الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو مؤتمر الحوار فهد كفاين ل «الجمهورية»:
التغيير لم يصل إلى سقطرى
نشر في الجمهورية يوم 17 - 04 - 2013

كان لأبناء أرخبيل سقطرى شرف السبق إلى ساحات الحرية وميادين التغيير الذين بعثوا برسالة إسقاط النظام من عمق المحيط الهندي نتيجة لما عانوه من الظلم والحرمان في حوار مع «الجمهورية» يؤكد عضو مؤتمر الحوار فهد كافين أن التغيير لم يصل إلى سقطرى وأن البنية التحتية لم تكتمل بعد، لكنه يعول على نجاح مؤتمر الحوار ومخرجاته في إنصاف المظلومين وإعادة الحقوق إلى أصحابها فإلى نص الحوار .
قراءتك لآخر مستجدات المشهد السياسي؟
أهلاً وسهلاً بك، وأعتقد أنه بعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل هناك تغير ملحوظ ونقلة نوعية في الوعي السياسي في اليمن، حيث انتقلت جميع الأطراف السياسية تقريباً التي كان بعضها يستخدم لغة العنف والمواجهة من هذا السلوك إلى سلوك آخر وهو سلوك الحوار والجلوس على طاولة واحدة، وكل يسمع من الآخر ويستوعبه..
قلت إن ثمة نقلة إيجابية في التحول.. في أي اتجاه؟
أعتقد أنه في الاتجاه الإيجابي من التقارب والتعاون وفهم الآخر والفهم الحقيقي للمشكلة اليمنية التي يعاني منها الجميع، الكل جرب إقصاء الآخر، والكل جرب التجاوز على حساب الآخر، لكن هذه الخيارات كلها أثبتت عدم صحتها جميعاً، وبالتالي فقد أفرزت الثورة الشبابية السلمية قيماً جديدة في المجتمع ككل حتى عند الأطراف السياسية، هذه القيمة هي قيمة استيعاب الآخر والاعتراف به والسماع منه، بل والتنازل له أيضاً.
ولكن ما هي المشكلة اليمنية تحديداً التي أشرت إليها؟
المشكلة اليمنية هي منظومة مشاكل، ومجموعة من الأزمات الداخلية التي أنتجها النظام السابق وراكمها بعضها على بعض، سواء في صنعاء أو في خارج صنعاء، المشكلة الحقيقية تتمثل في الافتقاد للحكم الرشيد، وعدم وجود نظام سياسي يستطيع أن يستوعب كل هذه الفسيفساء وهذا التنوع الجميل في اليمن، عدم وجود نظام يلبي طموحات وتطلعات اليمنيين جميعاً، هذه هي مشكلة اليمن التي صنعها النظام حتى وصلنا إلى حالة ميؤوسة، وإلى حالة التشظي بين المجتمع الواحد، ولكننا نعتقد أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل استطاع أن يلملم الوطن ويداوي الجروح بقناعة وطنية وحتى إقليمية ودولية، كخيار وحيد لليمنيين وللعالم أجمع.
هل تحمل رؤية ما لحل المشكلة اليمنية على الأقل؛ باعتبارك عضواً مشاركاً في الحوار الوطني؟
بالتأكيد كل واحد مشارك في الحوار لا شك أن عنده تصوراً لفكرة الخروج من هذه الأزمة، ويحمل ولو جزءاً من الحل، إنما من المبكر الآن إطلاق الرؤى أو المشاريع التي نحملها، قد يكون على رأس هذه الحلول وعلى سبيل الإجمال هو وجود دولة مدنية حديثة تتعامل مع المواطن بمسؤولية، وبعدالة ومساواة في الشمال والجنوب والشرق والغرب. دولة توفر الفرص المتساوية في الحصول على الوظيفة العامة وعلى العمل اللائق وعلى الحياة الحرة الكريمة بشكل عام.
