الأربعاء 29 مايو 2013 09:19 مساءً بقلم / عزالدين عبدالله ناصر غالبا ما تعرف الثورات طريقها إلى الاكتمال والنجاح حينما تتم عملية الانتقال الآمن والناجز من مرحلة الفعل الثوري إلى عالم الدولة ، وذلك عندما تستكمل بناء وترسيخ دعائم كآفة مؤسسات الدولة السياسية من خلال سير الفعل الثوري كبدايات لها أبعاد مستقبلية يمكنها وضع اللبنة الرصينة لبناء الدولة القادمة ، فيتحدد مستقبل الأمة الثائرة بالتطلع الحالم نحو تكوين الدولة الحديثة ، وننتهي من وضع الأطر التي تنظم العلاقة المتوازية والسوية بين مكونات الثورة ، ومن الطبيعي أن الخروج عن مضمار العمل المؤسسي المنظم أن يخلق التأزم والارتباك اللذان يلقيا بظلالهما على تعثر انجاز الهدف الثوري في مجتمع ما، وبروز الانقسامات والاختلالات التي نتجت بحقيقة الأمر من وضعية الأجواء غير المنضبطة للنضال الميداني على الساحة التي تشهد فعلا ثوريا، كان ما شدني إلى كتابة هذا الموضوع وتوطأة المقدمة على هذا الخصوص هو وللأسف وجود حالة جزئية بين الفينة والأخرى مع تماشي الفعل الثوري لثورتنا الجنوبية المباركة نلحظ بعض التصرفات والسلوكيات للبعض من قيادات الثورة الجنوبية أو ممن ينعتون أنفسهم بهذه الصفة تخرج عن أدبيات وأخلاقيات النضال الثوري الشريف والمنظم بنفس الوقت ، والتي تظهر أحيانا نتاج صراعات شخصية لا تمت للوطن والثورة بصلة وتحت شعارات برّاقة ورنانة تخدم مشاريعهم الضيقة والعزف على وتر العواطف المبكية الذي يؤثر على موقف الثائر الجنوبي سيما وقد وصل لمرحلة تشظي على مستوى محيط سياسي لا ميداني ليلاقى بالتجاوب المنبعث من حالة تعاطفية تفرز القرارات غير المؤسسية والمنظمة والتي تؤثر سلبا على حصيلة التقدم الحاصل على الأرض لتنامي وزخور الفعل الثوري ، بمعنى آخر إن الانجرار الأعمى خلف بعض الشعارات المؤثرة وإهمال وإغفال العمل المؤسسي المنظم لا يمكن أن يخدم ثورتنا وقضيتنا بتاتا وهذا ما أوضحه التاريخ عقب المراحل المتقدمة كان أبرزها اتخاذ قرار الوحدة الاندماجية بدون دراسات مستفيضة أو أبعاد سياسية فنحن مع أية مبادرة وطنية من شأنها حلحلة الأمور الحاصلة ورص الصف الجنوبي بل نجد بالضرورة القصوى ولما تتطلبه المرحلة من وحدة تلا حمية لثورتنا الجنوبية شريطة أن تبنى على آليات عمل مؤسسية نحترم من خلالها النهج المنظم والأطر الصحيحة المجردة من موسيقى الخطابات المؤثرة ، وعلى الشباب الثائر في أرضنا الحبيبة الجنوب الإصرار والالتزام بكل الضوابط والأطر المنظمة المؤسسية والتقيد بكل ما من شأنه إتمام وهجنا وتلألأنا الثوري بصورة رائعة المعطى تنم عن حضارة وثقافة شعبنا الجنوبي العظيم وما عرف عنه من إرث تاريخي بهذا الخصوص حيث ومن خلال انضباطنا وانتهاجنا للعمل المؤسسي المنظم سيسهل بناء الدولة المنشودة ويخفف عناء الوقت الذي يمكن أن نستهلكه لبناء أيضا دولتنا الجنوبية القادمة انعكاسا على صورة الفعل الثوري الموجود، فالعواطف لا تبني الدول والمجتمعات مثلما العمل المؤسسي الحقيقي المنظم الذي ينطلق من حرص وطني يؤمن بأسس العمل الجماعي (الأيدلوجي) المنضبط .