مرات عديدة يتدخل رئيس اتحاد القدم لإصلاح ما خربته الأمانة العامة ولجنة المسابقات من قرارات تدميرية لا ترتكز إلا على الانفعالية والمنفعة أكثر من انبثاقها عن القوانين واللوائح التي تستند إليها مسابقة دوري كرة القدم في بلادنا وكل العالم.. لكننا نستغرب تأخر الشيخ أحمد صالح العيسي في تدخلاته الصائبة.. إذ تأتي غالباً “بعد خراب مالطا.. وإحراق نيرون لروما”.. فتكون الخطوات الخاطئة قد منحت الظالم حقاً.. وضاعفت الظلم على المظلوم.. ولا يصل الإنصاف ويبلغه الإنقاذ إلا بعد فوات الأوان.. والأمثلة عديدة، فالموسم الفائت مثلاً تعرض أهلي تعز للإجحاف من لجنة المسابقات فسحبت منه النقاط الثلاث لصالح وحدة عدن الذي تحصل على مساعدة من بعض أصحاب القرار في لجنة المسابقات مجاملة فشكل ذلك ضربة موجعة على معنويات أهلي تعز ودفعته تلك الخطوة الجائرة من لجنة المسابقات إلى هبوط في معنوياته وهبوط في ترتيبه.. ثم اجتمع مجلس إدارة الاتحاد الكروي برئاسة أحمد العيسي وأعاد الحق لأهلي تعز ولكن بعد أن أصبح ضمن رباعي الهابطين.. فلماذا إذاً يقف رئيس اتحاد القدم متفرجاً “يسينم” وبعد الدمار الناتج عن قصف عشوائي من لجنة المسابقات يتدخل مجلس إدارة الاتحاد لانتشال الضحايا ولكي يبدو أنه صارم حازم عادل.. أليس من الأجدى والأنفع للرياضة والرياضيين أن تتم دراسة العقوبات والقرارات قبل إعلانها وإقرارها؟! ألم يكن الصحيح أن لا يكتفي الشيخ أحمد العيسي بالركون على الدكتور حميد في إقرار عقوبات تجاه وحدة عدن ووحدة صنعاء وإعدام تاريخ حارس المنتخب الوطني سالم عوض بالصورة المزرية التي أكدت أن الهوشلية والانفعالية هي التي تحكم الإدارة الاتحادية في لجنة المسابقات بوجه خاص؟! بين عقوبة سالم ومبحشمي خليجي “20” هل ارتكب سالم عوض ما ارتكبه لاعبو المنتخب الوطني في خليجي “20” عندما مضغوا القات ونفخوا “البحشامة” ليلة مباراة الخزي والعار أمام المنتخب السعودي وخسروها برباعية القهر والذل؟! ألم يكن الأولى باتحاد الشيخ أحمد العيسي والدكتور حميد شيباني حينها إصدار العقوبات المؤلمة ضد “موالعة خليجي 20” بدلاً من السكوت “الجريمة” تجاه المجرمين، ممن وصفهم المخضرم الخلوق علي النونو في تصريح له: إنهم غير مبالين بسمعة الوطن.. ولا يهتمون لأنهم متأكدون أنهم لن تطالهم عقوبة الاتحاد الكروي.. فهل تتساوى جريمة هؤلاء التي ترتقي للخيانة مع الخطأ الذي ارتكبته إدارة وحدة صنعاء والحارس سالم عوض؟! لكن للأسف المرير أن التغطية على جريمة “المبحشمين” في خليجي 20 كانت من اتحاد القدم الذي علم بمرتكبيها وصمت فكانت العقوبة لأكثر من 20 مليون يمني هي الخسارة الأقسى في افتتاح خليجي 20.. فمن الجاني هنا ومن المشترك معه في جريمته أليسوا القائمين على أمور المنتخب الوطني واللاعبين “المحبشمين” الذين لايزالون يحظون بالثقة فقط لأنهم أقرب إلى الأندية التي ينتمي إليها مسئولون في اتحاد القدم وليس لأنهم الأفضل على الساحة الرياضية؟! العيسي .. والأذرع المنافقة لسنا ننكر صوابية ما اتخذه أحمد العيسي في إقالة لجنة المسابقات الموسم الفائت.. ولجنة شئون اللاعبين هذا الموسم.. إنما تساؤلنا هو: لماذا الإصرار على التدخل بعد إصدار القرارات؟ لماذا لا يتم عرض تلك العقوبات على رئيس اتحاد القدم أحمد العيسي مادام يتخذ إجراءات صارمة وحاسمة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح..؟ ومازلت أتذكر أنه اتصل بي عقب صدور قرارات بشأن أهلي تعز الذي طالته عقوبات مجحفة بناءً على تقرير مزيف ومضلل بأن الصحفي شكري الحذيفي حرض جماهير أهلي تعز على الشغب.. وقال لي الشيخ: ياشكري لم أعرف أنه صدر بحقك عقوبة إلا عندما قرأت في الجريدة.. ثم بعد أسبوع تم تكليف وليد بشر برئاسة لجنة المسابقات بدلاً عن لجنة أحمد مهدي غير العادلة.. وهذا يؤكد أن الصلاحيات الممنوحة قانوناً للجنة المسابقات قد تم التلاعب بها.. واستخدامها لتصفية الحسابات.. وتعميق الخلافات بين رئيس اتحاد القدم أحمد العيسي وبين الأندية واللاعبين والصحافة الرياضية التي كلما اقتربت منه واقترب منها برزت أخطاء من أذرعه “المنافقة” فتفسد ذلك وتشوه مجهودات العيسي بقصد أو بدون عمد!! ارتهان الشيخ واتكاليته وإذا سلمنا بأن رئيس الاتحاد مخلص في عمله وسعيه لإحراز تقدم في كرة القدم.. فإن اتكاله على من هم فارغون من الأهلية سوى إجادة المداهنة والمديح والثناء عليه.. قد قاد أحمد العيسي إلى فتح جبهات عديدة في كل موسم كروي تختلف وتتشاحن معه سراً وجهراً.. ويحتاج إلى جهود وزمن لإصلاح ما أفسده عطاروه في لجنة المسابقات ولجنة الحكام!! ويكثر الحديث عن السر الذي يجعل أحمد العيسي مرتهناً ومتكلاً على أسماء بعينها.. هل لامتلاكها الكفاءة الإدارية أم لأنها تؤدي طقوس التبعية دون تذمر أو مراجعة أو تلكؤ حتى لو كان خطأً ومخالفاً للقوانين واللوائح؟! صراع الموظفين والأبالسة اتصالاً بما سبق.. نرى أن علينا الإشادة بالخطوات التي أقرها مجلس إدارة اتحاد القدم في اجتماعه الأخير بشأن إقامة مباراة الشعلة والأهلي في أول أبريل المقبل بحضور الوفد الاتحاد الآسيوي المكلف برفع تقارير الجوانب الأمنية وحشد الجماهير لحضورها.. لكي يوصي برفع الحظر للعب في الملاعب اليمنية.. وكذا بشأن دورات للمدربين الوطنيين.. ولكننا أيضاً نلفت اهتمام رئيس الاتحاد إلى موظفيه والعاملين في مبنى الاتحاد ممن يداومون ولايتحصلون على مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر على التوالي.. ولقد أكدت مصادر موثوقة ل”ماتش” أن رئيس اتحاد القدم وأمينه العام منصرفان عن معالجة أوضاع العاملين ودفع مرتباتهم، حيث بلغ التذمر بموظفي اتحاد كرة القدم حداً كبيراً.. وأوضحت تلك المصادر التي رفضت ذكر اسمها حتى لا تنالها العقوبات من العيسى وشيباني أن المعاناة التي يتحملها هؤلاء الموظفون ممن طالهم التعنت أن مسئولي اتحاد الشيخ والدكتور يفتقدان للإحساس بالمسئولية، واستشعار الآلام اليومية والمشكلات الاجتماعية والأسرية الناتجة عن المماطلة والتسويف في صرف مرتباتهم للأشهر الثلاثة الفائتة.. كما شكوا المرمطة التي يلاقونها خلال تنقلاتهم بين منزل الشيخ العيسي بالحديدة لتوقيع الشيكات أو متابعته حتى تصرف حقوقهم المالية بأثر رجعي.. وأشارت المصادر إلى استمرار شكوى العاملين.. ولا غرابة أن ينال موظفو اتحاد القدم مثل هذه المعاملة الجافة.. والإصرار على إذاقتهم مرارة العذاب بفظاظة وغلظة.. ولا تصرف رواتبهم الشهرية إلا متى كان مزاج الشيخ والدكتور رائقاً.. حسب وصف بعض الموظفين في الاتحاد.. الأزمة المالية ليست موجودة أصلاً في مبنى وخزانة اتحاد العيسي وشيباني.. لكنها “صرعة” ابتكراها وطالت الموظفين المداومين في مبنى الاتحاد الذي لولاهم لكانت مكاتبه الفاضية مرتعاً لأولاد الأبالسة والأشباح.