شاهدنا فيلم «الاعصار» بكل عواصفه ورياحه، وما إن خرجنا حتى واجهتنا الطبيعة بعواصف وأمطار لتدخلنا فيما يشبه الاعصار الحقيقي.. يا لها من مفارقة. في يوم السبت، الموافق 2013/2/23، قررت، مع صديقي الودود «ه»، أن ندخل فيلم «الاعصار» الوثائقي المعروض في المركز العلمي، ذهبنا الى هناك وحجزنا التذاكر، وكان قد بقي على الفيلم وقت طويل نوعا ما، فجلسنا في أحد المقاهي داخل المركز، لنشرب ونأكل ما يملأ بطوننا الخاوية، حتى نستطيع التركيز في مغزى القصة، وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث، وكالعادة في جلساتنا لا يفارقنا أنيس الجليس «الموبايل»، أتت رسالة لصديقي تخبر: عن انهيار أرضي (حفرة كبيرة) في طريق الملك فهد، فشاهدت الصورة، فقلت مازحاً: يمكن هذا نيزك سقط من السماء (بعد سقوط النيزك على روسيا قبل أيام قليلة). وبعدها تناسينا موضوع الحفرة، ولحد الآن نحن في انتظار الفيلم، اقتربت الساعة لبدء العرض، دلفنا للمشاهدة بعد لبس النظارات الكبيرة، وكأنها نظارة لحام الحديد، ومن ثم حدثت المغامرات والرهبة... وانتهى الفيلم. في الحقيقة استمتعت بمغامرة العلماء والمكتشفين مع عواصف الرياح في تحاشيها واقتحامها لالتقاط الصور الحية، وتحليلها ودراستها بشكل دقيق في ما بعد، والاعصار يدمر كل شيء يقبل «التخريب»، كقوله تعالى: «تدمر كل شيء بأمر ربها....» (الأحقاف: 25). والأفلام الوثائقية رائجة وناجحة على مستوى العالم، ولها عشاقها ومتابعوها، حيث تمتاز بتخصصها العلمي والمعرفي، وبالاضافة للمؤثرات التقنية، فالمهتم بالبيئة على سبيل المثال سيراه عملا عظيما. المهم ونحن في خروجنا من المبنى، وسيرنا نحو السيارة، سمعت الرعد وشاهدت البرق، فقلت من باب الطرفة لرفيقي: احترس يا صاحبي اعصار، فركبنا السيارة، وفورا «استهلت وأمطرت»، ولم تصبنا ولا قطرة مطر، سبحان الله.. الذي خلق فسوى وقدر فهدى، أحداث عجيبة غريبة في يوم واحد انهيار أرضي، مشاهدة فيلم أعاصير، وهطول أمطار غزيرة، حمى الله الكويت وشعبها من كل مكروه، آمين. والشيء بالشيء يذكر، وبمناسبة الأجواء الشتوية، ومع انتظار نزول الغيث من منزل الغيث رب العزة، من خلال موكل بالقطر ميكائيل، والمطر الذي هو حياة الأبدان والنبات والحيوان، لندعُ الباري عزّ وجل أن ينزل علينا المطر، ولنردد مع الناظم الذي يقول في هذه الأبيات الرائعة: «أيا من كلما نودي أجابا ومن بجلاله ينشي السحابا ويا من كلّم الصديق موسى كلاماً ثم ألهمه الجوابا ويا من ردّ يوسفَ بعد ضُر على من كان ينتحب انتحابا ويا من خصَّ أحمدَ باصطفاءٍ وأعطاه الرسالة والكتابا» اسقنا اسقنا اسقنا. أحمد جمال الرويح [email protected] Ajruwayeh@