أقام المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب «آشا» أمس في صنعاء ندوة فكرية بعنوان «التعايش السلمي بين المذاهب الدينية في اليمن». وهدفت الندوة للوصول إلى السبل والآليات العملية التي تضمن تعايشاً سلمياً حقيقياً وفاعلاً بين المذاهب الدينية في اليمن, وأوضح رئيس المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب عبدالملك الخامري ضرورة مناهضة كل الأعمال المؤدية إلى الإرهاب والعنف وانتشاره، سواء تلك التي تكون عن طريق التحريض الطائفي أو المذهبي أو تلك التي تنتج عن الأعمال الأخرى كالمشاكل الاقتصادية والبطالة أو نهب الحقوق وإهدار كرامة الإنسان, مؤكداً استقطاب عدد من الجماعات والطوائف والأحزاب في اليمن عقب الثورة الشبابية، وبعد توقيع المبادرة الخليجية لعدد من الشباب، مستغلين فقرهم وطاقتهم وحيويتهم؛ ليتم تجنيدهم لتوظيفهم في أعمال غير مشروعة تؤدي إلى العنف وإلى أعمال تقوض السلم الاجتماعي الذي لم يكن محلاً لاهتمام البعض أو النخبة السياسية؛ نتيجة انشغال الكل بتقوية مركزه ومنصبه السياسي، فيما يعيش عدد من الشباب تحت رحمة تلك الجماعات. وفي الندوة استعرضت العديد من أوراق العمل والمداخلات تناول فيها عبدالناصر الخطري صراع البقاء والنفوذ في صعدة وأثره في نشوب حرب طائفية، متناولاً مراحل الصراع الحوثي, وأسباب الصراع في صعدة الذي تحول من صراع فكري إلى صراع مسلح ومظاهر ذلك الصراع, والحلول المقترحة لتجنب الصراع الطائفي. كما تناول محمد يحيى عزان أسباب التفرق ومقومات التعايش والوفاق التي أوضح فيها صورة الوضع المذهبي في اليمن, والأسباب السياسية والفكرية والاجتماعية ومعالجتها. فيما اختتم مجيب الحميدي الورقة الأخيرة حول تحولات الصراع المذهبي في اليمن على ضوء المتغيرات السياسية.. مستعرضاً تحولات الصراع المذهبي ولعبة الاستقطابات الدولية, وتأثير العنصرية الاجتماعية في شخصية الوادعي ودور تأسيس مركز دماج في بلورة الظاهرة الحوثية وموجهات كيفية مواجهة الصراع المذهبي. وتناول القاضي حمود الهتار مداخلة أشار فيها إلى أهم أسس التعايش بين اليمنيين ومذاهبهم المتمثلة في الاعتراف بالآخر والاحترام المتبادل, وإقامة الحقوق والواجبات على أساس المواطنة المتساوية, والالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية في المعاملات التي تجري فيما بين الناس والاحتكام إليها, والابتعاد عن التكفير, وعدم استخدام العنف لفرض الآراء أو الأقوال أو المذاهب أو نيل الحقوق.