هل سينفذ الجيش أي قرار بدخول الحرب ضد إسرائيل بسبب العدوان على غزة.. وتحذير من محاولات الإخوان توريطه القاهرة - 'القدس العربي' ابرز ما في صحف مصر امس الأربعاء كان عن إصابة العشرات من المتظاهرين وجنود وضباط الشركة في الاشتباكات المتواصلة بينهم في ميدان التحرير وشارعي قصر العيني ومحمد محمود، وإعلان الرئيس محمد مرسي قرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة، وحضوره جنازة شقيقته في الزقازيق - عليها رحمة الله - واستمرار التحقيقات في حادثة قطار الصعيد الذي صدم اتوبيس يقل تلاميذ أطفال في معهد أزهري ومقتل خمسين منهم، وكان لهذا الحادث اثر سريع في إسرائيل وتغيير تكتيكاتها في مهاجمة غزة وهو ما أخبرتنا به زميلتنا الرسامة الجميلة بمجلة 'صباح الخير' ياسمين مأمون، إذ وصل إلى علمها ان قائدا عسكريا إسرائيليا استدعى ضابط وقال له غاضبا: جاتكو خيبة، من هنا ورايح تستخدموا القطر بدل الصاروخ، بيصطاد ضحايا أكثر. وأعلنت نقابة الصحافيين انسحابها من اللجنة التأسيسية للدستور بسبب المواد المقيدة لحرية الصحافة والصحافيين، ونشر البيان المشترك بين وزارتي الداخلية والدفاع عن حسن العلاقة بينهما بعد الاشتباك الذي حدث أمام قسم شرطة القاهرة الجديدة، وهو ما تجاهلته جريدة حزب الإخوان 'الحرية والعدالة'، كما تجاهلت خبر احتفال الكلية الحربية باستقبال دفعة جديدة - باسم سعد الشاذلي - ونشرت الصحف عن قرب توقيع الحكومة مع صندوق النقد الدولي على اتفاق القرض. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا: قصف غزة امتحان للرئيس مرسي ونبدأ بردود الأفعال المتواصلة على تعرض أشقائنا في غزة للمذابح الإسرائيلية، وما يحدث في سيناء. وقد أخبرتنا زميلتنا الرسامة الجميلة بمجلة 'صباح الخير'ياسمين مأمون، بأن شاهدت وسمعت قائداً إسرائيلياً يؤنب أحد الضباط لأن عدد الذين يقتلونهم من الفلسطينيين بأسلحتهم قليلة، بينما المصريون يقتلون أعداداً أكبر بواسطة القطارات، وصرخ القائد الإسرائيلي قائلاً: جاتكو خيبة، من هنا ورايح تستخدموا القطر بدل الصاروخ، بيصطاد ضحايا أكثر. وهو يقول ذلك بعد أن عرف الإسرائيليين بأمر مقتل أكثر من خمسين تلميذا دهس القطار الاتوبيس الذي كانوا يستقلونه في محافظة أسيوط. لكن رد مصر على ما يحدث في غزة وما يحدث في سيناء عبر عنه يوم الثلاثاء زميلنا وصديقنا في 'الأهرام' أشرف العشري بقوله: 'حسناًَ فعل مرسي برغم عديد الاختلاف معه في قضايا ومسائل الوضع الداخلي في حزمة التحركات السياسية والدبلوماسية بما فيها خطوة سحب السفير من تل أبيب، لكن ما دامت الحملة الصهيونية على غزة لن تكون الأخيرة وجهود التهدئة الحالية ستكون استراحة محارب والتقاط أنفاس بات على الرئيس والجماعة بعد أن تولى القيادة في مصر أن يتعاملوا مع هذا الملف بحنكة وذكاء سياسي شديد ورقة وحرفية وأن يتملكهم الإحساس والمسؤولية، بعدم المغامرة بمستقبل هذا البلد الذي دخل النفق حاليا ويحتاج إلى سنوات طوال للخروج منه وبالتالي بات صراحة ليس مستعداً ومهيأ لجولات حروب وميادين قتال هو ليس طرفاً