كمن يهمس في أذن أطفال مشاغبين، طلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أعضاء الكونجرس تهدئة أصواتهم وعدم فرض عقوبات اقتصادية جديدة بحق طهران، محذرًا من أنها "العقوبات" قد تؤدي إلى انهيار المفاوضات السياسية بين مجموعة 5+2 "الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا وإيران" حول برنامجها النووي. وإذا كان الوزير الأمريكي يعاني كثيرًا في تهدئة الأمور، فإن نظيره الروسي سيرجي لافروف وجد طريقه مفروشًا بالورود قبل أن يحط الطراد الصاروخي الروسي "مارياج" إلى ميناء الإسكندرية. في كل الأحوال، وبعيدًا عن العراقيل هناك والتسهيلات هنا، ثمة ما يتم رسمه وتنفيذه في ملعبنا دون أن يكون لنا دخل بالراسمين والمنفذين! دعك من العبارات الرنانة من قبيل أن طهران ستذل أمريكا، وأن القاهرة ستصفع واشنطن على وجهها! دعك من الكلام الكبير عن ضرورة البحث عن آفاق جديدة وتنويع لمصادر السلاح استمرارًا للكفاح ضد إسرائيل! أي سلاح وكفاح وإسرائيل قاسم مشترك في أي تحرك أمريكي بل وروسي في المنطقة وفي العالم؟! دعك من المحللين الاستراتيجيين الذين يمتشقون أقلامهم في الصحف والمجلات ويطلقون ألسنتهم في الفضائيات متحدثين عن الكرامة العربية والوحدة العربية وضرورة التحرر من قيد أمريكا والذهاب لحضن روسيا! الكرامة في مواجهة من؟ والوحدة ضد من؟ دعك من حديث اتفاقيات التعاون العسكري والمحطات النووية السلمية والقواعد العسكرية وصفقة الأسلحة التاريخية التي يقال أن قيمتها تتجاوز 4 مليارات دولار.. الأسلحة ضد من؟ دعك من عبارات وشعارات من قبل "هذه صفعة لأمريكا" ورعب في البيت الأبيض "ومصر ستقود العالم بعد أن أصبحت محوره!!". وبافتراض أن إسرائيل خارج الإطار فيما ينطلق بالعلاقات الأمريكية الإيرانية من جهة، والروسية المصرية من جهة أخرى، فماذا عن بقية الملفات أو القواسم التي لم تعد مشتركة عربية وباتت مشتركة أمريكيا وروسيا؟! وبعبارة أوضح ما الذي نقوله الآن ومعظم العرب قد شعروا بالغضب من التعثر الدولي على الصعيد السوري بفعل الدور الروسي الساطع، فيما يؤكد وزيرا الخارجية المصري نبيل فهمي والروسي سيرجي لافروف تطابق موقف البلدين في المسألة السورية؟! ولماذا نذهب بعيدًا، وثمة ما يشير الآن إلى قرب صفقة أمريكية روسية قبيل مؤتمر "جنيف" الخاص بالقضية السورية؟! مع ذلك أو رغم ذلك وامتدادًا لبقاء العرب أو ما يسمى بالأمة العربية في موقع أو موقف أو محل "المفعول به" المنصوب "عليه" يخشى كثيرون وأنا منهم أن يكون ما خفي في التنسيق الأمريكي الروسي الأخير بخصوص العرب أخطر وأعظم! لقد تداعت كل الأمم أو الفرق من توابع الربيع العربي إلا العرب!. الفرس استفادوا والأتراك كذلك.. الهنود أفاقوا أكثر وأكثر والأفارقة انتبهوا أكثر وأكثر.. فيما تمهلت كل من أمريكاوروسيا حتى اتضحت الرؤية في الملعب الكبير وبدأت التقسيمة! الغريب في التقسيمة الأمريكية الروسية الجديدة وباعتبارها مباراة "ودية" وأن اتخذت شكل الصراع أو استعراض القوى أن المديرين الفنيين يتبادلان حراس المرمى تارة وخطوط الدفاع أخرى والهجوم ثالثة والأرض وما أدراك ما الأرض بطبيعة الحال رابعة وخامسة وسادسة.. والحال على المستوى العربي أكثر من مائل! بالتعبيرات الكروية أيضًا ومع تنوع وتعدد طريقة اللعب من 4/2/4 إلى 3/3/4 وإلى 4/3/3 وغير ذلك، رأت روسيا أن تلعب أو تركز على الجناح الأيمن وهي التي ظلت طوال السنوات الفائتة تلعب بالجناح الأيسر! ومن الواضح أن الفريق الروسي استغل أو استفاد كثيرا من تأخر نظيره الأمريكي في كرة القدم قياسًا بلعبة "الرجبي" العنيفة التي مارسها في كل من أفغانستان والعراق وخسر خلالها كثيرًا، بحيث جاء الفوز بطعم الخسارة اقتصاديًا وبشريًا وسياسيًا لقد كان من الواضح كذلك خسارة الفريق الأمريكي في التصفيات السورية الأخيرة مقارنة بالفريق الروسي الذي يتقدم الآن بقوة واحترافية نحو الشباك المصرية وسط ترحيب المدافعين والحارس بل والجمهور على السواء!! بمناسبة الجمهور أخشى أن يكون مكاننا في المباراة الأمريكية الروسية الحالية هو المدرجات! أخشى كذلك أن يتم تسجيل كل الأهداف عن طريق التسلل - وإن كانت روسيا تحديدًا ليست بحاجة إليه - فيما يهلل الجمهور الإسرائيلي في الجهة الأخرى معايرًا الجماهير العربية ومرددًا "قاعدين ليه ما تقوموا تروحوا"؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain