتناثرت الآمال في إيقاف مسلسل الانزلاقات وكوارثه لدى السكان في ظل ممارسات هذه الجهات التي اعتادت امتصاص غضب الناس بالكذب.. وكما كانت معاناة الناس قائمة باستمرار حال الوضع كما هو عليه فإن المكلف من قبلهم لمتابعة التعويضات لدى الجهات المعنية بصنعاء قد وجد نفسه يرثي مستوى حاله الذي أوصله إلى مستوى التسول أمام أبواب تلك الجهات على الرغم من كونها حقوقا مشروعة.
مسلسل القتل
لن نأتي بشيء من جعبة أفكارنا؛ وإنما المتعارف عليه أن وزارة الاشغال وفروعها يقع في نطاق مسئولياتهم إعداد الدراسات الميدانية ومتابعة الصور الجوية التي تحدد الأوضاع الأرضية وبخاصة في المواقع والمساحات المدرجة ضمن التوسعات العمرانية في مراكز المدن أو غيرها.. الوزارة مهمتها تقتصر في هبر الأموال المشروعة وغير المشروعة عند إصدار تصاريح البناء أو الجمع المبتدع من رسوم العرصات بالشوارع.
ولهذا يذهب المواطنون بتصريح هذه الجهات للبناء في مناطق مهددة بالانزلاقات والانهيارات.. دون تحميل هذه الجهات أي مسئولية مع كل كارثة لكونها المسئولة عن ذلك، بل ومانعة لأي محاولة للبناء في المناطق أو المواقع التي هي ملزمة بمعرفة أوضاعها قبل التصريح للمواطن، مكتب الأشغال بتعز الذي مثله في فريق الجامعة لدراسة أوضاع الجبل الأبيض المهندس مدير مكتب الأشغال بمديرية المظفر والذي بدوره وقع على الدراسة وكل ما جاء فيها ومنها التوصيات، لا يزال مكتبه يمنح تصاريح بناء بنفس الموقع...مما يعني ذلك أن الموقع سيتعرض لمزيد من الانزلاقات كلما زاد مستوى الضغط السطحي على القشرة اللزجة التي تؤدي للانزلاقات وفي ظل اختفاء الحلول والمعالجات التي طالب فيها الفريق العلمي.
نحن يمنيون
من ألسنة أولئك الذين كوتهم معاناة السنين وتهديدات الصخور نسمع للحكاية.. الأخ عبدالملك سلام العواضي أول ضحايا صخور قلعة القاهرة يقول: منذ 15 عاما أسكن تحت قلعة القاهرة، لنجد أنفسنا في العام 2005م.. ندخل في هم أكبر بعد سقوط الصخور على منازلنا فتعرض منزلي إلى تدمير وكذا منزل أخي، شكلت لجنة لمعاينة الموقع وكانت وعودهم كبيرة وتفاءلنا خيراً، قررت المحافظة تعويضي مالياً لإصلاح منزلي، وأثناء متابعاتي المضنية التي أحسست معها كأني أتسول حقوقي فوجئنا يوم 28 /9/ 2012م.. بكارثة أكبر بعد سقوط عدد من الصخور تضرر منها 15 منزلا ونال منزلي النصيب الأكبر الذي حولته إلى خرابة، ما يؤلمنا أن المسئولين يحضرون بعد الكارثة إلى الموقع ليأخذوا الصور معنا وفي ضمائرهم قول.. يخالف ما يقولونه بألسنتهم.
يستثمرون أوجاعنا
يقول علي حسن محمد نصاري، من سكان حارة وادي المدام الأعلى نحن معرضون للموت نتيجة لتلك السيول التي تسببت بسقوط الكتل الصخرية فوقنا “15” عاما ونحن نصرخ عسى أن يرد علينا المسئولون؛ ولكن بدون نتيجة.. هل تصدق أثناء فترة الأمطار نضطر إلى استئجار منزل في الأحياء الأخرى.. خوفا من سقوط الصخور، نحن ندعو من لايزال لديه ضمير من مسئولي المحافظة ونقول له: نحن يمنيون وتقع عليكم مسئولية تأمين حياتنا، ما تستمدونه من مال على حساب معاناتنا.. الله كفيل به وبكم.