فيها ولا يستدرج إليها، ليس معنى ذلك التخلي عن قضية فلسطين أو رفع الغطاء عن سائر فصائل المقاومة الفلسطينية بل على العكس ساعدهم وسارع لتجميعهم من جديد في مؤتمر مصالحة حقيقي ووحدهم ثم غير أنت قواعد اللعبة السياسية لبلدك مع إسرائيل وأمريكا في هذا الشأن ولكن عبر الأدوات السياسية والدبلوماسية'. توريط الجيش المصري في حرب مع إسرائيل أما زميله جميل عفيفي فقد كان واضحا بما فيه الكفاية منت تحذير الإخوان من توريط الجيش المصري في حرب مع إسرائيل، إذ قال: 'لا أعلم ما هو سبب التصريحات العنترية للبعض من مدعي البطولات وبعض المطالبات بتدخل الجيش المصري للدفاع ضد العدوان الإسرائيلي على غزة مؤكدين - ولا أعلم سبب التأكد - ان الخيار العسكري مطروح للتعامل مع الموقف وكأن الجيش المصري أصبح مرتزق يحركه من يشاء للدخول في صراع مسلح دون وعي أو إدراك أو تخطيط أو تبعات لهذا الصراع الذي يعتبر بلا أي هدف يذكر، ولكن من الواضح وما يسير على الأرض أن هناك محاولات لتوريط الجيش المصري فاستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية من داخل سيناء من قبل جماعات جهادية أصبحت تستوطن تلك المنطقة قد يجعل القوات الإسرائيلية تبادل تلك الجماعات للقصف بل انها قد تطارد تلك الجماعات الى داخل سيناء، وفي تلك اللحظة يتورط جيش مصر في حرب لم تكن في حساباته في الوقت الحالي. الغريب في الأمر أن الدولة المصرية تسعى حالياً إلى التفاوض مع تلك الجماعات الجهادية التفكيرية ولا تخجل من الاعتراف بذلك، مع العلم أنهم يمثلون أكبر تهديد للأمن القومي المصري، وهل لو قبل تلك الجماعات تلك المبادرة، فهل سيتم غض الطرف عنهم وتركهم يفعلون ما يشاءون في سيناء وسيتوقف الجيش عن ملاحقتهم وتصبح سيناء في قبضة الإرهابيين وتصبح مصر دولة راعية للإرهاب، ويتم توقيع عقوبات علينا بل سيكون هؤلاء ذريعة للتدخل الأجنبي في سيناء، يجب أن يعرف الجميع أن جيش مصر هو لكل المصريين فقط ولن يتم توريطه في أي قضية لا تمس أمن بلاده ولن يسمح بالإرهاب أن يتمكن من أرض مصر'. حالة الهلع من سحب سفير مصر بتل ابيب طبعاً، لا ضرورة لأن يخوض الجيش حرباً مع إسرائيل، اكتفاء بحالة الهلع والذعر التي انتابتها من مجرد سحب السفير، وهو ما أخبرنا به سفيرنا في تل أبيب عاطف سالم الذي نشرت له 'الوطن'، في نفس اليوم - الثلاثاء - على معظم مساحة الصفحة التاسعة أجراه معه زميلنا أحمد الطاهري، الذي سأله: كيف استقبلت الدوائر الإسرائيلية خبر سحبك؟ فقال بكل ثقة: اتخضوا واتصدموا. طبعاً، فإذا كان هذا حالهم من قرار كهذا، فماذا سيكون لو هدرنا بالحرب: وقال السفير عن قيام إسرائيل بنشر الخطاب الذي ارسله الرئيس مرسي إلى رئيسها وفيه عبارة الصديق الوفي وتمنى رغد العيش لإسرائيل: 'كان تصرفاً غير حكيم من جانبهم لأن العرف الدبلوماسي لا يعرف تسريب أوراق اعتماد السفراء وهناك أصوات مسؤولة في إسرائيل نفسها قالت ان هذا تصرف غير حكيم، وتحدثت معهم في هذه المسألة قالوا لي: إن الهدف من إعلان الخطاب طمأنة الرأي العام الإسرائيلي أن نظام الحكم الجديد في