وأعتقد أن هذا هو المطلب الرئيس لكل اليمنيين. وما يتوصل إليه اليمنيون في النهاية بعد الحوار والتشاورات بشأن نمط الحكم السياسي القادم هو الذي سيكون ضمانة حقيقية لليمن ولليمنيين للخروج من هذا المأزق. يكاد الكل يجمع من الآن أن الدولة القادمة دولة ليست مركزية، دولة تعطي مواطنيها حقوقهم الكاملة غير منقوصة ومشاركتهم في السلطة والثروة. دولة تعيد حقوق المظلومين والمهضومين من زمن طويل وتحترم الشهداء والجرحى الذين ضحوا من أجل هذ الوطن.
الدولة المدنية لم تذكر على جدول أعمال المؤتمر.. لماذا؟
ربما كانت هذه المفردة أو هذا المصطلح هو الأكثر تداولاً حتى الآن داخل قاعات الحوار خلال الأيام الماضية التي تمت من عمر الحوار الوطني..
أقصد في الأدبيات المكتوبة؟
هناك حديث عن مجموعة من المسميات التي تصب في النهاية في صالح الدولة المدنية، مثل الحكم الرشيد.. الحقوق والحريات.. العدالة الانتقالية.. التنمية، كل هذه المسميات بعد ذلك تكون منظومة الدولة المدنية الحديثة، وليست العبرة عادة بالعبارات والشعارات أو بالوصفات الجاهزة أو شبه الجاهزة التي يرددها البعض دون إدراك المعنى الحقيقي لها.
لكن أيضاً ما الذي يمنع من ذكر الدولة على أدبيات الحوار؟
لا أعتقد أن ثمة ما يمنع من خلال معايشتي وتواجدي في أروقة مؤتمر الحوار لا يوجد هناك أي مانع، وليس هناك أي طرف سياسي عنده تحفظ على الدولة المدنية الحديثة، ليس هناك أي تحفظ، الكل يطالب بالدولة المدنية الحديثة، المسميات تناولت التوصيفات المفصلة للدولة المدنية الحديثة، كالحكم الرشيد، واستقلاليات الهيئات ذات الخصوصية، والعدالة الانتقالية، الحقوق والحريات، قضية الجنوب، وقضية صعدة، استقلالية الأوقاف والفتاوى، قضايا البيئة والتراث، وكل أجهزة ومؤسسات الدولة، هذه كلها تمثل منظومة الدولة المدنية الحديثة.
ما يتعلق بقانون العدالة الانتقالية ثمة ضبابية وغموض يلف هذا الأمر لماذا؟ ثم لماذا تأخرت إلى هذا الوقت، وكان المفترض أن تسبق الحوار الوطني كما هو الشأن مع هيكلة الجيش والأمن؟
أعتقد أن المراهنة اليوم قد تحولت من المشاريع التي كانت تقدمها الأطراف السياسية قبل الحوار إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وذلك يما يحقق أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية، وأعتقد أن مشروع العدالة الانتقالية قائم بما يرضي أصحاب الحق ويرضي الشعب اليمني بأكمله.
ما نمط الحكم السياسي القادم الذي ترونه مناسباً لليمن؟ هناك عدة أصوات مطروحة في هذا الشأن ما الذي يراه الأستاذ فهد هنا؟
أعتقد أن ثمة توجهاً لدولة يمنية موحدة، لكن هذا في إطار تحقيق مطالب اليمنيين كافة في الجنوب والشمال، ومطالب فك الارتباط وتقرير المصير أصوات برزت نتيجة لتراكم الظلم ونهب الحقوق لسنوات طويلة خاصة بعد حرب صيف 94م، الناس شعروا بالظلم حتى وصل البعض إلى حد اليأس من أي إصلاح بل ومن الوحدة ذاتها؛ لأن النظام السابق قدم الوحدة بطريقة غير صحيحة واستخدم الوحدة كمشجب لظلم الآخرين ونهب حقوقهم، حتى قال البعض من الناس: نحن وحدويون ونحب الوحدة لكن استمرارها مستحيل، ومن وجهة نظري فإن هذا غير صحيح، والوحدة ستستمر إن شاء الله لكن ليس على الطريقة السابقة وبالنهب والسلب والتفيد وإقصاء الآخر، بل على أساس احترام الآخر وتقديره ومشاركته بصورة عادلة ورد الحقوق والمظالم، هناك توجه للفيدرالية والأقاليم التي تعطي حكماً كامل الصلاحيات، وطبعاً هذا الاستنتاج خرجنا به من تصريحات بعض المسئولين وعلى رأسهم تصريح الأخ رئيس الجمهورية في عدن قبل أسابيع قليلة.
