الإمارات، التي هي دولة "أنموذج" في المنطقة، تستمر في طرح مشروعها النهضوي الهادف إلى تحقيق مصلحة شعبها والإنسانية جمعاء . الإمارات وطن التقدم والتسامح والعدالة والانفتاح على الآخَر تثبت مع الأيام، نجاحاتها اللافتة في الاقتصاد والثقافة والمجتمع، وتقوم بالفعل السياسي المبني دائماً على فكرة المبادرة . الإمارات بموقعها الاستراتيجي وقدراتها ومكتسباتها تقع في صميم التأثير إقليمياً وعالمياً، فلا يستغرب أن تُسْتَهدف من تنظيم ظلامي كتنظيم القاعدة عبر تجنيد خلية تنوي القيام بأعمال إرهابية، وتقوم، بدورها، بمحاولة تجنيد واستقطاب آخرين . مكانة الإمارات في الإقليم والعالم شاهد أو برهان، لكن لا يمكن تبرير الإرهاب أبداً . فكر القاعدة مرفوض وهو محل استهجان سكان الإمارات مواطنين ومقيمين، فهؤلاء ينتمون إلى حالة الإمارات وهي حالة عربية نادرة، ويعرفون نعمة أن يعيش الإنسان في هذه البلاد التي طالما أسهمت في رفعة الإنسان مطلقاً بغض النظر عن جنسيته أو مكان وجوده أو معتقده، رافعة، واقعاً لا شعاراً فقط، قيم الحق والمساواة والحرية . لقد تم، حسب البيان الرسمي، القبض على سبعة من جنسيات عربية، منتمين إلى تنظيم القاعدة، يُحوّلون في القريب إلى نيابة أمن الدولة . والإمارات دولة مؤسسات وقانون، وهي محكومة بدستورها وأخلاقياتها، لكن اللافت، في هذا المقام، الإسراع إلى إبلاغ الرأي العام عن الخلية المقبوض عليها، وبهذه الشفافية، وهو ما عودتنا عليه مؤسسات الدولة التي أصبحت تتعامل مع مبدأ تدفق المعلومات، بأسلوب المؤسسات المدنية الصديقة مع المجتمع، وهو ما لا يتحقق، على مستوى العالم، بهذا التميز أو التفرد كثيراً . إن الإمارات التي تفخر بمنجزها التنموي الكبير، تفخر بمنظومة الأمن والسلامة والعدالة فيها، التي تشعر المواطن بالطمأنينة والأمان . الأمن في إماراتنا الغالية اليوم يحمي نهضة الإمارات وتقدمها بأسلوب استباقي سبّاق، ويشكل السياج القوي الأمين لحاضرها ومستقبل أجيالها، وهو، في حد ذاته، وفي علاقته مع القوى المجتمعية والمؤسسات الوطنية، يمثل تكامل الأدوار، الأمر الذي يجعل حلم التمكين متحققاً وممكناً على الصعيدين الفردي والمؤسسي . . حمى الله دولة الإمارات، ووقاها شرور الحاقدين والحاسدين، وحفظ قيادتها الكريمة وشعبها العزيز .