كعادتها في كل مناسبة، تصر أحزاب «اللقاء المشترك» أن تقدم نفسها خارج الإجماع وخارج الحقيقة وأيضاً خارج التغطية، كأسلوب تعتمد به دائماً التقليل من أي منجز يحققه الوطن، وتسفيه كل نجاح حتى وان حسب لمصلحة الوطن وأمن الشعب واستقراره، فهزيمة الإرهاب والتطرف تتحول عند أحزاب المشترك بقدرة قادر – ولا تعدم الأدوات في ذلك – إلى هزيمة للوطن وفضيحة لأجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب، وخسارة مذلة ومهينة للحزب الحاكم الذي تعادي من أجله الوطن والشعب والثوابت العليا كالوحدة والأمن والاستقرار. وبالأمس القريب عندما سددت أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب ضربة استباقيه قوية وفي الصميم لتنظيم القاعدة في عدد من مناطق الوطن، من خلال عمل أمني رائع كان عنوانه السرية الأمنية والعزيمة والإصرار التي حققت نجاحه، كعملية لا يرتقي إليها أي شك وهي موثقة بالأدلة والبراهين، وفوق ذلك وجدت الإشادة والمباركة من دول إقليمية ودول كبرى معنية تحديداً بملف الإرهاب، وتستطيع بما تمتلكه من خبرات وإمكانيات أن تميز بين العملية الحقيقية أو المزيفة، خرجت علينا أحزاب " اللقاء المشترك " لتسفه هذه العملية وتشكك فيها دون علم أو دليل.. بل زعمت بأنها استهدفت المواطنين المدنيين، هكذا بكل بساطة، في عرفهم من الممكن أن يقتل المواطن أخاه ويصفيه لتحقيق أهداف سياسية وانتهاز رخيص. ذلك التغييب والتضليل وتزييف الحقائق لأحزاب المشترك لم يكن غريباً على الإطلاق، لأن ذلك ديدنهم وصفة تلتصق بهم، لكن الغريب والعجيب حقاً والمثير للضحك – وشر البلية ما يضحك – أنه وبعد أن اعترف " تنظيم القاعدة " بمصرع عدد من عناصره في هذه العملية الأخيرة عبر مصادرهم الإعلامية المعروفة، والتي لا تغيب عن متخصص أو متابع، ما زال إخواننا في " المشترك " يكذبون حتى القاعدة بعد أن كذبوا الحكومة والمجتمع الدولي، ليؤكدوا للجميع - في حالة لا تحتاج إلى التأكيد- أنهم قاعديون أكثر من القاعدة نفسها.. وهذه حقيقة طالما أغضبهم ضرب تنظيم إرهابي.. وإحباط عمليات كانت تستهدف الوطن ودماء أبنائه ومقدراته.. ذلك أحزنهم لأنهم كانوا ينتظرون " تنظيم القاعدة " لتنفيذ مخططاته – لا سمح الله – لينصبوا عندها الولائم وحفلات الغناء والرقص على أشلاء الوطن وبنيه. وحقيقة لسنا هنا بحاجة لاسترجاع تلك المحطات المضيئة للمسيرة الظافرة للوطن في محاربة ومكافحة الإرهاب ومواقف " المشترك " المتباكية، لأنها حاضرة في صميم ذاكرة الوطن والشعب التي لا تشيخ أو تخرب، إنما تشيخ وتخرب تلك العقول الصدئة التي أصابها المرض والتأزيم والضمور والاضمحلال وخرجت عن الوطنية والإجماع الوطني ولم تعد - وربما تتعمد – تميز بين الوطن وأعدائه.