بتواطؤ حوثي.. مسلحون يحرقون منزلاً في محافظة إب بعد نهبه    الدفاعات الإيرانية تدمر 12 طائرة مسيرة صهيونية في همدان    الحرس الثوري يطلق الموجة 19 من الطائرات الانتحارية نحو الكيان    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    محافظ تعز يبحث مع مسؤول أممي أزمة المياه والحلول الممكنة    الرزامي يهاجم حكومة الرهوي: الركود يضرب الاسواق ومعاناة الناس تتفاقم وانتم جزء من العدوان    المقاومة العراقية تنعَى مسؤول وحدتها الأمنية في غارة صهيونية على الحدود    سريع يكشف متى ستستهدف قواته السفن والبوارج الامريكية في البحر الأحمر..؟    تدشين الدورة الآسيوية لمدربي كرة القدم المستوى "C" بالمكلا    ما وراء حرائق الجبال!!    حملة لازالة البساطين والعشوائيات في باب اليمن    برعاية طارق صالح.. الإعلان عن المخيم المجاني الثاني لجراحة حول العين في المخاء    نجم مانشستر سيتي في طريقه للدوري التركي    الرهوي يشيد بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية    الطوارئ الإيرانية: إصابة 14 من طواقم الإسعاف وتضرر 7 سيارات جراء العدوان الصهيوني    إحباط عملية تفجير غربي إيران واعتقال عنصر مرتبط بالموساد    ليفاندوفسكي يحدد وجهته بعد حقبة برشلونة    الشغدري يتفقّد مشاريع خدمية في دمت بالضالع    وزيرالكهرباء ومحافظ المحويت يناقشان أوضاع مشاريع المياه والصرف الصحي    إخماد حريق في منزل بمنطقة شملان    تشيلسي يقترب من إبرام صفقة مؤجلة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 21 يونيو/حزيران 2025    الترجي التونسي يهدي العرب أول انتصار في كأس العالم للأندية 2025    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين حروف الرازحي.. رحلة الى عمق النفس اليمني    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    البحسني يكشف عن مشروع صندوق حضرموت الإنمائي    مقتل عريس في صنعاء بعد أيام من اختطافه    الأرصاد يتوقع هطول امطار على بعض المرتفعات ورياح شديدة على سقطرى ويحذر من الاجواء الحارة    مليشيا درع الوطن تنهب المسافرين بالوديعة    شبكة حقوقية تدين إحراق مليشيا الحوثي مزارع مواطنين شمال الضالع    نكبة الجنوب بدأت من "جهل السياسيين" ومطامع "علي ناصر" برئاسة اليمن الكبير    هجوم إيراني فجر السبت والنيران تتصاعد في موقع وسط تل أبيب    بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر    علي ناصر يؤكد دوام تآمره على الجنوب    بقيادة كين وأوليسيه.. البايرن يحلق إلى ثمن النهائي    الأحوال الجوية تعطل 4 مواجهات مونديالية    حشوام يستقبل الأولمبي اليمني في معسر مأرب    صنعاء .. موظفو اليمنية يكشفون عن فساد في الشركة ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة جحاف    هذا أنا .. وفي اليمن روحي    «أبو الحب» يعيد بسمة إلى الغناء    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    علي ناصر محمد أمدّ الله في عمره ليفضح نفسه بلسانه    الأمم المتحدة تقلّص خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن وسط تراجع كبير في التمويل    ديدان "سامّة" تغزو ولاية أمريكية وتثير ذعر السكان    نجاح أول عملية زرع قلب دون الحاجة إلى شق الصدر أو كسر عظم القص    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    فعاليتان للإصلاحية المركزية ومركز الحجز الاحتياطي بإب بيوم الولاية    جماعة الإخوان الوجه الحقيقي للفوضى والتطرف.. مقاولو خراب وتشييد مقابر    كيف تواجه الأمة الإسلامية واقعها اليوم (2)    الخطوط الجوية اليمنية... شريان وطن لا يحتمل الخلاف    الصبر مختبر العظمة    شرب الشاي بعد الطعام يهدد صحتك!    الصحة العالمية: اليمن الثانية إقليميا والخامسة عالميا في الإصابة بالكوليرا    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهرة ..
