كشف تقرير سري للأمم المتحدة يتنال الفترة من 24 الى 30 مارس 2013، أن القوات العسكرية السعودية إزالت إشارات الحدود الواقعة بين منطقتي جيزان وشرارة على الحدود بينها وبين اليمن، مؤكدة على توغل قوات عسكرية سعودية في منطقة الجوف، وإقامة مواقع عسكرية على أحد الجبال الخاضعة للسيادة اليمنية. وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "الأولى" أعدته إدارة شؤون السلامة والأمن الخاصة باليمن في الأممالمتحدة، أفصح التقرير عن مشاركة القبائل اليمنية يوم 24 مارس في المواجهات المسلحة على الحدود مع القوات العسكرية السعودية، مما أدى إلى مقتل 3 من رجال القبائل وإصابة 5 آخرين. وتطرق التقرير إلى حوادث أمنية متفرقة تضمنت الاغتيالات ذات الطابع السياسي والجنائي والقبلي، ومشكلة المهاجرين. وقال التقرير في توقعاته للمرحلة المقبلة القريبة إن "مصالح الحكومة السعودية مع القبائل اليمنية متناقضة"، وأن "كلا الجانبين يرغب في فرض مواقع له في هذه المنطقة الواسعة. ومن المحتمل أن يستمر التوتر في المنطقة على ضوء الانتشار العسكري للمملكة العربية السعودية في المنطقة." من التاريخ في العقد الاول من القرن العشرين كان اليمن الواقع تحت الحكم العثماني في شماله والاحتلال البريطاني في جنوبه، تتنازع نضاله ضد العثمانيين حركتان مسلحتان بقيادة الامام الزيدي من جهة وحركة اخرى بقيادة الادريسي من جهة اخرى. وكانت الأراضي اليمنية كما هي معروفة آنذاك تبدأ في الشمال من ميناء الليث الواقع على بعد ثمانين كيلومترا جنوبمكةالمكرمة وتمتد شرقا لتحتوي الربع الخالي ولتنتهي في نقطة بين الحدود السعودية الحالية مع دولتي الامارات وسلطنة عمان. وكان ما هو معروف من استغلال الملك عبد العزيز آل سعود للنزاع بين الامام يحي وبين الادريسي لشن حربه العدوانية على اليمن بعد ان زوده الانجليز بعدد كبير من السيارات المزودة بالرشاشات فاكتسح الجزء التهامي الى زبيد. ومن ثم ليبتلع معظم المساحة الشمالية لليمن 453,000 كيلومتر مربع اي اكثر من مساحة اليمن الحالية كنتيجة لانتصاره في الحرب التي انتهت باتفاقية الطائف 1934 م والتي حددت مدتها بعشرين عاما. وقد ظلت هذه الاتفاقية الهاجس الاكبر للسعودية في علاقتها باليمن فعملت على الهيمنة على اليمن ونجحت في ذلك تماما عام 1978 بتنصيب رأس النظام الحالي على سدة الحكم علي البلاد. فبعد انقلاب 5 نوفمبر 1967 أخذت السعودية تعمل عل الهيمنة على اليمن مستخدمة سلاحي الدين والمال، واقبل الوهابيون المتمسلفون كالجراد الجائع إلى البترودولار مدعين العمل على هداية بمن الإيمان إلى الإسلام السعودي، وهم في الحقيقة كانوا يخفون تحت مسوح الرهبان قرون شيطاني الطمع والعمالة، ويعملون على نصرة الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية وهو ما تحقق لهم في معاهدة الحدود في العام 2000. الاتفاقية الاضحوكة والخيانية كان ثمنها حسب مصادر موثوقة عشرين مليار دولار كان لعلي عبدالله صالح منها نصيب الاسد والبقية ذهبت الىجيوب الشيخ الاحمر وعسكريين حمران ومشايخ آخرين . وياله من ثمن بخس مقابل ارض تفوق مساحتها مساحة اربعين دولة مثل لبنان، وتزخر بموارد معدنية هائلة. وهي اتفاقية باطلة لان السعوديين وقعوها مع عميل لهم نصبوه قهرا رئيسا على اليمن فهم كانوا يتفاوضون مع انفسهم. لقد قاوم اليمنيون النفوذ السعودي في الشمال والعدوان العسكري السعودي في الجنوب الذي أدى إلى