البعض يقول إن نتيجة مؤتمر الحوار جاهزة حتى الآن؟
أؤكد لك أنه لا توجد حتى الآن وصفات سياسية جاهزة ومعدة سلفاً أبداً، هذه دعايات يطلقها البعض، وأرى أن نقتصد في عمل هذه الدعايات المغرضة، النتائج سيخرج بها مؤتمر الحوار الوطني الشامل وستعلن في نهايته، الرؤى اليوم كلها تطرح على الطاولة، والجميع يتبادلون الرؤى فيها بمسئولية، وما أؤكد عليه هنا أن الانفصال أو التشظي هو الحل بقدر ما هو المشكلة، الحل هو وحدة اليمن وقوته واحترام الآخر وتحقيق مطالب الناس، وإنصاف كل المظلومين في الجنوب وفي الشمال. خيار فك الارتباط أو تقرير المصير كما ينادي البعض مستبعد من الجنوبيين أنفسهم؛ لأنهم لا يرون أنه سيخدم الدولة أبداً، ربما كان الهدف عند من يرفعون هذا الشعار هو إحقاق الحق بالدرجة الأولى؛ لأن الناس إلى اليوم يعانون، ولو سارعت الحكومة أو الجهات المعنية لإعلان النقاط العشرين لاطمأن الناس أكثر، لكن للأسف ما على الأرض اليوم لا يكفي لطمأنة الناس أبدًا، وخاصة الجنوبيين بالذات.
ما هي الضمانات الحقيقية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل؟
حسناً.. سؤال وجيه، ولطالما تحدث الناس عن ذلك، وأعتقد أن الضمانة الحقيقية بعد الله هي إصرار اليمنيين على الخروج من هذه المرحلة إلى بر الأمان، ومن يحاول الالتفاف على الحوار ومخرجاته فإن الثوار سيكونون له بالمرصاد. الساحات الثورية لاتزال قائمة ولاتزال تنادي باستكمال تحقيق أهداف الثورة. مثلما أن هناك إصراراً من الشعب اليمني قاطبة على الخروج من دوامة الأزمة التي يعيشها اليوم.
يقول البعض: إن الوحدة اليوم فشلت والحل هو العودة للتشطير؟
طرح مقولة أن الوحدة فشلت ربما يقصد عدم تحقيق أهداف الوحدة؛ لأن هناك معاناة قوية، الوحدة بحد ذاتها لم تفشل، الذي فشل هو النظام الذي قاد هذه الوحدة، أما الوحدة بحد ذاتها فلم تفشل أبداً، لم تتح للوحدة فرصة لأن تحقق أهدافها خلال الفترة الماضية، ولم يتح للشعب فرصة الاندماج والتعايش، النظام قاد الشعب في الشمال والجنوب إلى الصدام والصراع، وصنع هذه العبارة التي تقول: إن الوحدة فشلت، الوحدة لم تفشل، والانفصال ليس معقولاً، هذا مطلب، بعض الشخصيات في الخارج تعمل وفق أجندة معروفة تضر بمصلحة اليمن، وتذكي مثل هذا الشعار، ومواقفهم هذه لا تمثل غالبية الشعب في الجنوب. الناس يطالبون بالعدالة والمساواة ورد الحقوق والمظالم، وهناك آليات مختلفة لمعالجة هذه المآسي، سيرى فيها جنوبيون داخل مؤتمر الحوار وخارجه وسيعالجونها بحكمة، وبما يخدم مصلحة الشعب اليمني.