حوادث تتكرر
الأخ عبدالله أسعد العوبلي يقول: في 28 /9/ 2012م.. تلقيت بلاغا من الساكنين تحت قلعة القاهرة عن سقوط صخور تسببت بأضرار كبيرة في مساكن المواطنين، أبلغت البحث الجنائي بالحال، والذين أنزلوا فريقا لمعاينة المنازل وتصويرها، والحقيقة مشكلة الكتل الصخرية مستمرة منذ سنوات، وتعرضُ المواطنين إلى الخطر دائم، المؤسف أن مديرية المظفر على علم بما يحدث تحت القلعة؛ لهذا أنا أقول لهم الناس حياتهم مهددة، وأنتم مسئولون أمام الله في ذلك، لذلك أدعوهم إلى تشكيل لجنة فاعلة للنزول ووضع الحلول والمعالجات لهذه الصخور وتنفيذها ميدانياً، وليس على الورق، قبل أن تحل كارثة أكبر فهناك أيضاً بعض المنازل بهذه الحارة تتعرض للتشققات أثناء الأمطار والتي تدفع ببعضهم إلى ترك منازلهم والاستئجار في الأحياء الأخرى أثناء الموسم..
الأخ غريب عبده علي الحاج عضو المجلس المحلي بمديرية المظفر يقول: سبق لنا وتحدثنا كثيراً عن المتضررين بقلعة القاهرة، ونقلنا هذا الهم لمسئولي المديرية والذين يردون علينا: سوف نناقش هذا الأمر في الاجتماع القادم.. وسنعمل حلا وتوالت عشرات الاجتماعات والمناقشات لكثير من القضايا التي تخص المديرية ونضع لها كافة الإجراءات التنفيذية، ومنها مشاريع ومناقصات؛ لكن كل ذلك يذهب في اتجاه الريح دون أي فعل يمكن مشاهدته على الأرض؛ لذلك أنا أطرح هذه القضية أمام محافظ المحافظة وأقول له شكلوا لجنة متخصصة من الجيولوجيين والفنيين لمعاينة الموقع ميدانياً وعمل حلول ناجعة لهؤلاء الساكنين قبل أن تقع الكارثة الكبرى أو تنتظروا كارثة مماثلة لتلك التي حدثت في صينة العليا مؤخراً.
بيتنا دمرته صخرة
عبدالرحمن عبدالعزيز العشاري حارة الضبوعة قال: تعرض منزلنا أثناء فترة الموسم المطري لدمار كامل.. بعد أن انزلقت عليه صخرة من الجبل ولولا لطف الله لكنا في عداد الموتى.. شكلت كالعادة لجنة فنية من قبل المحافظة وقالوا إنهم سوف يفتتون الكتل الصخرية، وذهب الوعد مع صانعيه الخوف أن يأتوا وقد سقط الجبل كله على السكان فهناك مشكلة هنا، إلى جانب الصخور، وتتمثل بالمجاري المنسابة بحرية فوق الجبل من المنازل المرتفعة، مضافا إليها الأمطار التي تسبب المزيد من التشققات والانزلاقات الصخرية.
لا حياة لمن تنادي
الأخ علي أحمد ناصر .. من حارة الضبوعة يقول: منذ 30 عاما نسكن هنا تصاحبنا مشاهد الخوف التي تستزرعها في أنفسنا لحظة المفاجأة التي قد تأتي بها صخرة متدحرجة من الجبل كما اعتدنا سقوطها أثناء فترة الأمطار فوق منازلنا وفي الفترات الأخرى فجبل الضبوعة لا تتوقف مشكلته عند موسم الأمطار؛ وإنما على مدار العام كونه أيضاً حوض نفايات سائلة حيث تجري فيه المجاري من المنازل المرتفعة فتعمل على زحزحة الصخور وكذا نشر الأوبئة، هذه المشاكل حملناها ومعنا عاقل الحارة أكثر من مرة للجهات المعنية بمديرية القاهرة ولكن لا حياة لمن تنادي.