مستوطنات ماقبل التاريخ
نشر في الجمهورية يوم 04 - 08 - 2014


السكان:
يبلغ عدد سكانها حسب نتائج التعداد السكاني لعام 2004 حوالي 89 ألف نسمة.
ويسود محافظة المهرة المناخ المداري الجاف باستثناء مديرية حوف التي تسقط عليها الأمطار سنويا بصورة منتظمة ابتداء من يونيو حتى سبتمبر وتبلغ درجة الحرارة في حدها الأعلى 33 مئوية وحدها الأدنى 18 % في المناطق الساحلية المحاذية لشواطئ البحر العربي بسبب هبوب الرياح الموسمية حاملة نسمات الهواء الملطفة للحرارة .
التضاريس:
تنقسم تضاريس أراضي محافظة المهرة إلى ثلاثة أقسام هي:-
- السهل الساحلي الجنوبي .
- الهضبة الجبلية الوسطى .
- الصحراء الشمالية .
السهل الساحلي الجنوبي:
ويشمل الشريط الساحلي المتعرج والممتد من حدود المحافظة مع محافظة حضرموت من الغرب وشرقاً حتى حدود سلطنة عمان الشقيقة ويبلغ طوله حوالي550 كم وهو ينحصر من الشمال بسلسلة جبال الهضبة ووديانها ويصل أعلى ارتفاع له عن مستوى سطح البحر نحو 250 متراً وتنتشر عليه معظم المدن الرئيسية بما فيها المركز الإداري للمحافظة مدينة الغيظة لذلك يعيش فيه أكثر سكان المحافظة.
الهضبة الجليلة الوسطى:
تعتبر جزءاً من الهضبة الجبلية الممتدة من شمال عدن حتى شرق محافظة المهرة وتتكون من سلاسل جبلية تتخللها الوديان والروافد وأشهر جبال هذه المحافظة جبل الحبشة، وجبل الفرت، وسلسلة جبال بني كشيت، وجبل الفك ومرارة وشرقاً حتى سلسلة جبال القمر .
السلسلة الجبلية يتخللها العديد من الوديان التي تنقسم إلى قسمين :-
القسم الأول:
وتصب جنوبا إلى ساحل البحر العربي أهم واكبر أودية المحافظة تبدأ من الغرب ومنها وادي المسيلة الذي يعتبر الامتداد الجنوبي الشرقي لوادي حضرموت وتصب فيه الكثير من الروافد الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية وعلى ضفتي هذا الوادي تنتشر الكثير من المستوطنات التي تعتمد على المياه الجارية فيه وتعتبر أراضيه من أخصب أراضي المحافظة ويصب هذا الوادي إلى غرب سيحوت ثم البحر وإلى الشرق من هذا الوادي هناك وادي “عدنوت” ويصب إلى غرب قشن عند رأس شروين وإلى الشرق منه ، هناك وادي الجيزي الكبير الذي يصب فيه وادي دحون الذي تتجمع فيه مياهه من سلسلة جبل كشيت وجبل الفرت ويصب وادي الجيزي إلى الغرب من مدينة الغيظة المركز الإداري للمحافظة وإلى الشرق من هذا الوادي كما توجد عدد من الوديان الصغيرة التي تصل إلى البحر العربي وهي الوديان التي تتخلل سلسلة جبال القمر .
القسم الثاني:
وتصب شمالا إلى صحراء الربع الخالي .
يوجد في هذا القسم الكثير من الوديان اللتي تتجمع مياهها من سلسلة جبل بن كشيت الشمالية فوادي ضحية ووادي “تهوف” وهما الواديان اللذان تتجمع إليهما مياه جبل بن كشيت الشمالية ويلتقيان جنوب “سناو” وتصب في الربع الخالي في خليف مسيفة ثم واديي “مراخية وعربة” وهما اللذان تتجمع إليهما مياه جبل كشيت الشمالية ويصبان في الربع الخالي في طوق شحر ثم وادي رخوة ووادي “شعيت” ووادي “ميتن” ووادي شحت وتصل هذه الأودية شمالاً في الربع الخالي.