سقطرى قضية لوحدها أيضاً.. ماذا عن جزيرة سقطرى، هذا الكنز العظيم الذي لما يستفد منه اليمنيون بعد؟
الحديث عن سقطرى إطلاقاً معناه الحديث عن ست جزر ثلاث منها مأهولة، وثلاث غير مأهولة، ويسكنها أكثر من مائة ألف نسمة، “دعك من الإحصاء السكاني الرسمي” هي إحصاءات غير دقيقة، سكان سقطرى كثر، ونحن حين نتكلم عن جزيرة سقطرى فإننا نتكلم عن تميز ثقافي وبيئي وتاريخي مختلف، وقد أعلنت من قبل منظمة التراث العالمية واحدة من أجمل وأعظم المحميات الطبيعية؛ لجمالها ولما تكتنزه من تنوع بيئي وثقافي وطبيعي نادر، ففيها العشرات من الطيور والحيوانات والأعشاب النادرة، وهناك مساهمات من قبل كثير من المنظمات في الحفاظ على هذا التنوع الساحر والبديع، لكنها مع هذا كله تعيش وضعاً استثنائياً ومزرياً في جانب الخدمات وفي جانب المعيشة، حيث لا تتوافر أدنى المقومات الإنسانية للعيش الكريم. الحياة فيها صعبة للغاية منذ عقود وقرون مضت وفي مختلف الأنظمة التي تعاقبت على حكم اليمن في الشمال أو في الجنوب. والحقيقة أن الكل يتحدث ويتكلم عن إعجابه بجزيرة سقطرى وجمالها لكنه لا يعيرها اهتماماً، ولا يترجم هذا الإعجاب إلى واقع عملي..
إلى أي حد نستطيع القول: إن البنية التحتية متوفرة فيها؟
إلى حد كبير نقول البنية التحتية ليست متوفرة، هناك بعض مشاريع تم اعتمادها سابقاً بمليارات لكنها تعثرت بفعل الفساد الذي أصابها، ربما صرفت المليارات في التعليم والطرقات والاتصالات والصحة، وغير ذلك، لكن حين نتحدث عن الجدوى الخدماتية التي لمسها المواطنون من هذه المشاريع المرصودة فإنها لا تتوازى مع هذه الأرقام المعتمدة! كل مشاريع البنية التحتية في الجزيرة لم تكتمل بعد، لا الطرقات ولا الصحة، ولا المواصلات، المطار لم يؤهل بصورة لائقة، أسعار التذاكر من وإلى سقطرى بأرقام خيالية وغير معقولة، ربما توازي التكلفة سفرك إلى السودان أو إلى إحدى دول الخليج، وكأنك لست من اليمن، وداخل بلدك!
ما القيمة المضافة التي يمكن أن تشكلها الجزيرة بالنسبة للصالح العام لليمن كلها؟
أعتقد أن جزر سقطرى لو ركزت عليها الدولة ووفرت لها مشاريع البنى التحتية لضاهت المدن السياحية في المنطقة، ولشكلت إضافة نوعية كبيرة في الدخل من السياحة للبلد.
هل صحيح أن ثمة قواعد عسكرية لقوات دولية في الجزيرة أو قريب منها؟
داخل الجزيرة لا. لكن في المياه المحاذية للأرخبيل نعم، ونشاهد أحياناً بعضاً من هذه السفن، أو البوارج الحربية، وهذه السفن بعيدة قليلاً ونعتبره من الطبيعي في ظل الحرب العالمية على القرصنة والإرهاب..
ألا ترون أنها تمثل خطورة على الجزيرة وعلى البلاد بشكل عام؟
نحن الآن في مرحلة الحديث بحساسية عن تواجد القوات الأجنبية ليس ممكناً، الحرب على الإرهاب وعلى القرصنة جعلت أطرافاً دولية وإقليمية تمد يدها بقوة لهذا الشأن دون اعتراض من قبل أحد. والحقيقة أن ما نعتبره يمثل خطورة على جزيرة سقطرى هو إهمال الدولة وترك هذه الجزيرة دون رعاية أو اهتمام.
هل هناك قوى بحرية يمنية ومشاة بحرية متواجدة لحماية الجزيرة؟
نعم توجد قوة بحرية ومشاة يمنية، وكما قلت لك التنمية الحقيقية لجزيرة سقطرى تتمثل في الاهتمام بها ورعايتها ورفدها بمشاريع البنية التحتية.