الأخ رشاد أحمد شمسان القدسي عاقل حارة الضبوعة قال: لقد سبق أن نزل إلى هذه الحارة المتضررة ثلاثة محافظين وجميعهم كانوا على علم بما تتعرض له الحارة بسكانها ومنازلها، من تهديد الانهيارات الصخرية، وكذا من الأوبئة التي تنشرها المجاري المندفعة من المنازل الواقعة في أعلى الجبل.. في أيام المحافظ أحمد عبدالله الحجري تعرضت العديد من المنازل للهدم من جراء انهيارات الصخور عليها.. وشكل لجنة لعمل دراسة.. لخروج سكان حارة الضبوعة من منازلهم واستئجار منازل موقتة لهم على أن يبدأ العمل بتفتيت الصخور وتم اعتماد مبلغ 10 ملايين ريال؛ لذلك بقينا ننتظر الإجراءات العملية بنقل السكان والبداية بالعمل إلا أن الانتظار طال أمده، بينما الملايين لم تنتظر طويلاً فقد سجل غيابها ضد مجهول، مديرية القاهرة التي راجعناها كونها المسئولة عن الحارة قال لنا مسئولوها: هذه المشاكل ليست من مسئوليتنا فالمحافظة هي المسئولة عن هذه القضايا طيب يا إخواننا إحنا انتخبناكم بس علشان تكونوا عالة علينا، ونحن نحمل هنا كافة الجهات المعنية بالأمر وفي مقدمتها مجلس محلي المديرية المسئولية الكاملة مما قد يتعرض له الساكنون من جراء سقوط الكتل الصخرية فوق منازلهم وكذا انتشار الأوبئة الناتجة عن جريان مجاري المنازل العلوية بالجبل على هؤلاء المواطنين.
هذه الجهات تتحمل المسئولية..!
بين كل هذا الركام.. وأوجاع الناس سنبحث عمن يفترض تحميله المسئولية ولكن علينا أن نعرف سلفاً أن النفاق يمثل قاعدة دمار للأوطان.
لقد ساد في مجتمعنا ما يعرف بثقافة الطاعة ومن أولوياتها طاعة الدولة بأجهزتها، ومكوناتها الأمر الذي أحال هذه الطاعة إلى استغلال للمواطنين وتوقف الأمر كما نعرف جميعاً دون ان نتجاوز مساحتنا المعروفة بمحافظة تعز التي شكلت مرعى خصبا لكثير من مسئولي هذا البلد ولم تتجاوز واجباتهم حدود جمع الأتاوى، المشروعة وغير المشروعة لتصبح خدمات المواطن المندرجة بالحقوق العامة، ومنها ما يتعلق بصيانة آمنة وسلامة حياته وممتلكاته من الأمور غير المدرجة في قاموس المهام التي يعاقب عليها المقصرون بها تجاه المواطنين؛ ولهذا تشكل هذه القضية التي تضمنها هذا التحقيق نموذجاً لتلك الصورة المستهترة بحياة الناس هنا.. بالرغم من علم هذه الجهات المتمثلة.. بمكتب الأشغال الذي تؤول إليه مسئولية تحديد مواقع البناء بعد معاينته العلمية لها والتأكد من سلامتها من عوامل الطبيعة المختلفة قبل منح تراخيص البناء وكذا مسئوليته في منع البناء العشوائي الذي يقوم في المواقع المعرضة للإشكاليات الطبيعية أو لمخالفتها للمخططات العمرانية في المدن.