مصر لا يعادي إسرائيل فضلا عن أنها كانت أول رسالة أو مناسبة رسمية بين الرئيسين وفيها نوع من التعامل التقليدي او الكلاسيكي بين الدولتين وأنهم نشروها للشعب الإسرائيلي وليس للمصريين لإحراج الرئيس محمد مرسي فأبلغتهم أني غير متفق تماماً مع هذا التبرير لأنه يتعارض تماماً مع العرف الدبلوماسي فأي رسالة بين رئيسين أو أوراق اعتماد لا تنشر وتعلمنا هذا في العمل الدبلوماسي'. سحب الجيش إلى حربمع إسرائيل غير مطروحة المهم ان حكاية سحب الجيش إلى حرب مع إسرائيل غير مطروحة بالمرة داخل القوات المسلحة، ولا حتى لو صدر بها أمر، لأن معناها ببساطة إعادة إسرائيل احتلال سيناء، ووصول مدرعاتها إلى ضفة قناة السويس الشرقية بعد ساعات من تحركها، وتدمير قسم كبير لمنشآتنا الاقتصادية، ذلك ان حكاية المفاجأة بالهجوم من جانبنا كما حدث في حرب أكتوبر 1973، لم تعد واردة بالمرة لأن حشود قواتنا بالقرب من القناة على الضفة الغربية كانت مبررة بسبب حالة الحرب، ولا يمكن أن تحدث الآن، لعدة أسباب، ان تحرك فرق مدرعة ومدفعية، حتى داخل أراضينا في الغرب مرصودة ولابد من إبلاغ الطرف الثاني عنها بالإضافة الى انها تحتاج وقتاً، واستحالة عبورها قناة السويس، إلى داخل سيناء، زيادة على القوات المدرعة وقطع المدفعية المسموح لنا بها في المنطقة أ، وهي قليلة وغير مسموح لها بالمرة التحرك داخل مساحة المنطقة ب، وحتى لو بادرنا بدفعها في حركة مباغتة للتحرك بسرعة باتجاه الحدود مع غزة أو حدود إسرائيل، فان اصطيادها سهل بالنسبة للطيران الإسرائيلي لأنها ستكون مكشوفة له لاستخدامها الطريق الساحلي الموصل الى العريش أو طرق الوسط في الصحراء، مع ما يعنيه ذلك من حرب جوية لن نعوض أي خسائر لنا فيها لأن سلاحنا الجوي أمريكي الآن، وأنا لا أريد التوسع في قضايا من اختصاص العسكريين، لكن اتحدث في المعلومات العامة لأي كاتب أو سياسي، يتحدث أو يكتب بمسؤولية، بالإضافة إلى نقطة أخرى حاسمة يتجاهلها من يثرثرون في هذه القضية، وهي انهز بين وضع الجيش المصري في 73 والان إذا كنا في أكتوبر عام 1973 كان الجيش في كامل قوته واستعداداته وتدريباته وحماسته، قام بالهجوم على القوات الإسرائيلية في نفس الوقت الذي شن فيه الجيش السوري هجومه عليها في الجولان وكان في كل قوته واستعداداته، ويحظى الجيشان، المصري والسوري بإمداد السلاح من الاتحاد السوفيتي، وبدعم عربي غير مسبوق أبرزه وقف ضخ البترول، والاستناد إلى عدالة دولية وهي تحرير الأرض المحتلة، وكان الجيش السوري ايضا قد تم دعمه بقوات مغربية وقوات عراقية مدرعة، كما ان ملك الأردن السابق، حسين أرسل أفضل قوات الجيش وهي اللواء أربعين مدرع، ومع ذلك، كانت النتيجة عند وقف الحرب، وصول القوات المصرية الى عمق من ستة عشر إلى عشرين كيلو مترا داخل سيناء، ولم تصل حتى الى ممرات الجدي والكونتيلا ومتلا وعبرت القوات الإسرائيلية بقيادة آريل شارون قناة السويس إل الضفة الغربية، وحاصرت مدينة السويس والجيش الثالث داخل سيناء، ووصلت الى الكيلو مائة وواحد على الطريق إلى القاهرة، وعلى الجبهة السورية ردت