تضاءل القيض وتقهقر سعيرعزلة الوريف في مديرية مقبنة ذات ليلة من مطلع هذا الصيف، عندما حل المزن على القفار التهامية الجافة.. الأهالي جميعهم ناموا في تلك الليلة كأن لم يناموا من قبل.. لطافة الجو الممطر ولذته تغلّبت على رهابة أصوات البرق المتوغل في السحاب المثقلة بالغيث.. الجميع غط في سبات عميق متجاهلاً تلك الأصوات السماوية المهولة عدا من التسبيح. في صبيحة تلك الليلة أفاق الأهالي باكراً ليشهدوا سيمفونية ضوء فريدة لقمر تعاقرت خيوطه مع نجوم البارحة، وتماهت بقاياه باكراً مع نسيج ذهبي خجول لشمس يوم جديد لامس بريقها عيون الجميع في تلك القرية، عدا حامد عبدالغفار علي الشميري وباقي أفراد أسرته الخمسة!.. لقد أتى عليهم المزن بما لا طاقة لدارهم القديمة ولا أعينهم في استقباله.. الضيف كان عنيفاً ولا يعرف الاستئذان.. إنه “البرق” قوة إلهية ترافق ما يجود به رحم السماء.. اصطفى الله في ابتلائه تلك الأسرة الفقيرة، فلاجدران منزلهم صدت جبروت السماء ولا عيونهم أيضاً..! فبين عشية وضحاها “أعشي” الجميع! وأصم أحدهم.. ابتلاء ما بعده ابتلاء عندما يضيق أحدنا ليجد نفسه وأسرته على ذلك النحو المخيف.. من منيت عيناه بحصة “لامع” برق أقل من سواه.. تداعى على البقية وهو ما فعله الأب الأقل حظاً من وميض لايُطاق.. يقول حامد: إنهار نصف منزلي من ضربة البرق ولولا أن المداميك قديمة لقضينا جميعاً تحت الأنقاض، لكن شدة ضوء البرق أطفأ إحدى عيني ولم تفلح عملية جراحية في استعادتها، أما الأخرى فأرى فيها بشكل ضعيف والغشاوة تملأها، فقد أصيبت الشبكية، أما زوجتي وولدي الصغير فقد صاروا شبه “عميان” حالياً وتقودهم ابنتي الصغيرة التي لم تتأذ من الضوء رغم أنها نامت معهم في غرفة واحدة، فقد شاء الله أن تقودهم طيلة غيابي، غير أن ما يحز في نفسي، ويبكيني ليلاً ونهاراً هو أن ابني الصغير لم يذهب بصره فحسب بل فقد الكلام أيضاً، وقد بدأت بعلاج إحدى عيني بعد أن أنفقت كل ما ادخرته سلفاً لأتمكن من السعي لجلب المعونة لعلاج أسرتي، كون ولدي الثالث الكبير نجا من العمى لكنه لايزال صغيراً على الكسب والمرض لايحتمل التأخير. أما المنزل فقد تطوّع أبناء المنطقة بإعادة بنائه.. جزاهم الله خيراً.. ويضيف حامد: نصحني الأطباء بضرورة إجراء عمليتين جراحيتين لكل واحد من أفراد أسرتي وأنا ضمنهم، فلم أجد من يتحمل كلفة ذلك، فلجأت إلى صفحتي: “إلى من يهمه الأمر”في هذه الصحيفة الرائعة وكلي امل في أهل الخير لاسيما أطباء العيون الخيرين المقبلين على شهر رمضان بفعل الخيرات والطاعات وهذا رقم جوالي لمساعدتي في مصيبتي هذه : 734557086 ملاحظة من المحرر: رغم إن مصيبة حامد الشميري الملقب ب «الشلاني»لا تحتاج إلى أدلة لكنه عمّد كلامه بتأكيد وختومات وتوقيعات عدد من الجهات الرسمية في المديرية من بينها عضو المجلس المحلي خالد عبدالستار وعدل القرية ومكتب الواجبات في مديرية مقبنة.. ويا سعد من أخذ بيده!!