والمجلس المحلي بالمديرية الذي تؤول إليه المسئولية المباشرة في متابعة قضايا المواطنين والعمل على استزالة كل العوامل التي تؤدي إلى تهديد حياتهم وممتلكاتهم وكذا متابعة فروع الوزارة المعنية لتحميلها مسئولية أي إجراءات مخالفة لنصوص القوانين.. كما هو قائم مع مكتب الأشغال.. ديون المحافظة بقياداته المحلية.. وهي التي يفترض بها القيام بواجباتها والتفاعل الجاد مع أي بلاغات تشير إلى تقصير الجهات التابعة لفروع الوزارات أو الجهاز المحلي لواجباتهم تجاه المواطنين وتحميلهم مسئولية تبعات أي حوادث قد تؤدي إلى الإضرار بحياة الناس وممتلكاتهم فتلك هي من أهم واجبات هذه الجهات كونها ترتبط بحياة الناس الثروة الحقيقية للأوطان.. كما هو متعارف عليه في كل بلدان العالم.. وليس جمع المال وفرض المزيد من الجبايات والتي معها تجعل من الدولة ومؤسساتها أشبه بمافيات لا أكثر.
صخور تدمر المنازل وملايين تذهب في عالم الغيب
استثمار الوجع..!!
تتعرض العديد من حواري مدينة تعز لهجمات مفاجئة تستهدف المباني والسكان وتكون خساراتها فادحة.. فيما المهاجمون صخور جبلية مرفوع عنها القلم من الحساب القانوني.. بينما هناك جهات تتحمل مسئولية نتائج ما تخلفه الصخور.. فمن هي!؟ إلى أول هذه الحواري المتضررة:
جبل قلعة القاهرة
في قمة جبل قلعة القاهرة يربض التاريخ بأريج نسائمه الجميلة؛ لكنه عند صدره البارز فوق مدينته العريقة تعز، يحمل كثيراً من مفاجآت الغضب التي يسترسل بها كلما أحس بضعفها لتشكل كثيراً ممن قادتهم ظروف مختلفة للإقامة تحت هذا الجبل دمار وموت محقق، لمن وقف في طريقها أو عند مربضها الجديد، تلك هي الصخور الضخمة التي تهوي بعد انزلاقها من مواضعها فوق المباني لتدمرها جزئياً وكلياً.
ويأتي سبب تساقطها بفعل العامل الطبيعي الناتج عن نسبة الأمطار التي تهطل على الجبل وتؤدي إلى انسياب الأتربة أو القشرة السطحية التي تنتصب عليها الصخرة ويدفعها منزلق في اتجاه الأسفل حيث تقع الكثير من البيوت التي يقطنها مئات المواطنين في حارة وادي المدام الأعلى والذين سبق لهم إبلاغ السلطات المعنية بخطورة هذه الصخور إلا أنها لم تحرك ساكناً.
وفي العام 2005م تعرضت بعض المنازل للدمار نتيجة لسقوط بعض تلك الصخور عليها، والذي فرض على السلطات المحلية التحرك وتشكيل اللجان لحل ومعالجة المشكلة حيث تظهر مذكرة مكتب الأشغال بمديرية المظفر رقم 366 بتاريخ 4 /10 /2005م التي بعث بها للمجلس المحلي بالمديرية يطالبه فيها بتوفير مبلغ 15 مليون ريال.. لتفتيت الصخور الساقطة وبناء جدار ساند، محذراً من خطورة الوضع والمجلس المحلي بدوره رفع مذكرة برقم قيد المحافظة 5351 بتاريخ 21 /11 /2005م ضمنها بعبارات إنسانية توحي بالاستجداء لتوفير مبلغ 20 مليون ريال لتنفيذ ما أشار إليه مكتب الأشغال بعد أن أضاف 5 ملايين ريال إلى مذكرته، ولكون هذه الجهات تتعامل مع قاعدة “مصائب قوم عند قوم فوائد” استكفت بما تم تحديده.