القوات الإسرائيلية عن المناطق التي احتلتها في الجولان وأعادت السيطرة عليها، وتقدمت إلى مساحات أخرى حتى وصلت إلى قرية اسمها سعسع، بحيث أصبحت دمشق ذاتها في مرمى المدافع الإسرائيلية، فما الذي سيكون عليه الحال الآن لو قامت حرب مع إسرائيل، ولا جيش سوري أو عربي آخر فيها، وبعد ان اصبحت أمريكا موردة السلاح لنا، وتدفع معونة سنوية للتسليح مليار ومائتي مليون دولار، كلما أرادت إثارة رعبنا اعلنت انها قد توقفها، فعن أي حرب يتحدث من يثرثر بها، هذا قرار لن يجرؤ عليه رئيس إخواني أو ناصري أو سلفي، لأن نتيجته معروفة سلفاً، وأشك أن ينفذه الجيش. موقف مصر من غزة يرفع الرأس الحالة الوحيدة لدخول الحرب هي تعرضنا لهجوم إسرائيلي، وبالتالي يمكن مقبولا ان يقول صاحبنا الإخواني الدكتور وصفي عاشور أبو زيد رئيس مركز بناء للبحوث والدراسات في نفس اليوم - الثلاثاء - في 'الحرية والعدالة': 'موقف الرئيس من غزة يجعل كل مصري بل كل عربي يرفع رأسه يناطح به قمم الجبال، غزة وفخاراً أن عادت مصر لدورها الحقيقي وشدت قاطرة العرب معها ووضعت نفسها موضع الأم من بلاد الربيع العربي، وقامت قيادتها من أول لحظة بسحب سفيرها 'ومع هذا خرج من يلوم الرئيس على سحب السفير' واتخاذ كافة الإجراءات من مطالبة الجامعة العربية بالاجتماع وكذلك مجلس الأمن وفتح المعبر ليلا ونهارا وإلغاء اجازات الموظفين فيه وتجهيز مستشفيات سيناءوالعريش لاستقبال جرحى فلسطين وتوجيه خطابات واضحة بأن غزة ليست وحدها وأن الكيان المعتدي لن يستطيع أن يقوم لقومة الشعب المصري ولا لشعوب المنطقة وهي رسائل كافية تماما لتدرك إسرائيل اننا في زمان مختلف وأن الأمور قد تغيرت وأنها يجب أن تعي الدرس وعياً كاملاً'. نوم الرئيس مبكراً والاستيقاظ لصلاة الفجر وإلى الرئيس والمعارك التي لا تزال دائرة حوله وبسببه وسياساته وتصريحاته وانجازاته، وعلاقاته بجماعة الإخوان التي كان يرأس حزبها، وقد نشرت جريدة 'المسلمون' الاسبوعية المستقلة، في عددها يوم الاثنين قبل الماضي تحقيقا لزميلتنا الجميلة فتحية الدخاخني عن تصريحات الرئيس عن النوم مبكراً والاستيقاظ لصلاة الفجر، حتى يرزقنا الله، وجاء فيه: يوضح الدكتور مجاهدي الجندي - أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال إن البركة في البكور وإن معظم الشعوب الإسلامية تصلي الفجر ولا تنام بعد ذلك وتذهب إلى أعمالها مشيراً إلى أن جميع الشعوب الإسلامية تطبق أحاديث - الرسول صلى الله عليه وسلم، أما في مصر فلا يطبق كلام الله ونبيه ولا نصلي الفجر ويسهر الناس إلى الفجر ولا يصلونه ومن يصليه ينام بعد ذلك وتذهب عنه البركة مؤكدا أن الرزق في صلاة الفجر، وأن الرئيس مرسي قال كلمة الحق ويريد أن يعلم شعبه أن الرزق مرتبطاً بصلاة الفجر لما فيه من صحة للإنسان وكلما قام الإنسان بعمله مبكراً واشتم رائحة الهواء النقي فجرا دون أن يختلط بثاني أكسيد الكربون الذي يكثر بعد طلوع الشمس وقبل تلوث الهواء بالأتربة وعوادم السيارات والأدخنة المضرة بالصحة، أن ما قاله الرئيس مرسي هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر والمسلمون جميعاً مطالبون بصلاة الفجر، تقول د، آمنة نصير - أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر أن تصريح الرئيس فيه بساطة القول وحسن النوايا ولكن إدارة البلاد خصوصا ونحن في أعقاب ثورة لا تأتي بهذا الأمر، وهذه لغة أسرية وليست لغة رئيس دولة وحاكم إلى شعبه وإنما بين أفراد الأسرة من الآباء إلى الأبناء. الاخوان همهم السياسة والحكم لا الدين ويقول الداعية الإسلامي يوسف البدري إن الإخوان المسلمين بوجه عام غير مؤهلين للفتوى في الإسلام، وهؤلاء قوم كل همهم التنظيم والسياسة والحكم، ولكننا نحمد الله عز وجل، ان رأينا ملتحياً متدينا يحكم مصر، لكن عليه أن يقف عند حده في أمور الإسلام، وأن يوكل الأمر الى المتخصصين، وقوله ان الله لا يرزق من لا يصلي الفجر، هذا حديث نسب إلى السيدة سكينة التي قالت، 'عجبت لمن لم يصلي الفجر كيف يرزق' فلابد أن نعلم أن الأرزاق من عند الخالق والله تكفل برزق الكل سواء عابد أو كافر أو عاصي، وهو الذي خلقهم ويرزقهم'. هذا ما قاله صديقنا الشيخ يوسف، لكن الذي لفت انتباهي ان أحدا لم يناقش وضع العامل والموظف والتاجر القبطي، الذي لا يصلي الفجر، لأن دينه لا يطلب ذلك منه، وهم أهل كتاب مثلنا، فهل سيرزقهم الله مثلنا؟ هل مرسي رئيس كفؤ فعلا؟! ويوم الاثنين الماضي شن زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'التحرير' هجوما عنيفا على الرئيس قال فيه: 'الرئيس مرسي منتخب طبعا لكن هل هو رئيس كفء؟ الدكتور مرسي لم يتول إدارة أي شيء، مؤسسة أو وزارة أو هيئة أو جامعة من قبل كي نقول إن له سوابق نجاح في إدارة عمل أو تحقيق إنجاز يشهد له بمؤهلات متميزة، إطلاقا، الرجل يجرب فينا وأول مهمة إدارية حقيقية له في حياته كانت رئاسة مصر وهو أمر كشف أننا نعيش مغامرة بقرار من واحد وخمسين في المائة من المصريين، على مدى الشهور الماضية لم نلمح، لا أقول لم نر، بل لم نلمح أي كفاءة سياسية إدارية عند الرئيس طبعاً قد يفاجئنا في ما بعد، لكن لغاية ما ييجي هذا اللي بعد فإن الرئيس كالتالي: فشل في اختيار معاونيه ومساعديه ومستشاريه حتى باتوا عبئاً ثقيلاً سقيماً على مصر، بل وعليه هو شخصياً، حكومته جاءت ماسخة وباردة وهاوية وفاشلة الى درجة يجب أن يخجل منها، فهي مجرد سكرتارية لحماية الإخوان، ورئيس وزرائنا لا يملك أي موهبة من أي صنف، ولا تؤهله إمكانياته للمرور أمام مجلس الوزراء لا لرئاسته، فشل الرئيس في صنع أي توافق وطني ولم يتمكن من إحداث أي إجماع سياسي ولم يقدر على جذب وإقناع نصف الشعب الذي لم ينتخبه وفرط في حلفائه في الانتخابات وترك محمد البلتاجي وفريد إسماعيل يعبثان في لجند الدستور حتى خاصمته الكنيسة والقوى المدنية، وظهر رئيساً ليس على قدر وعده وكلمته، فشل في أن يظهر مستقلاً عن جماعته، قدم نفسه خطيب مساجد وواعظاًَ اكثر منه رئيساً'. معارك السلفيين والإخوان وإلى معارك السلفيين والإخوان حيث أراد زميلنا كاتب 'صوت الأمة' الساخر محمد الرفاعي بمداعبتهم وزغزغتهم لعلهم يضحكون، فقال عنهم: 'عندما جاء الرئيس