شركات وهمية استوردت لنا مجرمين ولصوصا بهدف المتاجرة بإقاماتهم وسيبتهم في شوارعنا ليفعلوا الموبقات.. فأين أجهزة الدولة الرادعة لتطهير البلد؟ من الأمثال الشعبية الموروثة من عبق التاريخ الكويتي لماضي الأجداد العريق والتي لم تطلق جزافًا بل من فهم لواقع حال ما حدث في تلك البرهة من الزمن، فإذا أطلقنا على شخص ما بأنه «طوفه هبيطه» نعني به أنه لا شخصية له فالكل قادر عليه، وهذا ما تنطبق الحال عليه في هذا الزمن بحيث أصبحنا ملطشة للآخرين، كل يفعل ما يحلو له دون خوف من القانون أو الآخرين. فالمهم هو تحقيق مراده والوصول إلى مبتغاه. وعند مطالعتنا للصحف اليومية التي تزخر بها البلاد نرى العجب بما لم نره أو نسمع عنه في أي بقعة من بقع الكرة الأرضية منذ غابر الزمان وحتى يومنا هذا، فهي زاخرة بجرائم تقشعر لهولها الأبدان ومن فعل عتاة المجرمين الذين يعيشون بين ظهرانينا والذين لفظتهم بلدانهم لوحشيتهم وأرادوا التخلص منهم فدفعوا بهم لدول الخليج العربية، وبذا تمكنوا من التخلص من المصاريف الباهظة التي تصرف على السجون أثناء فترة العقوبة، وللأسف إن بعض المتنفذين من المواطنين الذين أعماهم الجشع لهم دور بارز في استقدام هؤلاء إلى البلاد لقاء حفنة من الدنانير المغموسة بالحرام ورميهم في الشوارع (العماله السائبة) دون أيّ شعور بالمسؤولية، جلّ اهتمامه هو ما يحصل عليه من أموال قذرة من عمل غير مشروع يضر به البلاد والعباد. لقد أصبحت الكويت مرتعا للخارجين على القانون، فإذا أراد أحدهم القتل بدافع الثأر حسب عادات وتقاليد بعض المجتمعات نجده يتربص بغريمه على أرضنا الطاهرة ويقوم بفعلته الدنيئة كما حصل من قبل وسمعنا به، وآخرون يقومون بجرائم غسل الأموال متخذين البلاد قاعدة لهم لسهولة الأمر عليهم، ومنهم من يعمل على نشر المخدرات والمشروبات الروحية والقيام بتصنيعها وترويجها لأبنائنا والرمي بهم للتهلكة وبمباركة من بعض المتنفذين، ومن يرد القيام بالسرقة فلا رادع له ويحول مسروقاته إلى أموال يحولها لبلاده وأهله في لمح البصر قبل القبض عليه هذا إذا تم ذلك؟ وأما جرائم الدعارة فحدث ولا حرج باستخدام الخادمات الهاربات من الكفلاء وبيعهن عن طريق قائدي التاكسي الجوال للسماسرة المتخصصين بالمهنة القذرة وحجزهن في شقق محصنة في بعض المناطق التي يتكاثرون بها، وكذلك سرقة وبيع المكالمات الهاتفية بأبخس الأثمان محققين أرباحا طائلة من ورائها، وأما منطقة السكراب فهي مصيبة ما بعدها مصيبة كونها مرتعا للمجرمين الفارين من وجه العدالة ومكانا مباحا وحيويا لممارسة الجريمة بكل أصنافها، فهم يفككون السيارات المسروقة بلمح البصر وبيعها كقطع غيار ولا عزاء لصاحبها. إن الشركات الوهمية التي تعمل في مجال استقدام العمالة هي المسبب الرئيسي لما تعانيه البلاد من إجرام على يد هؤلاء المجرمين الذين يقومون بهذه العمليات الإجرامية التي تروع المواطنين والوافدين الشرفاء وهم معروفون وواضحون وضوح الشمس في رابعة النهار وهناك ما يدار في الخفاء بينهم وبين البعض من المسؤولين المتنفذين الذين يستغلون مراكزهم ولا يراعون الله في قوتهم المغموس بالعرق الحرام ويقومون بتدمير مجتمعهم وبني جلدتهم دون وازع من أخلاق أو ضمير أو دين، كل همهم تخمة أرصدتهم بالمال الحرام. اللهم احفظ الكويت وقادتها وأهلها من كل مكروه. أمين معرفي [email protected]