ماذا عن دور جزيرة سقطرى في الثورة اليمنية الأخيرة؟
كان أهالي سقطرى من السباقين لساحة الثورة، في بداية شهر مارس 2011م هب الثوار من أبناء سقطرى إلى الساحة، كغيرهم من أبناء الجمهورية وشكلوا ساحة ثورية لاتزال إلى اليوم ببرامجها وأدبياتها ومطالبها الثورية كأي ساحة في البلاد. وقد تناولت مختلف وسائل الإعلام هذه الهبة الثورية ونشرت من يومها، وقد بعثت سقطرى رسالة واضحة للنظام السابق نتيجة حرمانها كثيراً من أبسط مستحقاتها، رسالة واضحة وعميقة من عمق المحيط الهندي، ومع أن الثورة قد بدأت إلا أن التغيير لم يصل حتى الآن، حاولنا تعيين مدير جديد للمديرية في الفترة السابقة من ساحة الثورة، إلا أن السلطة المحلية بحضرموت رفضت هذا التغيير وأعادت المدير السابق، ونحن نأمل أن نلمس تغييراً حقيقياً خلال الفترة القادمة إن شاء الله.
ونناشد رئيس الجمهورية أن يحدث من التغيير في سقطرى ما يتناسب مع طموحات وتطلعات أبناء هذه الجزيرة. وقد ألقيت كلمة في إحدى جلسات الحوار عرضت فيها ما تعانيه سقطرى فتم بعد ذلك أن بعثوا لجنة من مجلس الشورى، ووزير الصحة لتلمس الأوضاع عن كثب، وتم إعلان بعض المشاريع فيها، ونتمنى أن يستمر هذا الاهتمام، ونأمل حل المشكلة الإدارية في سقطرى؛ لأنها دائماً تتبع محافظات مرة عدن، ومرة حضرموت، نحن نطمح لأن تكون مكوناً إدارياً مستقلاً بذاته لنحد من المشكلات التي تواجهنا، وأن تعلن محافظة مستقلة فتلك خطوة للأمام نتمناها، نحن نريد من الآن سن قوانين وتشريعات تحمي التنوع البيئي والجمالي في سقطرى لصالح اليمن، تراث سقطرى ليس ملكاً لسقطرى فحسب، بل لكل اليمن..
كم مديرية هي؟
هي مديريتان الآن، ونرى أن هذا التقسيم اليوم مجحف بحقها؛ لأنها تستحق أن تكون أكثر من أربع أو خمس مديريات، كخطوة أولى لإعلانها محافظة مستقلة..
كم لغة فيها؟
لغتان. اللغة السقطرية واللغة العربية، واللغة السقطرية طبعاً هي إحدى اللغات الجنوبية الحديثة التي كانت في شبه الجزيرة العربية هي والمهرية، ولغات أخرى..
هل نعتبرها واحدة من فصائل اللغة الآرامية؟
ربما، لأنها كانت منتشرة سابقاً في جنوب شبه الجزيرة العربية ثم انحصرت مؤخراً في سقطرى، وهي لغة ثرية ولغة أدب وشعر، كما هي أيضاً لغة شفاهية ولغة كتابية، وقد أصدرت كتاباً باللغة السقطرية عن الشعر السقطري، ولو حظيت هذه اللغة بالبحث والدراسة لوجدنا فيها ثراء جمالياً وإبداعياً خلاقاً..
حروفها عربية أم مسندية؟
نحن الآن نكتبها بالحروف العربية.
ما هي اللغة المتداولة اليوم في سقطرى؟
اللغة العربية هي اللغة الرسمية، وهي لغة المسجد والمدرسة والمكتب والسوق، اللغة السقطرية موجودة في المناطق الداخلية وفي الريف، وللأسف فهي في طريقها للتآكل والاندثار، وأنا متخوف أن تسقط جزيرة سقطرى من قائمة التراث العالمي؛ لأن هذه المنظمات لها معايير وضعتها للاحتفاظ بالمدن التراثية في العالم. وأناشد الأخ الرئيس والحكومة أن يتداركوا هذا الأمر حفاظاً على تراث وثقافة هذه الجزيرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.