“مشاركة كافة القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني ونجاحه، والأمن الاستقرار, تحسين الأوضاع المعيشية, توفير فرص عمل، ووضع اللبنات الأولى للارتقاء باليمن إلى مستوى الدول المتقدمة و...” أهم ما خرجت به (الجمهورية) لدى استطلاعها آراء عدد من اليمنيين حول تطلعاتهم وأمنياتهم وما ينشدونه من العام الميلادي الجديد 2013م.. إتاحة الفرصة للشباب يقول الحاج عبده قائد البشاري، مواطن: “أتمنى في 2013م أمنا واستقرارا حقيقيا، وتحسين مستوى المعيشة والنهوض بمستوى الخدمات”. يوافقه الرأي المواطن سلطان أحمد محمد، “نتمنى أن يعم الأمن والاستقرار أرجاء الوطن، وأن لا تشهد البلاد أي نوع من أنواع التخريب والتقطعات، وأن يشعر اليمنيون بأنهم قد أزاحوا بقايا عائلة الرئيس السابق عن الحكم”. - إلى ذلك فالعام الميلادي الجديد 2013م بالنسبة للطالب الجامعي، بليغ بديع، له ميزة خاصة، يقول بليغ: “خلال هذا العام سأتخرج من دراستي الجامعية حاملا شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة جامعة صنعاء تخصص قوى وآلات، وأولى أمنياتي الحصول على وظيفة أو فرصة عمل مناسبة لأخفف العبء عن كاهل أسرتي التي تكفلت بنفقاتي طوال فترة دراستي”. - ويتطلع بليغ أيضا أن توضع في هذا العام اللبنات الأولى للارتقاء باليمن إلى مستوى الدول المتقدمة، من حيث رفع مستوى الوعي لدى المجتمع والتعليم الجيد والنهوض الاقتصادي، منوها بضرورة إتاحة الفرصة للشباب في صناعة قرار بناء اليمن الجديد، هذا الجيل الذي ظل مهمشا طوال العقود الماضية، حد قوله. - وفوق ذلك والحديث لبليغ: “ننشد كذلك أن تتحد قلوب كل اليمنيين على المصلحة العامة، وأن تتوصل كافة الفعاليات السياسية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل إلى قناعة أن “اليمن أولا”, وضرورة مشاركة كافة القوى دون استثناء في مؤتمر الحوار، وصياغة نظام سياسي جديد تقوم من خلاله دولة مدنية حديثة تضمن الحقوق والحريات وتلبي تطلعات اليمنيين”، يضيف: “والحرية لدولة فلسطين وأن تتوحد البلدان العربية، بدلا من وضعها الحالي؛ كل دولة تتآمر على الأخرى لإرضاء الغرب”. قرارات شجاعة وقوية ويقول اليمنيون إن العام 2013م يمثل مرحلة فارقة في تاريخهم كونه سيحدد ويرسم مستقبل البلاد، من خلال ما سيتمخض عنه مؤتمر الحوار الوطني الشامل، المزمع انعقاده قريبا، كأهم استحقاقات اتفاق التسوية السياسية، التي جاءت بعد أشهر من الاحتجاجات الشبابية الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. - ومن أجل ذلك يرى كثيرون ضرورة تهيئة الأجواء مطلع العام 2013م لضمان حوار ناجح، كما هو حال صالح الرباحي: “يجب أن يصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارات شجاعة وقوية من شأنها إعادة الحقوق والممتلكات المغتصبة لأصحابها، وتحديدا في جنوب البلاد، باعتبارها خطوات سيشعر من خلالها المواطنون والأطراف المترددة عن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، بأن هناك إجراءات ونوايا صادقة للدخول في مرحلة الدولة الديمقراطية والبناء والتنمية”. - وأضاف الرباحي، وهو موظف حكومي: “صحيح سقف مطالب أبناء الجنوب مرتفع جدا، ولكن لهم حقوق يجب أن يحصلوا عليها، وهو ما ينبغي أن يضعه رئيس الجمهورية في قائمة أولوياته لهذا العام”. فرض هيبة الدولة وإقالة الفاسدين في المقابل يتطلع نجيب مقلس، خريج جامعي عام 2009م تخصص إنتاج حيواني، كغيره من الشباب العاطلين إلى واقع أفضل لليمن، والحصول على فرصة عمل “وظيفة”. - ويقول مقلس: “نريد أن يلمس المواطن تحسنا إيجابياً في أوضاعه المعيشية والاقتصادية، وارتفاع دخل