المؤمن الدكتور محمد مرسي الذي يصر على أن يلقي خطبة الجمعة كل اسبوع في محافظة عشان ربنا يهدينا ويقبل توبتنا، لأن سيادته شايف اننا طول ما احنا قاعدين على القهوة بنشرب شيشة ربنا عمره ما هيرزقنا أبداً لأن الشيطان وعياله يسكنون المقاهي ولي الشيشة لا مؤاخذة عورة، عندما تولى سيادته السلطة اتحد الاثنان الإخوان والسلفيين، رغم الخلافات السطحية والشكلية بينهما عشان الحسد، على وضع الشعب المصري الكافر على الخازوق لحد ما يطلع من نافوخه ويؤمن بالله واليوم الآخر، لقد أصبح الاثنان يحتكران الإسلام وكأنهما آلهة العرب القديمة يعني الواسطة بين البشر الفانيين وبين الله سبحانه وتعالى ولذلك لابد أن نقدم لهم القرابين والسمع والطاعة حتى يختمونا على قفانا بختم المشيخة وننزل من على الخازوق، لأنهم دعاة الفسق والفجور والشذوذ - والعياذ بالله - يعني يستاهلوا الحرق بجاز وسخ كمان، لذلك، فرغم قرار الجماعة بعدم النزول في مليونية الشريعة إلا أن شباب الجماعة نزل مع أخواته السلفية، مع أن مشايخ السلفية بالذات الذين ينادون بتطبيق الشريعة على الوطن الكافر الذي يعبد الأصنام لا يطبقون الشريعة على مشايخهم من عينة الشيخ الكذاب بتاع مناخيره نبي والشيخ اللي زنق المزة على الطريق الزراعي، وهاتي حتى يابت، هاتي بوسة يابت والذي كذب علانية على شاشة التليفزيون وأعلن أنها بنت أخته وكان بيشوفلها اللوز ولا أنتو لا مؤاخذة حاجزين تذاكر الجنة كلها'. والشيخ بتاع مناخيره يقصد به عضو مجلس الشعب الاسبق عن حزب النور السلفي أنور البلكيمي الذي أجرى عملية جراحية لتجميل أنفه وقدم بلاغا للشرطة بأنه تعرض لهجوم بلطجية في الطريق وضربه في أنفسه وسرقة مائة الف جنيه، واتضح ان الضمادات على أنفه هي أربطة جراحة التجميل، أما الشيخ الذي زنق المزة، فهو الشيخ السلفي وعضو مجلس الشعب علي ونيس الذي تم ضبطه في سيارته في الطرق الزراعي بقليوب في وضع مدهش مع طالبة جامعية، ادعى انها بنت أخته وكان يرش على وجهها ماء لإفاقتها من إغماءة، أما حكاية انه كان يكشف عن اللوز، فلم ترد في تحقيقات الشرطة. الدجل السياسي تحت ستار ديني وأراد القاضي والمستشار فؤاد راشد، المساهمة بقدر بسيط، عن أفاعيل هؤلاء الناس من قديم فقال في مقال نشرته 'الكرامة' يوم الأحد و'الإحرار' يوم الاثنين: 'تولى الشيخ محمد مصطفى المراغي إصدار فتوى شرعية بأن الملك فاروق من نسل النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه مؤهل ليكون خليفة للمسلمين وإمعاناً في الحبكة فقد أطلق جلالة الملك لاعب القمار ومطارد النساء لحيته ليكون على هيئة أمير للمؤمنين، وتمر الأيام وتتعاقب السنين ولكن الدجل السياسي تحت ستار ديني باقي صامد عنيد، وخذ مثلا آخر عاينته بنفسي فخلال الانتخابات النيابية عام 2005 كنت مكلفاً مع قلة من الزملاء بتسيير العمل في إحدى محاكم الاستئناف كنت مكلفاً مع قلة من الزملاء بتسيير العمل في إحدى محاكم الاستئناف لغياب الغالبية من الزملاء في الانتخابات كنت مقيماً بالاستراحة وقرب المغرب سمعت هتافات مدوية منظمة فنزلت حيث وجدت نحو ألفين رجالاً ونساء من الإخوان المسلمين وبينهما مسافة لفصل الرجال عن النساء، كان هتافهم مؤثراً جدا وهم يصرخون 'خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود'، وتولى - بعد الثورة - إخواني رئاسة الدولة في مصر ولأن صمت القبول على فكرة جيش محمد - صلى الله عليه وسلم - بل إن الرئيس أرسل الى رئيس الكيان الصهيوني رسالة تفيض بعبارات الود العميق وغاب الجيش الموعود مع مشروع النهضة الوهمي الذي سمع به أهل المريخ وزحل ثم تبين انه نوع من الدجل السياسي بنفس العباءة الدينية، إن ما سمعه اليوم والأمس وكل يوم وكل أمس عن تطبيق الشريعة الإسلامية وأنه حل كل المشكلات ورفع الإخوان شعار الإسلام هو الحل دون إيراد أي تفصيلات ما هو إلا كلاماً يدغدغ مشاعر حسني النية حتى أن أحد المشايخ قال: إن جبالا من الذهب وبحورا من العسل سوف تفيض على مصر بمجرد تطبيق الشريعة الإسلامية ومن قبل بشر آخر بالولايات المتحدة العربية وعاصمتها القدس الشريف، أيام الدعاية الانتخابية للمرشح الإخواني'. المجتمع صار أكبر من الدولة هذا، وكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان والشيخوخة الإشارة إلى الهجوم الذي شنه يوم الأربعاء قبل الماضي في 'التحرير'، الناشط والأديب السيناوي مسعد أبو فجر، ضد الإجوان بقوله: 'الإخوان بالفعل سيخلقون أدوات لكن أدواتهم لن تتمكن من التقاط السلطة، لأن المجتمع صار أكبر من الدولة. وفي اللحظة التي تفشل فيها أدوات الإخوان في التقاط السلطة ستضطر الدولة الى التخلص منها، الدولة ستخلص منهم بقوة الدفع الذاتي لا بقوة الموتور، ولكن هل الإخوان لا يعملون حسابهم لهذه اللحظة؟! في رأيي وفي رأي كثيرين غيري، الإخوان لا يفهمون المعادلة من هذا الباب، ولكنهم يفهمونها من باب ثان، باب آخر يسمونه عذر الدولة ويعملون حسابهم له وإفراج المرسي عن عتاة الإرهاب والمفاوضات واتفاقيات الهدنة التي يعقدها مع جماعات تمارس العنف في سيناء وفي غير سيناء هي اتفاقات تأتي في سياق إعداد حلقاء يكونون سلاح الإخوان في صراع يتوقعونه مع الدولة ولكن ما لم يأخذ الإخوان بالهم منه أو بالأحرى فوق قدرة عقولهم على الفهم أن صراعهم لن يكون مع الدولة، سيكون مع المجتمع مع الناس وحينها سيبدأ صراع الثورة الحقيقي مع الإخوان'. كل جحر وكل سبوبةتجد فيها خيرت الشاطر! ويوم الاثنين تعرض الإخوان في نفس الجريدة إلى هجوم آخر مختلف شنه زميلنا بمجلة 'صباح الخير' طارق رضوان بقوله: 'كل جحر وكل سبوبة تجد فيها خيرت الشاطر شريكاً وكأنه علاء مبارك في زمانه الأسود، كل شركة، كل مصنع، كل مشروع استثماري كنت تجد علاء أو عزمي أو ثابت في المشروع والآن تجد أما الشاطر أو أحداً من أزواج بناته، مثلا صالة 4 بمطار القاهرة من المعروف أنها صالة لكبار الزوار من الملوك والأمراء وكبار رجال الأعمال وبها مهبط للطائرات الخاصة وهي الصالة التي هرب منها كبار رجال النظام السابق، تلك الصالة تقدمت قطر للحصول على حق الانتفاع منها وهي الصالة التي تبيض ذهباً لمطار القاهرة حيث تدخل سنوياً ستة عشر مليون جنيه، تم رفض عرض