ولم يُشاهد أي من أولئك المسئولين بعد زيارتهم للموقع بعد طلب المبلغ، لتتعرض نفس الحارة إلى هجوم مباغت في 28 /9/ 2012م من صخور أخرى منزلقة والتي ضاعفت عدد المتضررين في منازلهم، مع إصابات مختلفة لبعضهم إلى 15 شخصا، في وقت كان المتضرر الأكبر من صخور 2005م المواطن عبدالملك العواضي.
لايزال يتابع التعويضات التي أقرتها المحافظة له، ليجد نفسه ضمن الضحايا الجدد وبضرر تدميري شمل كل منزله، والفعل المتخذ من الجهات تشكيل لجنة لامتصاص حالة الغضب ومن ثم النسيان.
جبل الضربة
يشرف هذا الجبل على منطقة وادي القاضي.. والذي توجد في حاضرته العديد من الصخور الضخمة.. المشرفة على منطقة مكتظة بالسكان والمساكن.. وتعد من أكثر الصخور خطورة أولاً لكونها كبيرة الحجم وفي حالة انزلاقها من مواضعها ستؤدي إلى كوارث إنسانية، ثانياً كونها رابضة فوق طبقات ترابية وهي طبقات تعمل مياه الأمطار النازلة من الجبل إلى تراخي التربة ومن ثم انجرافها والتي ستؤدي إلى انزلاق تلك الصخور لا قدر الله وقد سبق للجهات المعنية أن شكلت لجنة كان من نتائجها وضع سواتر ترابية لصخور فوق القمة بينما غادرت الموقع قبل استكمال عملها في تفتيت الصخور التي تشكل الخطورة الأكبر وطبعاً سر ذلك عند المسئول الذي حمل في جعبته “الحنص”.
حارة الضبوعة
يعاني سكان هذه الحارة الواقعة ضمن مديرية القاهرة ومنذ 30 عاما من هجمات الصخور الجبلية التي تسببت لهم بأضرار في مساكنهم، وكذا بوضعهم النفسي نتيجة لتخوفاتهم المستمرة من هجوم مباغت يعرضهم وأطفالهم إلى الموت.
“ونعوذ بالله من الموت المفاجئ” هؤلاء المواطنون يقولون إن موسم الأمطار تكون أشد وبالا عليهم.. كون الصخور تتعرض لتراخي التربة تحتها مما يدفعها للانزلاق عليهم وعن إبلاغهم للجهات الرسمية، قالوا : تعبنا من متابعة هذه الجهات التي تزيد جرعات وعودها مع كل مراجعة جديدة لها، والنتيجة كذبة مستديمة، لكنهم أشاروا بالمحافظة وديوانها الذي شكل لهم لجنة قبل عامين، ونزلت إلى الموقع وتفلسفت بكثير من الوعود ولم يسمع عنها بعد ذلك من شيء نسأل الله لهم السلامة.
منطقة صينة
بين عرقي جبل صبر.. تقع صينة والتي تنحدر عليها سيول الجبل الموسمية بشكل مخيف وعند هذا المنحدر وضفافه ذهب الكثير من المواطنين إلى البناء، منهم بالترخيص الرسمي وآخرون بالعشوائية وخلال الأعوام الماضية شهدت العديد من الحوادث بسبب اندفاع السيول عند ممراتها المحاذية لتلك المساكن، ليأتي موسم هذا العام محمولاً برسالة إنذار استزرعت في قلوبنا الرعب والحزن معاً وهي تحمل بين أكف القدر 8 أفراد من أسرة واحدة بعد وقوع صخرة ضخمة على رؤوسهم جراء تربة مسبوقة عملت على تهاوي إحدى الصخور بعد انجرافها لتصل إلى مسكن الأسرة وتدفع به نحو مجرى السيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.