الفرد، وخطوات إيجابية وملموسة في مسار الإصلاحات بمختلف المجالات، وإقالة الفاسدين من مناصبهم الحكومية ومحاسبتهم وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، وفرض هيبة الدولة والقانون لنجعل من التغيير حقيقة واقعة وجارية، ونتطلع أن يكون الجيش والأمن اليمني تابعا لوزارات وليس لأشخاص، ونريد أفعالا أكثر من الأقوال والخطابات”. على خطى الثورة قرابة عامين مضيا على اندلاع الانتفاضة الشبابية الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأكثر من 400 يوم على نفاذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، الموقعتين فى 23 نوفمبر 2011م، وقرابة 400 يوم على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، و 310 أيام على الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي جرت في 21 فبراير 2012م، وخلال هذه الفترة شهدت البلاد منعطفات كثيرة، لسنا بصدد تقييمها هنا. - غير أن الأهم وما ينشده الطالب في كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، منصور غازي، من العام 2013م هو مواصلة التغيير والسير على خطى الثورة الشبابية حتى يتحقق الأفضل لليمن واليمنيين. - وأوضح غازي أن طلاب جامعة صنعاء استطاعوا تغيير رئاسة جامعة صنعاء، من خلال احتجاجاتهم عام 2012م بفضل الثورة الشبابية والربيع العربي. تغيير لابأس به من جهته أشار المواطن محمد علي غيلان، إلى أن اليمن شهدت خلال العام 2012م تغييرا لابأس به على المسار السياسي، أبرزها حزمة القرارات التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي في ال 19 من ديسمبر الماضي، والمتعلقة بإعادة تنظيم وهيكلة الجيش وعزل قادة عسكريين كبار، حد قوله..ورغم ذلك يقول غيلان: “عندما نقارن وضعنا ببقية دول العالم وتحديدا دول الخليج، نجد أننا اليمنيين مازلنا في مرحلة التعاسة، ولذلك نريد في ظل التغيير القائم والرئيس الجديد أن نشعر ونلمس أن البلاد تسير في الطريق الصحيح ونحو الأفضل، وأنها لن تتجزأ في المرحلة القادمة”. مازلنا متضررين يخالفه جانبا من الرأي المواطن علي عبدالله عثرب، أحد سكان شارع الدائري بالعاصمة صنعاء، والذي يريد إنهاء الاعتصامات الشبابية من محيط أحيائهم، يقول عثرب: “مازلنا متضررين من الاعتصامات وتعرضنا لخسائر مادية كبيرة خلال العامين الماضيين، المستأجرين تركوا منزلي ولم يعودوا، محلي التجاري (بيع سيديهات) توقف، وخلال العام 2012م لم يتحقق أي شيء إيجابي، بدليل ارتفاع أسعار المواد الغذائية”. - ويطالب عثرب برفع المعتصمين وإحداث تغييرات حقيقية في بنية الدولة، وأن تتجسد أهداف الثورة أو جزء منها على أرض الواقع. إعادة للريال اليمني وفي كل الأحوال فمطالب الحاج غالب الجابري، الذي تجاوز ال 60 من عمره، تبدو أكثر تعجيزا مما سبق؛ إذ إن الرجل يرغب بإعادة أسعار المواد الغذائية وغيرها إلى ما كانت عليه في ثمانينيات القرن الماضي! أي أن يعود سعر الكيس السكر إلى 200 ريال، وهكذا، يضيف الجابري: “نريد إعادة الاعتبار للريال والعملة اليمنية التي دمرها النظام السابق كغيرها في سياق تدميره لليمن بشكل عام”. - الجابري، هو مالك محل بنشر في العاصمة صنعاء، بات أكثر استياء من أسعار الخدمات الأساسية، يقول: “اليوم دفعت 20 ألف ريال مقابل فاتورة كهرباء محلي التجاري لشهر واحد، مقارنة ب 150 ريالا في الثمانينيات وبداية التسعينيات، كذلك فاتورة كهرباء منزلي 5500 ريال وكانت سابقا 70 ريالا، أيضاً سعر المياه ارتفعت من 70 أو 100 ريال في الشهر إلى 760 ريالا، رغم أن الماء حاليا منقطع معظم الأيام”, ولذلك يطالب الجابري بإصلاحات حقيقية في هذا الجانب.