تاريخ النشر: 2013-04-19 (All day) صحيح أن نادي لخويا القطري حقق إنجازاً أفضل من إنجاز نادي الفتح السعودي بحمله لقب الدوري (دوري النجوم) منذ مشاركته الأولى وباحتفاظه به سنة ثانية متتالية ومنافسته السد في هذا الموسم متراجعاً للمركز الثاني، فيما النادي السعودي الملقب ب"النموذجي" والقادم من الأحساء إلى نادي الفائزين بالدوري حاملا الرقم 7 جاهد وثابر ودأب أربع سنوات ليصعد أعلى عتبته.. ولكن الصحيح أيضا أن النادي القطري الذي شكل ظاهرة، دخل بقوة الإمكانات البشرية والمادية كونه تابعاً لوزارة الداخلية مباشرة، مما أتاح له التعاقد مع لاعبين أجانب مرموقين.. غير أن النادي السعودي أعطى دروساً عدة وفرض معادلات مغايرة لما هو سائد من الوسائل والعوامل والإمكانات التي تسهم في تميز الفرق الكبيرة من حيث جمع الألقاب والبطولات، ولعل أبلغ الدروس التي قدمها الفتح في هذا الفوز الأول بدوري زين وقبل النهاية بأسبوعين، هو أن المال لا يصنع وحده النصر والنجاح، فميزانية هذا النادي القادم من بعيد لا تتجاوز 20 مليون ريال ولكل الألعاب، ومنها كرة القدم، وهي ميزانية متواضعة جداً توازي قيمة صفقة انتقال لاعب وسطي وليس من الطراز الأول ولاعب محلي وليس أجنبيا، خذ مثلا ما حصل أخيراً: تجديد عقد معتز الموسى مع الأهلي.. درس هام آخر قدمه الفتح لم تستوعبه بعض الأندية الأخرى وهو الاستقرار خاصة في الجهاز الفني، والثبات على اللاعبين الأجانب الذين تأقلموا فنيا واجتماعيا ومناخيا، فالمدرب التونسي فتحي الجبال أقام "البنى التحتية" للفريق خلال ستة أعوام وكابد حتى وصل إلى القمة بثبات من دون اي استعجال، ولم يستعن بأكثر من 51 لاعبا خلال هذه السنوات، ثمانية منهم ما زالوا يلعبون منذ 4 سنوات، وشكل أربعة لاعبين دعامة أساسية للفريق: القائد حمدان الحمدان والثلاثي الأجنبي سالومو وايلتون وسيسكو، و قد واظب النادي على سياسته الناجحة في عدم هدر الأموال بتغيير اللاعبين، فجدد لهذا الثلاثي لسنتين أخريين (سالومو وايلتون يلعبان للسنة الثالثة على التوالي، وسيسكو للموسم الثاني).. وقد ضرب الفتح مثلا في المثابرة، ففي موسمه الأول بدوري المحترفين 2009 2010 حل في المركز الثامن، وتراجع في الموسم التالي إلى التاسع ثم تقدم لفي الموسم الماضي إلى السادس ليرتقي هذا الموسم إلى الأول مع سجل حافل ربما يكون توجه أمام الوحدة برقم قياسي جديد بالفوز الرقم 20 ليتجاوز الرقم السابق (19) للهلال والشباب وهذا ما سيجعل إنجاز الفتح هذا الموسم أكثر تميزاً.. من دروس الفتح أيضا وأيضا، أنه بخلاف معظم الأندية السعودية وخاصة أندية الطليعة والصف الأول، لا يعيش على سيولة أعضاء الشرف، وربما يكون ذلك عاملاً ايجابياً لمصلحته، لأن كثيراً من الأندية تستفيد من دعم أعضاء الشرف ماليا وتتضرر في المقابل من تدخلاتهم، وخاصة فيما يتعلق بالأمور الفنية، أهلا بالفتح كاسر احتكار الهلال والاتحاد والشباب للألقاب، أهلا بالفتح في نادي الفائزين بالدوري حاملا الرقم 7.. تحية لهذا النادي ولجمهور وإدارته المتفانية والناضجة التي لا تطرد مدرباً خسر مرتين بسداسية، بل تجدد له سنتين أخريتين، إنه فعلا ناد نموذجي.