الصحراء الشمالية:
وهي عبارة عن صحراء مترامية الأطراف وهي الجزء الجنوبي الشرقي من صحراء الربع الخالي وتضم عروق الموارد ورملة أم غارب ورملة “عيوة” وبني معارض وخليف وعلين وخليف مسيفة وطوق “شحر” وعدد كبير من العروق مثل عروق الخراخير وعروق ضحية وعروق ابن حمودة ومعظم قاطنيها من البدو الرحل .
الصناعة الحرفية :
تتركز في المناطق الداخلية من المحافظة وفي مديريتي قشن و سيحوت وأهمها الأواني الفخارية الملونة بكافة أنواعها والصناعات الحرفية من سعف النخيل .
التقسيم الإداري:
تضم محافظة المهرة تسع مديريات وكل مديرية منها تنقسم إلى عدد من المراكز الإدراية وهي :
- مديرية الغيظة وهي العاصمة المدينة للمحافظة - منعر
- سيحوت - حوف
- شحن - حات
- قشن - المسيلة
- حصوين
ويعود تاريخ الاستيطان في أراضي محافظة المهرة إلى عصور غابرة وتحوي بشكل مثير للاستغراب كثيراً من مستوطنات عصور ماقبل التاريخ وهي العصور التي سبقت معرفة الكتابة ، وأهم المستوطنات من تلك العصور هي مستوطنات العصر الحجري القديم “الأسفل” لقد عثر على هذا النوع من المستوطنات في وادي الجزع الذي يصل إلى البحر العربي غرب الغيظة ،وعثر في هذه المستوطنات على أدوات حجرية تعود إلى الحضارة الاشولية وعصر البلايستوسين المبكر ومستوطنات العصر الحجري القديم “الأعلى” وجدت بالقرب من قشن وبالقرب من ساحل الخليج العربي مواقع يعود تاريخها إلى ما قبل 150.000 سنة قبل الميلاد ومستوطنات العصر الحجري الحديث وجدت معظم مواقع هذا العصر في الصحراء الشمالية في منطقة ثمود وفي “سناو” واكبر موقع لهذا العصر وجد في مركز “حبروت” في مديرية الغيظة ويعود تاريخ هذه المواقع إلى الفترة الممتدة من 6000-2500 سنة قبل الميلاد .
مستوطنات العصر البرونزي تتحدد مستوطنات هذا العصر بالمواقع التي تنتشر فيها تلك الرسوم الصخرية والمخربشات التي نحتت أو رسمت على صخور وأحجار المواقع واهم مواقعها تلك المنطقة المجاورة لمدينة الغيظة ويعود تاريخ هذه المواقع إلى الفترة الممتدة من 2500-1000 سنة قبل الميلاد .
العصر الحديدي:
والفترة التاريخية تنتشر مستوطنات هذا العصر الذي يمتد إلى جانب الفترة التاريخية إلى فترة ظهور الإسلام في كثير من المواقع أهمها موقع بالقرب من قشن موقع في الغيظة موقع في سيحوت موقع حصن النمير موقع جبل “ميفل” موقعان في كدمة يروب موقعان في شمال المحافظة في سناو .
الغيظة:
هي العاصمة المدنية لمحافظة المهرة بحكم توسطها ارض المهرة ومر بها الرحالة بطليموس 203 ق.م ووصف خور جربون بأنه التي تقع عليه مستوطنة أثرية مدينة “السبعة” المساجد وهي اليوم يطلق عليها كدمة أيروب وهي تقع شرق الغيظة 23 كيلومترا تقريبا عن الغيظة وقال المؤرخ بلفقية عن كدمة أيروب بأنها أحرقت من قبل دولة “أوسان” نظراً لامتناعهم عن دفع الضرائب وافتراض أخير إنها دمرت من قبل البرتغاليين في العصر الحديث في القرن السادس عشر في حملة “ليو كويرك” وتقع جيروت وهي حالياً “هروت” من الغرب للغيظة وذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان وهي العاصمة القديمة للأمير” شخراء” وارتدت عن الإسلام هذه الإمارة برفضها دفع الزكاة .
