أول صحفي يمني كتب عن مقتل الرئيس الحمدي, وأول صحفي من شمال اليمن عارض حرب 94, كما كان من معارضي حروب صعده, لكنه اليوم من أكبر منتقدي الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي, له مواقف تتناقض مع اغلب الساسة في اليمن, يصفه البعض بالثائر الحر, فيما ينعته آخرون بالمتناقض؛ لكن الكل يجمع على انه من اهم الكتاب الصحفيين في اليمن، الصحفي والسياسي منير يحيى صالح الماوري (عضو مؤتمر الحوار الوطني) في حواره مع (الجمهورية) يحدثنا بصراحته المعهودة حول قضايا متصلة بمؤتمر الحوار الوطني، وقضايا أخرى في الحصيلة التالية: لماذا وقعت ضجة إعلامية عندما عدت إلى اليمن بعد أعوام من الاغتراب في الولاياتالمتحدة؟ لمن لا يعلم أنا كان محكوم عليّ في قضية رأي لأنني كنت من منتقدي الرئيس السابق، والسياسات التي كانت تمارس في تلك الفترة، وكنت ممنوع من الكتابة في اليمن وعودتي جاءت لرفع معنويات الشباب وتطمينهم إن التغيير الذي نشدوه قد تحقق، ولولا ثورة التغيير الشبابية لما تمكنت من العودة لبلدي، و ما يحدث اليوم من حوار هو لفتح صفحة جديدة لبناء يمن جديد، وتفادي الثارات والخلافات، وإعطاء فرصة لرموز النظام السابق أن يكونوا جزءاً من عملية التغيير، لان وقوف العجلة ربما يطحنهم ولم يتمكنوا من طحننا ومعانا الشباب. ألا توافقني الرأي أن المجلس الوطني لقوى الثورة لم يعد له أي ذكر, وأنت كنت احد أعضائه؟ أنا كنت وما زلت عضوا فيه, المجلس الوطني لقوى الثورة الشبابية السلمية ممثل في الحوار بنصف أعضاء المؤتمر من الناحية العملية وب 4 أشخاص فقط من الناحية الاسمية, والسبب هو أن الأحزاب المُشكلة للمجلس دخلت في الحوار الوطني بصفتها الحزبية كمكونات سياسية منفردة من اجل الحفاظ على التعدد والتنوع وليس ككتلة واحدة، لأن المجلس يتكون من أحزاب اللقاء المشترك إضافة إلى المستقلين، فهؤلاء المستقلين في المجلس ممثلون ب 4 أشخاص لكن المجلس موجود بقوة من خلال الأحزاب التي تمثل المجلس في الأساس، مثل الحزب الاشتراكي اقوى الأحزاب اليسارية اليمنية، والتجمع اليمني للإصلاح اقوى الأحزاب اليمنية أيضاً، واقوى الأحزاب القومية التنظيم الوحدوي الناصري، وثالث أحزاب المجلس الوطني الذي هو عبارة عن أحزاب اللقاء المشترك، إضافة لمجموعة من الشخصيات المستقلة. كيف تعلق على تعليق وانسحاب شخصيات من مؤتمر الحوار الوطني وآخرهم بعض المحسوبين على الحراك الجنوبي؟ هل اضعف ذلك الحوار؟ بالعكس كان لانسحاب بعض الشخصيات السياسية أثر كبير لدعم الحوار، ويمثل ضغطاً عليه، لأن هذا التعليق هو عباره عن مشاركة أو إبداء راي بطريقة غير مباشرة، الحوار ليس للمتحاورين داخل القاعة فقط، ولكن للقوى السياسية والشخصيات المؤثرة وأصحاب الرأي المستقلين والحزبيين، سواء داخل القاعة أو خارجها، فبمجرد إن يمتنع العضو عن الحضور ويقدم مبررات أو يعلنها للملا فمعنى ذلك أنه أبدا رأيه، وأن الرأي هذا سوف يستفاد منه، وهذا ما فعلته الناشطة توكل كرمان، ورجل الأعمال حميد الأحمر، وكان لهم مبررات لعدم المشاركة قد نتفق معهم أو نختلف في تلك المبررات، لكنها شكلت دافعاً كبيراً لنا لتبنيها قضايا حساسة، مثلا هيكلة الجيش والأمن، كل ذلك مطلب الجميع، والبعض رأى أنه شرطاً هاماً لبدء الحوار مثل توكل كرمان، والبعض الآخر يقول إن السياسة فن الممكن ويمكن إن تمشي الأمور، فالهيكلة قد وقعت في وقت سابق وأخرجت أشخاصاً كان من الصعب إخراجهم من القوات المسلحة التي أصبحت الآن في زي موحد. وأنت أحد المقربين من صناع القرار في اليمن, لماذا لم تطبق بعض القرارات المهمة على أرض الواقع؟ نعم هناك أشياء لم تطبق، لكن التطلعات كبيرة والقرارات قد صدرت وطبق جزء منها، مثلاً لم يعد أحمد علي عبد الله صالح قائداً للحرس الجمهوري، و لم يعد محمد صالح الأحمر قائداً للقوات الجوية، ولا يحيى صالح أركان حرب الأمن المركزي. لكن البعض يقول إن حزب المؤتمر قوي ولم تؤثر عليه تلك القرارات؟ صحيح أن حزب المؤتمر من أهم الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية، وقد قبل الجميع بذلك, ويجب أن يعي الناس أن وجود المؤتمر لا يعني أن يكون عقبة في مسار التغيير وهيكلة الجيش واستكمال الفترة الانتقالية أو التخطيط للعودة إلى الماضي، هناك قوى بعضها داخل المؤتمر وبعضها خارجه تخطط للعودة إلي الماضي ما قبل الربيع العربي وبعضهم يريد إلى ما قبل التسعين، والبعض يريد إلى ما قبل 62م. ما مشروعكم في المجلس الوطني لقوى الثورة؟ مشروعنا المضي نحو المستقبل، أعتقد إن هذا مشروع أغلبية القوى السياسية، والمؤتمر كغيره من القوى فيه من يتبنى التغيير والتحديث، وبينهم من يتبنى مشروع العودة إلى الماضي، ومازال لديهم أمل في العودة إلى الحكم، وأن هذه الفترة هي استراحة محارب, وهم يتناسوا أن دماء الشباب سفكت، وهذا الشيء يذكر الجميع أن العودة إلى الماضي مستحيلة. وما حدث في مصر هل سينطبق على اليمن مستقبلاً؟ هذا الكلام صعب أن يطبق في اليمن. في حال ترشح السفير أحمد صالح في الانتخابات الرئاسية القادمة, ما الذي ستفعلونه؟ ليس هناك مانع عندما يتخلى عن الحصانة، ويقدم نفسه للمحاكمة، وعندما تبرئه المحكمة من دماء الشباب ولم تدينه. من سيقرر هذا الكلام الذي ذكرته؟ الحوار الوطني الشامل سيقرر ذلك. وإذا مورست عليكم ضغوطات خارجية أو داخلية, كيف ستتصرفون؟ الضغوطات هي من دماء الشباب، نحن لن نقبل فيمن يشتبه أنه متورط في قتل الشباب خصوصاً قتلى جمعة الكرامة، وقتلى صعدة، وقتلى الحراك الجنوبي، وأماكن أخرى في اليمن، نقول إما أن يقبل هؤلاء بالمحاكمة والتخلي عن الحصانة، أو يمنعوا من الترشيح لأي انتخابات, فمن المعقول والمفترض انه لا توجد حصانة وترشيح للرئاسة في وقت واحد. الرئيس السابق مازال يمارس السياسة إلى اليوم، ما تعليقك؟ نحن لا نريد أن يمارس السياسة ولا نستطيع أن نمنعه من ممارسة السياسة، ولكن نريد أن يتوقف عن ممارسة التخريب والتدمير, السياسة ليست التخريب، الرجل لديه خبرة في ممارسة التخريب والتفتيت والفتن, لكن حتى لو كان ملاكاً وقد استمر في الحكم 33 عاماً فهذا يكفي، وقد حان وقت التنمية ووقت بناء مستقبل جديد لليمن. أتيت من بلاد المهجر, وهناك استياء من الجالية اليمنيةبأمريكا, لماذا لم تطالب بإشراك بعض قيادات المغتربين في مؤتمر الحوار الوطني؟ المغتربون اليمنيون هم مجتمع متنوع ينعكس التنوع السياسي داخل اليمن عليهم بشكل أو بآخر، هناك انصار لحزب المؤتمر، وكذلك لحزب الإصلاح، فكان من واجب تلك الأحزاب في إشراك أنصارهم في المهجر، وفي أمريكا أيضاً الحزب الاشتراكي والحراك في الولاياتالمتحدة كان من المفترض أن يكون لهم ممثلون من أبناء الجالية اليمنية هناك. يقال اٌختزل المغتربون بشخص الماوري للمشاركة في الحوار؟ هذا ليس صحيحاً؛ صحيح إنني مهاجر ولكنني عضو في المؤتمر في قائمة الرئيس بصفتي الشخصية وليست بالمهاجرين، مثلي مثل أبناء صعدة والجنوب والمغتربين وتهامة وكل المهمشين، نحن همشنا جميعاً ونحن مهمشون طوال الفترة الماضية وبالتالي الموجود في الحوار يمثل بعض القوى، ولكنني أعد المغتربين أن التزم بالقسم والوعد الذي قطعته على نفسي من أول يوم شاركت فيه أن أكون ممثلاً لليمنيين والمغتربين في الحوار الوطني، تمثيل المغتربين لم يكن كافياً ولكن الأفكار موجوده, ومسألة التمثيل لا تصنف بالطريقة التي تتحدث عنها, مثلاً المغتربون المؤتمريون في الولاياتالمتحدة يمثلهم سلطان البركاني, وتمثلهم رمزية الارياني, وهكذا لبقية المكونات السياسية والاجتماعية التي شاركت ومازالت تشارك في الحوار. صف لنا علاقتك بالحوثيين؟ الحوثيون بدأوا في السنوات الأولى نضال كبيراً للدفاع عن انفسهم بإشراك القبائل التي دافعت عن نفسها, وفجأة تحولوا من مظلومين إلى ظلمة؛ وهم الآن يعبثون؛ وارى أنهم يقتلون في الجوف وحجة وفي إب وبقية المحافظات التي لديهم تواجد فيها. البعض يستهجن تصريحاتك النارية ضد الحوثيين، ويقولون الماوري الذي ينحدر من أسرة هاشمية ضد الحوثيين ؟ كيف؟ أنا لا يهمني عنصر الشخص لا احد يستطيع أن يثبت انه من عنصر هاشمي أو غير هاشمي، اصل الشخص ليس كل هاشمي حوثي وليس كل حوثي هاشمي, الهاشميون في صعدة لا يمثلون جميع أبناء صعدة، أبناء القبائل هم أكثر انصار الحوثي؛ لكني لا انظر إلى هذه التقسيمات، فالمصالح السياسية هي التي تحكم، كلنا في اليمن سنة وشيعة نُجل شخص الإمام علي عليه السلام, ولكن الإمام علي ليس مرشحاً للرئاسة عندما يأتي الحوثي ويقدم لي مؤهلات الإمام علي هو شخصياً. يقال أن الدعم الأمريكي لليمن دعم مشروط بشروط غير معلنة, نريد أن تكشف لنا جزءاً من تلك الشروط؟ أخي الكريم الوضع الدولي حالياً، والإقليمي في الوقت الراهن، أقولها بقدرة الله يتوافق إلى حد كبير مع المصلحة العليا للشعب اليمني، وهو تحقيق الاستقرار فالدول الخليجية وأمريكا وأوروبا وكل من رعى المبادرة الخليجية هدفهم الأول هو استقرار اليمن حتى لا ينجم عن الفوضى تهديد لمصالحهم، أو مصالح دول صديقة، أو أنها تشكل عبئاً على المنطقة وتهدد دول الخليج، وتعطي لإيران موطئ قدم في هذه المنطقة، فهم يريدون نجاح الحوار من اجل مصلحتهم وهذه المصلحة تتوافق مع مصلحة اليمن، فيجب أن نبني على ذلك، ولولا المبادرة الخليجية لما تحققت أهداف الثورة الشبابية. المبادرة لم تأت من السعودية بل جاءت بطلب من الرئيس السابق للملك عبد الله والملك عبد الله بادر من اجل شراء الوقت، و جاء الموقف الخليجي ليمثل دعماً كبيراً لإنجاح المبادرة، صحيح أنني كنت انتقد المبادرة في السابق واسميها المؤامرة لكن اتضح لي فيما بعد أنه لولا هذه المبادرة لما نجحت خطة التغيير في اليمن، ولما أصبح لدينا رئيس جديد لأول مرة من جنوباليمن في تاريخ اليمن الحديث. كيف تواجه من يقول إنك عميل للأمريكان؟ صحيح قيل لي إنني عميل, وأقول إذا كانت أمريكا تدعم مشروعاً خاصاً بها ألا تستطيع أن تطب من هذا العميل الصغير أن يؤيد هذا المشروع، أنا كنت ضد الرئيس السابق في ذروة الدعم الأمريكي له، وكنت ضد مشروع التوريث في ذروة الدعم الأمريكي لهذا المشروع، كنت ضد مشاريع التوريث في الجمهوريات الملكية عندما كانت تلك المشاريع في معظمها مشاريع أمريكية، لكنني مواطن يمني مائة في المائة واحمل الجنسية الأمريكية, وليس هناك ما يجبرني أن أعمل ضد اليمنوأمريكا، وسأعمل لمصلحة الوطنين. أيضاً هناك استهجان كبير من مواقفك حيال القضية الجنوبية؟ لماذا؟ الاستهجان وارد بين القادة الحراكيين الجنوبيين الذين هم انفسهم لا يقبلون بكلام الآخر، فكيف سيقبلون بكلام منير الماوري إذا كان كل فصيل في الحراك الجنوبي يُخون ويُكفر فصيلاً آخر, أقول بصراحة إن المشاريع الأنانية لا يمكنها أن تنجح وكل المشاريع التي طرحت مشاريع عودة إلى الماضي، كنت أرى وما زلت أن حل القضية الجنوبية سيكون مدخلاً لحل قضية صعدة والقضية التهامية, رغم اني كنت افضل مناقشة القضية اليمنية بمسمى شامل، لكن القضية الجنوبية لها أهمية كبرى لأنها السبيل لحل قضايا متعددة في إطار دولة لا مركزية تعطي لكل محافظة وإقليم هامشاً كبيراً للحرية والاستقلالية، في ظل دولة واحدة وموحدة لا يهيمن فيها المركزي على كل نواحي الحياة، ولايأتي ابن حضرموت إلى صنعاء لاستخراج جواز سفر أو أي معاملات بسيطة ولا يسمح لناهب قادم من خولان أو صنعاء لنهب أراضي الجنوب أو تهامة، وتكون الأولوية في التملك والاستثمار لابن المنطقة وبطريقة شرعية. بعد غياب طويل هل زرت القرية التي تنتمي لها؟ سأزورها, لكنني ازورها دائماً عن طريق جوجل ارث، وأشاهد كثيراً من ملامحها التي تتغير يوماً بعد يوم. في حال لا سمح الله لم ينجح الحوار خصوصاً أننا نشاهد محاولات اغتيال لرموز مثل رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة، ما الذي سيحدث؟ سيتولد عن ذلك الفشل أزمة سياسية ستعيدنا مجدداً للمربع الأول للثورة. كانت هناك توقعات انك ستكون ضمن وزراء حكومة الوفاق الوطني, ولم يحدث ذلك؟ وما ادراك أن اسمي لم يُدرج, اسمي اُدرج لأكون وزيراً ورفض اسمي من قبل حزب المؤتمر, وذلك عندما قدم أحزاب اللقاء المشترك اعتراضات على عارف الزوكا، وحافظ معياد وآخرين, وأراد علي صالح أن يزجهم في الحكومة، اعترض حزب المؤتمر على أشخاص آخرين من الطرف الآخر؛ وقد صنفوني بالمتطرف, ويشرفني أنهم صنفوني متطرفاً لصالح الثورة, ولكن لا إشكال فالحكومات القادمة كثيرة، وأنا اعتبرها مسئولية وليست سلطة، وأي جهة تستطيع أن تعينني وزيراً وتقيلني من الوزارة, لكن لا احد يستطيع أن ينتزع مني صفة الصحفي والكاتب والمحلل, أنا لم اهمش نفسي، ولم أقبل بالإقصاء، أشارك بكل ما استطيع في إدارة عجلة التغيير منذ 20عاماً ولم أتوقف. لماذا توقفت عن الكتابة في صحيفة (الجمهورية)؟ شعرت بالإنهاك, بالرغم انه تم انتهاج سياسة جديدة في صحيفة الجمهورية وهي سياسة منفتحة قبلت بي ومن كانوا محرومين من الكتابة، الفضل كله يعود لسياسة رئيس التحرير سمير اليوسفي الذي سمح بهذا الانفتاح, لكني أقول: إما أن يكون عندك شيء جديد تقدمه أو أن تتوقف. أسابيع تفصلنا عن اختتام أعمال مؤتمر الحوار؟ ماذا تتوقع؟ متفائلون بنجاح الحوار وسوف ينجح. [email protected]