خطابات قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي لدى استقباله مختلف فئات المجتمع تؤكد أن معياره في انتخاب مرشح رئاسة الجمهورية هو الشخص الأصلح. طهران (فارس) هناك العديد من المعايير والآراء التي يطرحها الناشطون في المجال السياسي ومختلف التيارات السياسية حول المرشح الأصلح لتولي زمام الحكم في الجمهورية الإسلامية، بما فيها أن يكون صاحب أكثر أصوات وصالحاً ومقبولاً. ولكن المعيار الأساس في هذا الصدد هو رأي قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي وبالطبع لو تابعنا خطاباته يمكننا معرفة هذا المعيار، فخلال لقاءاته مع مختلف الفئات الاجتماعية قد أشار سماحته إلى الأسس التي يجب الاعتماد عليها في انتخاب رئيس الجمهورية المناسب، ونشير فيما يلي بإيجاز إلى بعضها: 1 -على الشعب أن يفكر في انتخاب الأصلح كون ذلك أمراً مصيرياً لأن قسماً عظيماً من إمكانيات البلاد سوف توكل إلى شخص أو تيار وبالتالي سيحظى بتقرير مصير شتى القضايا الاقتصادية والثقافية والعلاقات الخارجية وغيرها. 2 -ينبغي للشعب أن يبحث عن الأصلح لأن أمر الرئاسة مرتبط بالله تعالى والدين من حيث كونه تكليفاً شرعياً، لذا فإن انتخاب الأصلح هو تكليف شرعي. 3 - الانتخابات في نظام الجمهورية الإسلامية هو أن يقع الاختيار على الأصلح، والمنافسات ليست هدفاً بحد ذاتها، فالمشاجرات الانتخابية والمنافسات في الحقيقة تعود إلى الديمقراطية الغربية التي ليست فيها أية آثار لله عزّ وجلّ ولا للدين. 4 -انتخاب الأصلح صاحب التقوى والتدبير لمنصب رئاسة الجمهورية هو واجب شرعي وعقلي وثوري، وبالتالي فإن التقصير في هذا المجال أو عدم المشاركة في الانتخابات لهما آثار سلبية. 5 -على الشعب أن ينتخب الأصلح، وبالطبع فإن كل من يتم تنزيهه من قبل مجلس صيانة الدستور فهو إنسان صالح كون هذا المجلس دقيق في قراراته، لذا يجدر التحري في أحوال المرشحين وتشخيص الأكثر صلاحية منهم وانتخابه. إذن قائد الثورة الاسلامية يؤكد ضرورة انتخاب الأصلح، ونذكر فيما يلي بعض ميزات هذا الأصلح من وجهة نظره، ولكن قبل ذلك ننوه على أن سماحته لا يذكر اسم أي مرشح للانتخابات ويدلي بصوته كسائر أبناء الشعب. أما بعض هذه الميزات فهي كالتالي: 1 -أن يدرك معاناة البلد والشعب وأن تربطه صلة وثيقة مع الناس وأن يكون نزيهاً من الفساد وبعيداً عن حياة البذخ. 2 -أن يلتزم بمبادئ الدين الإسلامي وأن يكون قوام عمله على أساس العدل والمصالح الوطنية وأن يعرف الناس حدود تعامله مع العدو بوضوح. 3 -من تحرز صلاحيته عن طريق مجلس صيانة الدستور فإن ذلك يعني أنه بكل تأكيد يحظى بالصلاحية المطلوبة، ولكن هناك مستويات في هذه الصلاحية فالبعض يتمتعون بصلاحية تامة والبعض الآخر يحظون بمستوى مقبول من الصلاحية فقط. 4 -على أبناء الشعب أن يكونوا واعين، ويطؤون ميدان الانتخابات الرئاسية بحذاقة، والله تعالى سوف يوفقهم ويهدي قلوبهم لاختيار الرجل المناسب الشجاع المخلص الذي يتمتع بشعبية ونشاط وإيمان ويلتزم بمبادئ الثورة الإسلامية وأهدافها، ويؤمن بقابليات الشعب ويحترم حقوقه. 5 - ينبغي الدقة في اختيار المرشح، إذ من اللازم اتباع من يكترث بدين الشعب وبثورته وحياته ومعيشته ومستقبله. 6 -التبعية للأجانب تحدث بسبب عدم الاكتراث بالدين، ولكن ذلك لا يعني أن كل من هو غير متدين يكون تابعاً لهم فهناك الكثير من الدواعي لذلك، إلا أن المتدين يمتلك دافعا أقوى لعدم التبعية لهم والطمأنينة يمكن أن تتحقق في عدم تبعيته أكثر من غيره. 7 - الركن الأساسي للتدين هو الاعتقاد بالإسلام وجميع الأسس الدينية وعدم التنصل عنها بوجه. 8 -على المرشحين أن يكونوا قادرين على تحمل المسؤولية، وعليهم أن يعملوا وفق المبادئ التي على أساسها أحرزت صلاحيتهم من قبل مجلس صيانة الدستور وأن يلتزموا بدستور البلاد ونظام الحكم كون أحدهم لو انتخب سوف يقسم بالله بأنه ملتزم بذلك. وقد أكد سماحته ضرورة بذل الجهد والتشاور بين أبناء الشعب، والرجوع إلى الصالحين وذوي الخبرة في المجتمع لمعرفة رأيهم في هذا المجال وذلك لتشخيص من هو أصلح لرئاسة البلاد، وهذا الأصلح يجب أن يكون أهلاً للمسؤولية ويمكنه الأخذ بأيدي الناس لتحقيق أفضل النتائج على جميع الأصعدة كون ذلك تكليفاً شرعياً.