قشن:
مدينة قشن كانت العاصمة الأولى للمهرة وسقطرى وبها المقر الإداري للدولة منذ1507م تقريبا وهي مدينة عريقة وقديمة ومن المدن الأولى المهمة الذي ذكرها الرحالة والمستشرق النمساوي “خائم” وأهل مدينة قشن يسمونه “حائين” حيث مكث فيها فترة طويلة يجري دراسات وأبحاث عن اللغة المهرية وعادات وتقاليد المجتمع وهي الأولى لبعثات الآثار والدراسات الاجتماعية وصلت اليمن عام1805م وكان يرعى هذا المستشرق وقاضي المهرة الأول بن موسى بن باعبده ووصفها بأنها منطقة زراعية هائلة في واديها ، حيث يقال انه يصدر منها القطن إلى صنعاء وإنها منطقة أثرية وذات تاريخ قديم يتجلى ذلك من خلال وجود المستوطنات الأثرية في “شيعوت ، وصلولت ، وليبن” المذكورة في معجم البلدان والسوق القديم قحور سنجرة ويوجد على سلسلتها الجبلية اللبان يسكن آل عفرار قشن وبيت جيدح والحراوز وآل الزويدي وبيت مسمار وبيت سهيل وبيوتات من قبيلة آل القميري وبيت رعفيت وبالحاف وقبائل أخرى والسادة والمشايخ والحضر… الخ .
سيحوت:
سيحوت هي منطقة حيرج القديمة والتي ذكرها المؤرخون وهي إمارة عاصرت الجاهلية والإسلام وحيرج حاليا مستوطنة أثرية قديمة بها حصون الكافر والبنياني .
ومنطقة سيحوت هي منطقة مشهورة لدى الملاحين في الخرائط لملاحة السفن الشراعية القديمة وبها حاكم ذكره المؤرخ محمد عبد القادر بامطرف 3ص16 في كتاب الشهداء السبعة بأنه في نهاية ضعف شان الرسوليين في شمال اليمن وبالتالي ضعف حاكمهم بالشحر هاجمهم الأمير المهري محمد بن سعيد بن فارس الكندي حاكم “حيرج” والمكنى “أبو دجانة” فانتزع الشحر منهم سنة 836ه وبعد إن استولى أبو دجانة على الشحر حول مركز إمارته إليها من حيرج سيحوت وقد ساعده في الاستيلاء على الشحر المئات من أبناء الشحر والمهرة فكان منهم التجار والفقهاء والملاحون والحكام والقضاة والفلكيون .
و سيحوت تسكنها قبيلة بيت زياد وبيت زعبنوت والحرواز وبيت سهول وبيت مسمار وبيت عرشي وبيت الغقيد وبيت محامد وبيت رحيم والعدول والسادة والمشايخ والحضر..الخ.
دمقوت:
مرت دمقوت بفترتين تاريخيتين الجاهلية والإسلام ولازالت بهذا الاسم وهي أقدم منطقة في مديرية حوف ويطلق عليها ميناء الازوند نسبة إلى قبيلة الازد وعندما نزحوا من مأرب عام 622 ميلادية إلى بلاد المهرة وعمان الذي ذكرها الكاتب الإنجليزي “س.ب” مايلز عام 1875م حيث قال في 18 ديسمبر تحركنا نحو دمكوت “والأصل دمقوت” وهي قرية بها مائه كوخ وتقع في موقع احد الجروف وأسمه “شويرق” وهي “شيرق” حالياً تستمد ماءها من مياه النهر غير إن الماء ليس عذباً في الجزء الأسفل من المكان .
ولقد اصطحبني “أنسون” إلى الشاطئ وسرنا إلى بيت الشيخ أو المقدم لم يكن موجود هناك وكان نائبة رجلاً هرماً وعاجزاً ولكنة قال لنا بأنه يتذكر زوارق “ينوروس” التي كانت تقوم بأعمال المسح على الساحل غير انه لم يشاهد سفينة في دمقوت بعد ذلك ، كما أن أحد رجاله لم يشاهد باخرة من قبل وقد سلمني قائمة بأسماء قبائل المهرة وقام بمسحها “اسكندر سيدوف” احد خبراء الآثار الروس وأكد أنها أثرية قديمة .
