لا يمكن لأي كاتب فضلًا عن أي منتمٍ لهذه الأمة الخالدة أن يخرج بالحديث للناس في أي قضية دون أن يتوقف احترامًا وإجلالًا أمام لغة الحوار بين العلماء الكبار.. آل الشيخ مفتي المملكة والقرضاوي رئيس اتحاد العلماء المسلمين. يقول القرضاوي: مشايخ السعودية كانوا أنضخ مني وأبصر مني؛ لأنهم عرفوا أن الشيطان استحوذ على حزب الله، فأصبح حزب الشيطان وحزب الطغيان.. فيرد المفتي: موقف القرضاوي يعيدنا إلى مواقف كبار العلماء عبر التاريخ في رجوعهم إلى الحق عندما استبانوا الموقف الرشيد. بعيدًا عن هذا المشهد الإسلامي الجميل والنبيل الذي نزل بردًا وسلامًا على قلوب الملايين، رصدتُ فيما رصدتُ تحولات «رهيبة» في لغة من كانوا يعملون بالسياسة تحت الأرض ومن يعملون بها أو يلعبون بها الآن فوقها! رصدتُ في بلادي على سبيل المثال لا الحصر أسماءً وشخصيات كانت تهتز لها الجبال في عالم العنف المقيت وقد تحولت إلى نماذج ستدرس بالتأكيد في تاريخ الحركات السياسية المعاصرة! وعلى سبيل المثال لا الحصر خذ عندك عبود الزمر، وطارق الزمر، وصفوت عبدالغني، وكرم زهدي، وعصام دربالة، وناجح إبراهيم! قارن بين حديث هؤلاء الآن عن ضرورة نبذ العنف وعدم التورط في إراقة الدماء، وضرورة الاحتكام إلى الصندوق، وأهمية التمسك بقيم العدل والتسامح ونبذ التعصب والإقصاء.. وبين حديث غيرهم من الليبراليين المزعومين عن ضرورة «الخروج على الحاكم»، «العصيان والتمرد»، «محاصرة مكاتب الوزراء حتى يرحلوا»! خذ على سبيل المثال لا الحصر تصريح «النائب» الجندي الذي أقسم «بعودتهم للجحور أو سجنهم في بيوتهم»، وتصريح الهواري المتحدث باسم 6 ابريل عن «ضرورة الزج به إلى السجن» وتصريح السيدة ناعوت التي قالتها قوية «لن نعود للبيوت» والأستاذ جورج الذي سيسقط النظام والرئيس كرامة لمنصبه والأستاذ دومة الذي يرى «أنه يستحق الذبح»! والأستاذ حازم عبدالعظيم الذي يقول «يجب أن نحاصرهم حتى يركعوا وأن نعاملهم بامتهان واحتقار حتى يخضعوا» الفرق بين أولئك وهؤلاء أن الفريق الأول.. فريق العنف والعمل تحت الأرض سابقًا درس وراجع وتأمل ولم يعد يعنيه المجد الزائل بقدر ما يعنيه استقرار الوطن، وبين الفريق الآخر فريق العنف الحالي الداعي لأكبر فوضى منظمة يشهدها تاريخ مصر والعالم الحديث! أي ثورة تلك التي ستقوم في ساعة معلومة من نهار معلوم في أسبوع معلوم في شهر معلوم من عام معلوم، اللهم إلا إذا كانت مناسبة أو مؤامرة دولية يتألق فيها الفعل «يخون»؟! لقد تداعوا بالأمس القريب للدفاع المزعوم عن النيل والتصدي المزعوم لسد النهضة، وفور أن جلسوا وجهوا احتراماتهم وتحياتهم لإثيوبيا حكومة وشعبًا.. والله أعلم بما في النفوس! لقد نسي هؤلاء أن النيل يغفل لكنه ينتبه! وأن النيل يسكت ويتغافل لكنه يشتبه! إنه ينتبه لكل حركات الأرجوزات الراقصين لكل مصيبة، المتبادلين للتهنئة في كل كارثة.. إنه يشتبه في هذه الوجوه وتلك العاهات وهذه الأموال الموظفة.. فصبرًا! في مقاعد المتفرجين - عفوًا المشجعين - يجلس كل من فاتهم قطار الثورة، وكل من يهددهم ويتهددهم الشعب وهم يمنون أنفسهم بحريق كبير تتغير فيه معالم البشر! فيصبح المخادع ثائرًا، ويصبح الثائر مناديًا أو مستجيرًا بالفلول! لقد جاءت أزمة مياه النيل لتكشف المزيد والمزيد من الحشائش العالقة في دلتا النهر والملتفة حول أعواد الميدان! لا أنسى هنا أن أشيد بحوار السياسي المحنك والمناضل الأصيل عبدالغفار شكر الذي يصنف الأحزاب الحالية إلى نوعين.. الأول تابع وموروث عن النظام القديم ومن ثم فقد الاعتبار، والثاني لم تتبلور شخصيته ولم يعرفه الشعب، حتى وإن كان صوته مرتفعًا! لقد نظر شكر إلى يوم 30 ليس باعتباره يومًا للهدم أو الردم أو الخلاص أو غير ذلك من سقط الكلام وإنما باعتباره مقياسًا لحجم الحشد..وعقبها مباشرة سنقرر خوض الانتخابات. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain