"السياسة" - خاص: دمشق - وكالات: كشفت مصادر عراقية موثوقة ل"السياسة", أمس, عن خطوات إيرانية تهدف إلى حض الشيعة العراقيين على الهجرة الى سورية, وذلك في إطار خطة ايرانية واسعة النطاق لتعزيز موقع الشيعة في سورية وضمان استمرار التأثير الستراتيجي لطهران في دمشق, في مرحلة ما بعد نظام بشار الاسد, وضمان مجال حيوي ستراتيجي ل"حزب الله" في تلك المرحلة. وأشارت المصادر إلى أن طهران رصدت لهذه الخطة عشرات ملايين الدولارات, رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها, ما يدل على أهمية وحيوية هذه الخطة للنظام الايراني. وأوضحت أن الخطة استهدفت حتى الآن الشريحة الشيعية العراقية الفقيرة القاطنة في مناطق مثل مدينة الصدر والشعب في شمال بغداد والحبانية غرب البصرة والمقيل شمال المدينة وكذلك مناطق المثنى والسلمان القريبتان من الحدود العراقية مع المملكة العربية السعودية. وأكدت المصادر أن الشيعة العراقيين الذين سوف يهاجرون الى سورية سينضمون هناك الى مئات آلاف العراقيين الشيعة الذين هاجروا في العقدين الاخيرين ابان سيطرة صدام حسين على مقاليد الحكم في العراق, مشيرة الى ان هذا التوجه سوف يساعد المهاجرين الجدد على التأقلم في سورية والحصول على فرص عمل. واضافت المصادر ان العائلات التي سوف تهاجر الى سورية في نطاق هذه الخطة, ستتقاضى مبلغ خمسة آلاف دولار لكل فرد من افراد العائلة, حيث من المفترض ان تتوجه هذه العائلات الى منطقة اللاذقية وطرطوس, الأمر الذي سوف يخلق توازنا طائفيا جديدا في المنطقة لصالح الطائفة العلوية والشيعية المقيمة هناك, ويخلق حزاما شيعيا علويا على طول الساحل السوري حتى الحدود الشمالية مع لبنان, يمكنه في حال سقوط نظام الاسد من التحول بسهولة الى دولة علوية مفتوحة على البحر, بما يذكر بدولة العلويين التي كان الانتداب الفرنسي قد انشأها في ثلاثينات القرن الماضي. وشددت المصادر التأكيد على أن ايران جندت بمشورة "حزب الله" عدداً من اللبنانيين الشيعة للقيام بشراء اراض ومبان في الساحل السوري بواسطة مكاتب عقارية وسماسرة محليين يتقاضون لقاء نشاطهم هذا عمولات كبيرة. وتزامنا مع ذلك, تواصلت الاشتباكات العنيفة بين "الجيش السوري الحر" وعناصر "حزب الله" في قرى ريف القصير بمحمص وسط سورية. وأكد ناشطون إعلاميون إشعال الحزب اللبناني المساند لنظام الأسد, خمس جبهات في ريف القصير, شهدت اشتباكات عنيفة ترافقت مع قصف عنيف بالهاون وراجمات الصواريخ. وأشار الناشطون, حسب ما نقلت عنهم قناة "العربية" إلى وجود المئات من عناصر "حزب الله" في القصير يحاولون التسلل إلى قرى جديدة, حيث يستقدمون تعزيزات عسكرية من الهرمل إلى القرى التسعة التي احتلوها لينطلقوا منها إلى قرى مجاورة, فيما تقوم قوات النظام بتأمين الغطاء الجوي لهم. كما أشعلت قوات النظام جبهة سادسة شرق القصير من جهة السلومية وكمام وعش الورور, واشتبكت مع "الجيش الحر" الذي تصدى لمحاولات اقتحام عدة وتمكن من تدمير أربع دبابات. واشتدت الاشتباكات أيضا في ريف حمص الجنوبي, بين مقاتلي "الجيش السوري الحر" من جهة, وقوات النظام المدعومة بمقاتلين من "حزب الله" من جهة ثانية. وتمكن عناصر "الجيش الحر" من منع تقدم قوات النظام والاستيلاء منه على أربع دبابات.