طلب العلم فريضة، ويكفي ان ندلل على ذلك بقول الله تعالى «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» في اول توجيه رباني لنبيه صلى الله عليه وسلم. هذه مقدمة لرسالة عظيمة بأن نقدر العلم ونغرس حبه في نفوس الاجيال. لقد جئت الى الكويت، هذا البلد الشقيق لكي اساهم بجهدي المتواضع في النهضة التعليمية الرائدة فيه، وكانت لدي آمال وطموحات في خلق جيل قادر من الاطفال على الحوار الهادف والالمام بتطورات العصر. ولقد اعجبت بتلك الثروة البشرية والعقلية التي يتمتع بها ابناء الكويت، والعقليات المستنيرة في دولة عربية شقيقة تمتلك المقومات والامكانات التي تستطيع بها ان تبني اجيالاً من العلماء والمفكرين والمبدعين، الا انني توقفت عند المناهج التي تدرس للمراحل الاولى من التعليم. فقد راودتني تساؤلات حول طريقة وضع المناهج منها، هل تم القيام بدراسات تقيس القدرات العقلية للفئة التي تدرس هذه المناهج ومدى استيعابها لهذه المقررات؟ لذا لابد من النزول من فوق البرج العالي الى ارض الواقع لنرى ما يلائم قدرات الطالب لكي نحقق الهدف التعليمي. لقد اثبتت كثير من الدراسات ان معدلات تدني المهارات لدى الخريجين في الدول العربية تزداد عاماً بعد عام، فهل نسأل كل من يهتم بالتعليم اين الخلل الذي تسبب في ذلك؟ هل هو المنهج ام الطالب، ام اهمال الاسرة لرسالة العلم؟ إنها رسالة لكل القائمين على شؤون التعليم في البلاد من أجل التأني قبل وضع المناهج التعليمية، فأنتم قادرون على خلق جيل جديد من المفكرين والمبدعين الذين هم ثروة كل أمة. ولا بد من وضع مناهج جديدة تسهم في تنمية المهارات العقلية، وتعزز حب الاستطلاع والمعرفة وتخلق إنساناً قادراً على مواكبة معطيات العصر. ولابد أيضاً من تأهيل معلمين مدربين على غرس العلم وليس مجرد تلقينه بشكل تقليدي بحت يعتمد على الحفظ دون الفهم، معلمون يعتمدون على التعلم النشط الذي يجذب المتعلم للعملية التعليمية ليكون عضواً فعالاً في المنظومة العلمية، ويساهم في خدمة مجتمعه بفكر وقيم ومبادئ حضارية. في النهاية أقول: لا تقوم أمة وينهض مجتمع وتبنى حضارة إلا بعلم هادف وتخطيط بعد دراسة. سهير حسين عمارة