وذكرها المؤرخ بلفقية بأنها ميناء قديم وإحدى المحطات لتصدير اللبان من خاروري بمحافظة ظفار سلطنة عمان إلى دمقوت ثم إلى ميناء قنا بحضرموت .
ومن دمقوت أيضاً إلى سقطرى مباشرة وتقع دمقوت بين جبلين بمشارف وادي سيق ولازال بها نهر جزء منه عذب يصلح للشرب عند الضرورة وجزء أسفل منه مالح مرتبط بالبحر يوجد في سلسلتها الجبلية كتابات سبئية وباديتها توجد بها أشجار اللبان .
وتسكن منطقة دمقوت قبيلة القمر ” آل القميري ” وبيت قرهاف وبيت بالحاف وبيت مهومد …الخ ، وتبعد دمقوت عن الغيظة شرقا حوالي94 كيلومتراً تقريباً .
حبروت:
حبروت ذكرها كتاب ياقوت الحموي بهذا الاسم وهو اسمها القديم قبل الإسلام وبعده وقد ورد ذكرها بأنها ارتدت عن دفع الزكاة وبها وادي حبروت وفيه قرية مشرفة على واد كبير فيه ينبوع ماء جار حاليا وفي حبروت مستوطنات أثرية هي وادي (ضوكوت) وكتابات ونقوش في الوديان الأخرى في المغارات واستقر على هذا الوادي الإنسان زهاء الف الثاني قبل الميلاد حسب دراسات المستشرقين الروس “فيتالي فاومكين” وأمير “خانون وميخائيل بتروفسكي” خلال بحثهم الأثري الذي استمر منذ 87 إلى89م وهو أطول استقرار للإنسان في جنوب غرب الجزيرة العربية بموجب تأكيد هذه البعثة .
وفي حبروت مقر للمركز الإداري هي قرية فوجيت وهي حديثة واكبر وديانها وادي شحن الذي يعتبر البوابة الشرقية للجمهورية اليمنية للتبادل التجاري مع سلطنة عمان الشقيقة والإمارات ، وتبعد حبروت عن الغيظة حوالي300 كيلومتر وتسكن صحراء حبروت قبيلة آل زعبنوت والحرواز والكثير بني همدان وقبائل المهرة الأخرى وتوجد مقرات إدارية لمركز حبروت صون وحات إضافة إلى الجمال محملة باللبان من صناق وصيق حلول بمحافظة ظفار سلطنة عمان عبر حبروت وثمود تيم سيئون شبام ومأرب .
منعر والدبين و مرعيت :
منعر هي إحدى القرى التاريخية القديمة بها قصور مهدمة على قمم محيطة بهذه القرية التي تبعد عن الغيظة حوالي100 كيلومتر بها نهر جار وسط الوادي يزرع فيه المواطنون على ضفافه وتليها .
الدبين وهي الأخرى قرية على الوادي وهذا الوادي متصل بمنعر ويوجد بهذه القرية غار عاد وحصن قديم يسمى النمر وتليها مرعيت هذه القرية ذكرت في كتاب ياقوت الحموي بأنها لها دور في عدم دفع الزكاة وكانت قبل الإسلام اسمها “ينعب” ثم “مرعيت” حالياً ومرت بهذه القرى البعثة الأمريكية بقيادة المستشرق الأمريكي “يونيس” المستعرب ووصفها بأن هذه المناطق عاصرت الجاهلية قبل الإسلام وهي قرى أثرية وتسكنها قبيلة الكثير بني همدان وقبائل المهرة الأخرى .
بهذه القرى مجرى نهر متواصل من منعر مار بالدبين إلى مرعيت وهي مناطق زراعية وتبعد مرعيت عن الغيظة 80 كيلومتراً .
ضبوت:
المطلة على ميناء خلفوت القديم الذي ذكره المؤرخ بأنه يصدر منه اللبان إلى سقطرى وميناء قنا في حضرموت وذكر سيرجي المستشرق الروسي نشطون بأنها نضطوا قديماً وهي غرب ضبوت وهذه القرى الغربية والشرقية من الغيظة هي أقدم من الغيظة الحالية
الآثار المكتشفة حديثاً:
ومن ضمنها جزء من سلسلة جبال القمر تلك السلسلة التي اشتهرت كثيراً بإنتاج اللبان منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد ومن اشهر مواقعها التاريخية التي تعود إلى ما قبل الإسلام مستوطنة دمقوت وهي مستوطنة التي جاء ذكرها في نقش عبدان الكبير .