اقتطاع مناطق الوديعة وشروره من الجنوب وقد تبلورت أهداف المقاومة ضد السعودية بقيام الحركة التصحيحية 13 يونيو 73 بقيادة الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي، وبعد لقائه في منطقة قعطبة مع الرئيس الشهيد سالم ربيع على في فبراير 1973 تشكلت الجبهة الوطنية الديمقراطية من الحزب الديمقراطي والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسبتمبريين والمقاومين الثوريين وكانت الأهداف الستة قد تصدرها في بيان عام 1977: 1- صيانة البلاد واستقلالها الوطني وذلك بتصفية كافة مظاهر وأشكال نفوذ قوى الاستعمار والإمبريالية وإنهاء تدخل ونفوذ الرجعية السعودية واستكمال السيادة على جميع الأراضي اليمنية 2- قيام حكم وطني ديمقراطي بوضع دستور ديمقراطي للبلاد وانتخاب مجلس للشعب انتخابا حرا مباشرا يتولى السلطة التشريعية وتنبثق عنه حكومة ديمقراطية. 3- إنهاء سيطرة واستغلال كبار الإقطاعيين والمحتكرين والعملاء ومكافحة الرشوة والفساد الإداري. وفي الجنوب وبعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه على يد الغشمي وبتدبير من الملحق العسكري السعودي جرى توحيد الأحزاب المناضلة في الشمال في حزب الوحدة الشعبية ضمن عملية بناء الحزب الاشتراكي وذلك في 5 مارس 1978 في عدن وقد تصدر برنامج الحزب الذي صدر آنذاك الهدف التالي: 1- النضال من اجل قيام سلطة ديمقراطية متحررة من النفوذ الرجعي السعودي والامبريالي لتحقيق طموح شعبنا في الحرية والديمقراطية والوحدة بمضمونها الاجتماعي التقدمي الديمقراطي. 2- النضال من أجل دحر الغزو السعودي للأراضي اليمنية وصد إقامة القواعد الأجنبية وصيانة السيادة الوطنية. وبعد تنصيب السعودية للرئيس الحالي صعدت القوى الوطنية أعمالها المسلحة ضد النظام وهي تدرك أن نضالها موجه ضد الهيمنة السعودية على اليمن. وعندما أدرك الرئيس على عبدالله صالح صعوبة الاستجابة للمطالب السعودية وجد المخرج في التحالف مع صدام حسين ووقع في النهاية اتفاقا مع الفصائل المقاتلة في الجبهة الوطنية نص في صدارته على ما يلي: 1- تعزيز وصيانة السيادة الوطنية والاستقلال الوطنيين وانتهاج سياسة متحررة تقوم على أساس التكافؤ والاحترام المتبادل و القضاء على جميع مظاهر التدخل الخارجي: وقد كانت أسس ذلك الاتفاق هي التي قامت عليها الوحدة بين الشطرين أيضا. إلا ان هزيمة صدام حسين حليف الرئيس أرجعته إلى أحضان المخطط السعودي مرة أخرى ليقوم بتنفيذ حرب العام 1994 حيث سلم بالمطالب السعودية في الأراضي اليمنية عام 2000م . ومنذ ذلك الحين يناضل اليمنيون سلما وحربا في الشمال والجنوب للتخلص من الهيمنة الأجنبية التي تعمل السلطة القائمة وكيلا لها في البلاد. فكانت انتفاضة صعدة وانتفاضات الجنوب (الحراك) وماقبله جزأ من حركة التحرر الوطني اليمني لتحرير الوطن الذي لن يتحقق له الاستقلال والسيادة إلا بالقضاء على النفوذ السعودي، وتحجيم القوى التي تعمل لأجله سواء كانت دينية أو قبلية أو مدنية أو عسكرية. خاصة وأن السلفيين يعملون على تحويل اليمنيين إلى المذهب الوهابي باعتبار ذلك ضمانة لبقاء الهيمنة السعودية على الأراضي اليمنية بل على كامل مقدرات اليمن. كما ان هذه القوى المشيخية والدينية والحكومية العميلة تنهب موارد البلاد وكل ما يقدمه المجتمع الدولي من مساعدات لرفع مستوى الشعب ويستولون عليه لانفسهم، في احدى اغرب الاوضاع لدولة تحكمها مجموعة من رجال العصابات.