قطر والآن هناك رجل أعمال إخواني تقدم للحصول عليها ولا نعلم أهو ستار لقطر أم أنها لمصلحته الخاصة، بالطبع هذا الرجل كما تتوقعون هو الشاطر أقوى رجل في مصر الآن بلا منازع ينفذ ما يريد في الوقت الذي يريد وكأن مصر عزبة ورثها عن عائلة مبارك وقد تقدم بعرض للحصول عليها بعشرين مليون جنيه في العام، أي أعلى من المكسب المعتاد بأربعة ملايين جنيه ولتلك الصالة مميزات خاصة، لو استثمرت ستدخل ذهباً لمستأجرها وهي الصالة التي يمكن من خلالها استقبال الأموال من الخارج أو تسفير الأموال الى الخارج هكذا يفكر الإخوان، مصلحتهم ومصلحتهم فقط ويأكل الشعب من صناديق القمامة، لا يهم فهم لا يرون الناس ممن لا يتبعون ملتهم الإخوانية، الشاطر تقدم بطلب لقرض مائة وثلاثون مليون جنيه الى طارق عامر في البنك الأهلي ورفض عامر إعطائه القرض، وذهب الشاطر إلى بنك قناة السويس وما زالت المباحثات قائمة للحصول على القرض وبالطبع القرش ليس من أجل سواد عيون الشعب المصري بل من أجل مشاريعه ومشاريع الإخوان'. ما اشبه عز امس بشاطر اليوم؟! وفي اليوم التالي - الثلاثاء - قامت جريدة - البورصة اليومية المستقلة - التي تصدر عن شركة بزنس نيوز للصحافة والنشر التي يرأس مجلس إدارتها وتحريرها زميلنا مصطفى صقر بتخصيص موضوعاتها الرئيسية في الصفحة الأولى للإخوان بقولها: 'بدأ رجل الأعمال حسن ماك تأسيس شركة 'قاف' للاستثمارات المالية والمتوقع أن تبدأ بنشاط إدارة المحافظ والصناديق قبل أن تضيف أنشطة أخرى وتضم الشركة ضمن مؤسسيها أحمد النجار عضو اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة مسؤول البحوث السابق بشركة 'بريمير' للوساطة المالية بالإضافة للمصرفي فتحي زينهم ومن المتوقع أن يبلغ رأس المال للشركة الجديدة نحو عشرين مليون جنيه وأن تشهد انضمام مساهمين من الخارج بعد حصولها على التراخيص اللازمة لممارسة النشاط. واختارت عائلة الشاطر تأسيس شركتها باسم 'رواج كابيتال' وضمت في هيكل مساهميها المبدئي عددا من أبناء المهندس خيرت الشاطر ويبلغ الحد الأدنى لرأسمال نشاط إدارة المحافظ والصناديق 5 ملايين جنيه وفقاً للائحة التنفيذية لقانون سوق المال، وعلمت 'البورصة' أن قيادات مالية واقتصادية في عدد من الأحزاب الإسلامية التي تتصدر المشهد السياسي الآن تلقوا عروضاً من شركات كبرى عاملة بالسوق وكذلك شركات متوسطة للمشاركة بحصص فيها للاستفادة من شبكة العلاقات الضخمة التي تمتلكها قيادات الأحزاب والنفوذ السياسي الذي بات يضمن لها مركزاً متقدماً في الساحة الاقتصادية خلال المرحلة المقبلة، وقال رئيس شركة سمسرة ل'البورصة' عرضت على أحد قيادات الإخوان دخول ابنه في الشركة إلا انه رفض وأضاف رئيس شركة السمسرة 'الكعكة يعاد توزيعها والجميع يتسابق للفوز بنصيب فيها'. هذا ومن المعروف ان الرئيس مرسي عين حسن مالك، رئيساً للتواصل بين رئاسة الجمهورية ورجال الأعمال، رغم انها مهمة وزراء الاستثمار والصناعة والتجارة، والكهرباء، بالإضافة إلى منظمات رجال الأعمال، كما ان مالك يرأس منظمة لرجال الأعمال أسسها الإخوان وهي ابدأ.