1 - مستوطنة دمقوت
تقع مستوطنة دمقوت إلى الشرق من مدينة الغيظة وتبعد عنها نحو 84 كيلومتراً وقد ورد ذكرها في نقش عبدان الكبير باسم “د م ق ت” وقد جاء ذكرها بعد مستوطنة حبروت التي بالفعل تأتي قبلها على الطريق إلى سأكلن وقد دمر “اليزنيون” هذه المستوطنة التي يصفوها بأنها من مستوطنات قبائل المهرة .
وكانت إحدى المراكز التي يجمع إليها محصول اللبان أجزاء الهضبة الجبلية المجاورة وتكثر فيها بشكل ملفت للنظر أشجار الصبر بأنواعها الثلاثة المعروفة محلياً بثلاث تسميات هي “اوطور، طيف، سيكل” ويعد من اشهر الأنواع المعروفة ومازال يصدر محصوله من هذه المنطقة إلى الخارج .
وتشتهر هذه المنطقة بنباتاتها الطبية التي تدخل مجالات الاستطباب إلى يومنا هذا ولها تسمياتها المحلية التي تميزها عن غيرها وكيفية استخدامها لمعالجة مختلف الأمراض المعروفة الشائعة في المحافظة .
2 - ميناء خور الاوزن
تبدو خرائب الميناء شاخصة للعيان والتي من أهمها حوض رسو السفن الذي تشكل طبيعيا فهو عبارة عن لسان بحري في اليابسة وتوجد في أجزاء هذا الحوض على اليابسة مراسي السفن وهي التي تربط فيها بواسطة الحبال في حالة رسوها واستقرارها في الميناء سواء للشحن أو التفريغ وغيرها ويحتمل أن تكون هذه الميناء هي التي كانت تصدر مادة اللبان الذي كان يجمع من مدينة دمقوت الأثرية .
3 - جبل حيطوم
تنتشر على صخور هذا الجبل العديد من المخربشات والرسوم الصخرية التي تعود إلى العصر البرونزي وهي مرسومة بعضها باللون الأحمر ويعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من 2500-100سنة قبل الميلاد وتكثر في هذه الجبال الكهوف والمغارات التي كان يستخدمها الإنسان كمأوى وحفظ الطعام والصيد في تلك الحقبة الزمنية ، ويشتهر بين هذه السلسلة الجبلية واد يعرف باسم «ذغريوت» الذي تنتشر على حوافه بعض المواقع الاستيطانية التي تعود أيضاً إلى فترة العصر البرونزي المتأخر وتشتهر سلسلة جبال حيطوم وحوافر وادي ذغريوت بأشجار اللبان والصبر وهي تنمو حالياً نمواً برياً طبيعياً بعد أن كانت تحظى برعاية الإنسان.
4 - جبل مرارة
يقع هذا الجبل في منتصف المسافة بين دمقوت وجادب و حوف ويشتهر بعيون المياه الغزيرة وتزداد الغرابة إذا عرفنا إن هذه العيون الغزيرة تنبع من قمة الجبل وليس من أسفله ولغزارتها فهي تغطي احتياجات سكان مراكز دمقوت وجادب ومدينة حوف بالمياه دون انقطاع على مدار السنة وعند حافة الجهة الشرقية لهذا الجبل على السهل الممتد بينه وبين شاطئ البحر تنبع عيون مياه أيضاً ، ولكنها هنا مختلفة لكونها تقذف بمياه كبريتية حارة وفي فترات ظاهرة مد البحر فإن مياهه تغمرها وبالرغم من ذلك فإن الذي يقف على هذه العيون يجدها حارة جداً بينما تختلف درجة حرارة مياه البحر الباردة بالمقارنة معها ويطلق الأهالي على هذه العيون الحارة “حمو حرق ” وتقع بالضبط عند الكيلو104 في الطريق إلى جادب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.