بقلم أنور السكوتي قد لا يكون مستغرباً أن نرى ( الغالبية العظمى ) من الأخوة المنتميين للجمهورية العربية اليمنية متفقين في عدائهم للحراك الجنوبي ( السلمي ) ومطلب الجنوبيين في إستعادة دولتهم , واستماتتهم ( جميعاً ) بكل ما اوتوا من حيلة ووسيلة على تشويه القضية الجنوبية وتشويه رموزها وقادتها وعلى رأسهم السيد الرئيس علي سالم البيض والذي نال ولا يزال نصيب الاسد من ذلك الاستهداف . لأنهم ببساطة جبلوا على الأنانية وحب الذات وعبادة الدرهم والدينار ( الريال اليمني ) ولأجله لا يتوانى احد منهم عن أرتكاب شتى الأساليب والطرق للحصول عليه حتى ولو تطلب هذا الامر السير على رقاب وجثت كل الجنوبيين . ولكن العجيب الغريب أن نجد هناك شرذمة صغيرة من أخوتنا الجنوبيين يسيرون على نفس خطى الشماليين وخاصة في تشويه قضيتنا العادلة وتشويه رموزها وقادتها , تارة باستهداف قناة عدن لايف الصوت الوحيد والمعبر للجنوبيين , وتارة اخرى باستهداف الرئيس البيض . والمصيبة , وبعيداً عن التخوين , يفعلون هذا من دون أي مقابل يتحصلون عليه , وانما سذاجة منهم , وقلة عقل , وطيش كثير . ولكن الاعجب والاغرب ان نجد كذلك ان من يسلك من بين صفوفنا مثل هذا المسلك المريب , قيادات لها وزنها وثقلها في الثورة التحررية الجنوبية , وكأن هؤلاء لا يفقهون من العمل السياسي والنضالي شيئاً , سواء حب الظهور والادلاء بتصريحات نارية غير محسوبة يسري ضررها في جسدنا الجنوبي سري النار في الهشيم . والمصيبة انهم يعتقدون ان مايفعلونه صوابا او لعلهم هكذا يدّعون . وان حاول الواحد منّا ثنيهم عن سلوك مثل هذا المسلك الزلق او ذاك نجدهم يبررون بأنا لا نريد الا الإصلاح وهكذا قال من كان قبلهم وان اختلف السياق ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) )) صدق الله العظيم , سورة البقرة . نعم هذه هي الحقيقة المرة التي تتوجب علينا الاعتراف والإقرار بها , أن هناك من بيننا ( مفسدون ) ( قادة مفسدون ) لا يريدوا لهذا الشعب ان تتحد كلمته ولا يريدوا لهذا القضية ان تتبوأ مكانها اللائق كقضية مصيرية .. قضية شعب وهوية .. قضية احتلال ورغبة في طرده واستعادة الدولة . لقد اصبح مثل هؤلاء القادة وكأنهم صدى لتلك الابواق المسمومة التي يصدح بها المحتل ليلا نهارا , لتتكدر منها مسامعنا وتحبط من هممنا . لقد اصبح مثل هؤلاء اللسان الناطق لذلك الجسد الشمالي المهترئ الذي انهكته الحروب والفساد واخرصت لسانه فلا ينطق الا فحيحا . نعم نقولها ونحن متأسفون لأننا وثقنا بأشخاص حسبناهم لنا قادة , وانهم عند حجم المسئولية وانهم القادرون على لم الشمل ووحدة الكلمة .. الا اننا وجدناهم هم اول من يعمل على شق الصف وافتعال الحجج تلو الحجج لتمزيق وحدة الجنوبيين في وقت بات الجميع ( اقليمياً ودولياً ) يعترفون بأن لهذا الشعب الجنوبي قضية وان لهذا الشعب ( وجه واحد ) يعبر عن أمالها وتطلعاتها وان بالامكان التخاطب معه والتفاوض بدلاً من التخاطب مع جهات ومكونات ملتبسة , كل منها يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهما بذاكا .