تعجّب حارس مرمى منتخبنا الوطني لكرة القدم في خليجي 22 المتألق محمد ابراهيم عياش من حالة الانتقاد الغريبة والهجوم الذي تعرض له قبل انطلاق بطولة خليجي22 بصورة كادت تفقده التركيز الذهني والتحضير النفسي للبطولة.. محمد عياش، أو كما يحب أن يطلق عليه «حبسي» الحراسة اليمنية، نسبة إلى الحارس العماني الشهير علي الحبسي، كان من نجوم بطولة خليجي22، بل إنه كان من أقوى المرشحين لنيل لقب أفضل حارس بالبطولة، حيث لم تلج شباكه سوى تسديدة السعودي نواف العابد.. لكنه أثبت أحقيته بحراسة المرمى اليمني وحصد ثمار تألقه المونديالي مع منتخب الأمل في مونديال فنلندا الذي لم يتبقَّ من تلك المجموعة الذهبية سوى عياش وأكرم الورافي.. ما لا يعرفه الكثيرون عن عياش أن لديه طقوساً طوال المباراة يظل يشحن لاعبيه ويشحذ هممهم كالقائد من المرمى ويهتف بألقابهم ويشجعهم إلى نهاية اللقاء.. «ماتش» التقت محمد ابراهيم عياش ليتحدث إليها كأول صحيفة عقب نهاية البطولة الخليجية في هذا الحوار: * أهلا وسهلا بك في «ماتش» كابتن ومبروك ذلك التألق الكبير؟ - أهلا بكم وبالصحيفة المميزة.. الله يبارك فيكم هو جهود الجميع. * هل تشعر أنك ظلمت بحرمانك من لقب أفضل حارس ببطولة خليجي 22؟ - في الحقيقة لا أحب أن يؤخذ الموضوع من جانب ظلم أو ما شابه، هناك فنيون وخبراء يضعون التقييم والتحليل للجميع ويختارون الأنسب والأفضل، لم أزعل أو أغضب كثيرا بل إنني لم أكن أنتظر الجائزة لأن فرحة الجماهير اليمنية بنا وشهادة أكبر حراس الخليج مثل حمود سلطان ومحسن مصبح لي هي الجائزة الحقيقية التي كنت أنتظرها وحصلت عليها، وهذا يكفيني والحمدلله قدمت مستوى كنت راضيا عنه وأتطلع للأفضل إن شاء الله. * لكن الجائزة كانت ستدخلك التاريخ من أوسع أبوابه كأول لاعب يمني يحصل على جائزة الأفضل في بطولة خليجية وستكون رداً عملياً على من انتقدك وطالب بإبعادك من المنتخب؟ - الجائزة هي لقب شخصي وشرفي ولكنه ليس بحجم فرحة تحقيق إنجاز تسعد به شعبا متعطشا للفرحة أو جماهير تقف خلفك وتنتظر منك إسعادها.. مثلا نواف العابد حصل على جائزة أفضل لاعب بالبطولة في يوم خسارة المنتخب السعودي للقب وشاهد الجميع كيف كانت حسرته وحزنه وهو يستلم الجائزة لأن منتخبه خسر الكأس وهو الأهم.. لم تكتب الجائزة لي وذهبت لمن يستحقها، وأرجوكم لا تعطوا الموضوع أكبر من حجمه. * على ذكر نواف العابد هل كان من الممكن التصدي لتسديدته ومنع الهدف الوحيد الذي ولج شباك مرمانا لتكون الحارس اليمني الذي لم تستقبل شباكه أي هدف في دورات الخليج؟ - شوف الهدف سجل وقيد ولكن كان من الممكن صدقني تمركز المدافعين أفقدني رؤية الكرة بوضوح أثناء التسديد وفوجئت بها قريبة مني بمسافة ضيقة فلم أستطع اللحاق بها لقوتها وصعوبتها. * لنتحدث بصراحة.. ظهرت في لقاء الكويت الودي قبل البطولة بمستوى مهزوز جعل الجميع يخشى على الحراسة اليمنية ويوجه أصابع الاتهام والانتقاد لك على الرغم من تألقك الكبير أمام العراق وديا؟ - الحمدلله قلتها بنفسك في لقاء العراق الذي سبق لقاء الكويت ظهرت بمستوى مميز وتصديت لهجوم المنتخب العراقي وهدافهم يونس محمود في أكثر من كرة وعندما خرجت وحلّ سعود السوادي أحرز العراق هدف التعادل.. في لقاء الكويت لم أرتدِ القفاز الخاص بي وارتديت قفازا آخر لم يكن مناسبا لي إضافة إلى أن أرضية الملعب كانت مبتلة بالمياه فكانت هناك بعض الأخطاء وهذا طبيعي في عالم الكرة من غير تلك العوامل والظروف التي حدثت لي فما بالك بظروف معكوسة تعرضت لها قبل اللقاء، ولم أتوقع ذلك الهجوم العنيف. * هل أثر فيك ذلك الهجوم؟ - لا.. ولكني بصراحة استغربت وكنت أنتظر التشجيع واستعادة الثقة والحمدلله أنني لم أضعف ولو كان حارسا آخر كان سينهار ولا أقول ذلك تعاليا لكن يجب أن يجد الحارس أو أي لاعب أثناء تعرضه لاهتزاز دعما ومساندة ومناصرة وليس تقطيعا وإنهاء لتاريخه ومسيرته.. واستغل بعض الإعلاميين ذلك وهاجموني من دون سبب لكي يلعب أصدقاؤهم الحراس وهذا مفهوم خاطئ أتمنى أن تبتعدوا عنه معشر الإعلاميين لا تحاولوا زرع الفتن بين اللاعبين، نحن أكثر من إخوة في المعسكرات والجدية والتنافس هو لصالح المنتخب.. ونصحني أحد اللاعبين أن أكسب الإعلاميين وأكون صديقهم مع أنني صديق للجميع.. بس مدري وش صار “ههههه“ يضحك. * علمنا أنك كنت في عزلة شديدة بعد الهجوم هل هذا صحيح؟ - إطلاقا، عزلتي كانت ستقضي عليا نهائيا وأنا الحمدلله رصيدي الدولي جعلني أعرف كيف أتصرف في مثل هذه المواقف. * من وقف بجانبك أثناء الظروف التي تعرضت لها؟ - لن تصدق إذا ما قلت لك شخصا واحدا وهو الأجنبي اندريا مدرب الحراس لقد قال لي جملة مازالت إلى اللحظة في أذني “الجميع لا يريدك لكنني أراهن عليك كثيرا فأنت الأفضل فلا تخيب ظني بك“ كلماته هذه جعلتني أعاهد نفسي وأتحدى الجميع من أجله والحمدلله. * كيف ترى مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم سكوب؟ - مدرب عالمي.. لا تعجبه المجاملات، واقعي، ومنضبط جدا، يقيّم كل لاعب كم جرى مسافة ومستوى التقاط الأنفاس واستيعابه للخطط.. تصدق أنه قال لنا بعد البطولة لست راضيا عن النتائج ولا تفرحوا كثيرا. * لكنكم حققتم نقطتين وتجاوزنا النقطة اليتيمة؟ - صحيح وقد كان لهذا المدرب دور كبير في ذلك، فهو مدرب يعرف ماذا يريد من المباراة كان يحث اللاعبين للفوز على البحرين واللعب الهجومي ولو كانت هناك إمكانات أكبر لحققنا نتائج أفضل لكن يجب أن لا ننسى أن الجماهير كانت سببا رئيسيا لتجاوزنا حاجز النقطة لقد دفعتنا لتقديم كل شيء من أجلها لن تُنسى أبدا تلك اللحظات الجميلة معهم في خليجي 22. * حدثنا عن أصعب اللحظات معكم في البطولة الخليجية؟ - في الدقائق الأخيرة من مباراتنا أمام قطر كنا متحفزين ومنتظرين الخروج بالتعادل وتحقيق النقطة الثانية وخصوصا بعد خروج الفدائي محمد بقشان والإصابة الخطيرة التي تعرض لها قبل أن يعود إلينا سالما معافى والحمدلله.. كان ضغطا قطريا مكثفا وتمركزا دفاعيا من لاعبينا كادت تفقدنا التركيز لولا ثبات لاعبينا وعزيمتهم الكبيرة لإفراح تلك الأمواج الجماهيرية الكبيرة. * كيف تصف علاقتك بلاعبي الدفاع بقشان وفؤاد ومعتز ومدير؟ - بقشان فدائي ومقاتل يشعرك بالقوة والأمان، فؤاد مدافع قتالي ويلعب بعقل كنت أقول له قبل كل مباراة: “تألق وخذ راحتك أي خطأ سأتحمله أنا”، معتز ما شاء الله عليه ظهر بمستوى كبير، مدير صمام أمان وسريع ويلعب بقوة لكنه عصبي بعض الشيء“هههه“.. كان يبلغني قبل أي لقاء إذا شاهدتني انفعلت هدني.. غيور جدا على فانيلة المنتخب ولا يخشى أحدا من مهاجمي الخليج أو آسيا. * هل مارست طقوس الهتافات الحماسية للاعبين كعادتك في البطولة الخليجية؟ - يضحك.. نعم ولا أتخلي عنها ولكن هدير وتشجيع الجماهير كانت تمنع إيصال صوتي إليهم. * أنت من اللاعبين القلائل من جيل منتخب الأمل الذين استطاعوا الحفاظ على نجوميتهم ويواصلون عطاءهم بالملاعب إلى اليوم.. ما السر في ذلك؟ - الحمدلله الحفاظ على التمارين والمواظبة على تأدية الصلوات وتلاوة القرآن هي السر في ذلك. * كلمة أخيرة؟ - شكرا لكم.. وأتمنى لكم التوفيق.. ولنا لقاء آخر إن شاء الله.
