لقي قاسم عقلان مسؤول التحقيقات في السفارة الأمريكيةباليمن مقلته مساء أمس الخميس على يد مسلحين مجهولين. وذكرت صحيفة "أخبار اليوم" اليمنية نقلا عن مصادر مطلعة وشهود عيان أن "مسلحين اثنين استقلا دراجة نارية، وانتظرا عقلان أمام منزله بمنطقة السنينة المطلة على شارع الستين الشمالي بقرب منزل رئيس اليمن المؤقت عبد ربه عبد الهادي ، وعند خروجه الساعة التاسعة صباحا سألاه : هل أنت قاسم عقلان ؟ فأجاب نعم، فقالوا له: عندنا لك هدية. ثم أطلق أحدهم رصاصتين على قلبه وثلاث رصاصات على فكه ثم لاذوا بالفرار" . وقال أحد جيرانه لصحيفة "الحدث" اليمنية تحدث باعتبار اسمه فهد أنه لاحظ وجود غرباء يجوبون الشوارع خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما وصفته الصحيفة بتلميح من المتحدث إلى أنه كان يخضع للمراقبة قبل الهجوم عليه. و يبلغ عقلان العقد الخامس من عمره، ويعمل في السفارة لأكثر من 10 سنوات، وقال مصدر أمني ل"الحدث" اليمنية أنه كان مسؤولا عن تنسيق المعلومات الأمنية بين السفارة والسلطات اليمنية. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن مهام عقلان الرئيسية كانت تشمل القيام بعمليات فحص للأفراد بصفته رئيس لوحدة التحقيقات الوطنية الخارجية، وعمل ضابط اتصال مع أجهزة الأمن اليمنية. واعتبرت نولاند أن التقارير التي أشارت بأنه شارك في التحقيق في هجوم محتجين على السفارة الأمريكية بسبب الفيلم المسيء لشخصية نبي المسلمين وأنتج في أمريكا معلومات غير صحيحة. ووصفت مصادر أمنية أمريكية بأن حادث القتل يحمل بصمات القاعدة في المنطقة، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، ويأتي ذلك وسط تدقيق أمريكي فيما يتعلق بالأمن، في المناصب الدبلوماسية الأجنبية، وذلك بعد الهجوم المسلح على بعثة أمريكا في بنغازي بليبيا، والتي قتل فيها السفير الأمريكي كريستفور ستيفنز وثلاثة أعضاء دبلوماسيين آخرين. واعتبر أحد الصحفيين اليمنيين، نائف حسن في موقع براقش دوت نت الإخباري، أن ما تعرض له قاسم عقلان سابقة خطيرة بالنسبة لليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية، فالمختلف في "جريمة القتل" هذه عن غيرها مما اعتادته اليمن من قتل واغتيالات في كونها "تدشن عملية القتل ضد اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية" وعبر الكاتب عن مخاوف بشأن أن تطال تلك العمليات "الموظفين المدنيين العاملين في السفارة بواشنطن"، وقد يمتد الأمر ليشمل سفارات غربية أخرى. يأتي ذلك بعد تحريضات أطلقها الحوثيون ضد اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية، حيث اعتبر عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي، وهي شيعية ومسلحة في شمال اليمن ومقاومة للحكومة المركزية وللوجود الأمريكي، أن العمل مع الأمريكيين "خيانة عظمى" في كلمة ألقاها منذ أيام أمام مجاميع من قبائل "خولان بن عامر"، وقد نقل الكاتب اليمني نائف حسان مخاوف بعض الأمريكيين العاملين في السفارة بصنعاء من تحريض الحوثي، واعتبرها أحدهم بمثابة فتوى بقتل اليمنيين العاملين في السفارة الأمريكية. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سكان يمنيين قولهم أن نشطاء يشتبه في انتمائهم لفرع تنظيم القاعدة في المنطقة خطفوا جنودا يوم الأربعاء من نفس نقطة التفتيش، وأعادوا أجسادهم يوم الخميس بعد قطع رؤوسهم، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته في وقت سابق هذا الأسبوع عن قطع رؤوس ثلاثة رجال منهم مجموعة متهمة بالتجسس لصالح المخابرات اليمنية ويتظاهرون بأنهم من نشطاء القاعدة، وألقيت جثتهم في مأرب.