رام الله - دنيا الوطن-وكالات كان منتخب أسود الرافدين العراقي قاب قوسين أو أدنى من التأهل للمباراة النهائية علي لقب بطولة كأس العالم للشباب بتركيا ، ولكن الحظ لم يبتسم له في اللحظات الحاسمة ، فخسر بركلات الترجيح أمام اوروجواي ، وإكتفى بالتأهل لخوض مباراة تحديد المركز الثالث أمام غانا . ورغم خسارته فإنني أؤكد احترامي وتقديري للمنتخب العراقي ومدربه القدير حكيم شاكر، ولا يزال أمام أسود الرافدين فرصة أخرى وحلم آخر في الوقوف على منصة التتويج والعودة إلى ربوع العراق بالميداليات البرونزية والمركز الثالث وهو أيضا إنجاز تاريخي لم يتحقق ماهو أفضل منه على المستوى العربي سوى الميداليات الفضية للقطريين عام 1981 في استراليا ، وأن كان المصريون قد نالوا أيضا شرف تحقيق الميداليات البرونزية ، في مونديال الارجنتين عام 2001. كان العراقيون الأقرب للتأهل، فلم يكتفوا بأن يقارعوا المنتخب اللاتيني نداً لند من بداية المباراة ، بل تفوقوا بهدف الظهير الخطير على عدنان من الدقيقة 34 ، ونجحوا في الاحتفاظ بتفوقهم حتى ما قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين ، مستبسلين في الدفاع والهجمات المرتدة ، ولكن خطأ دفاعي واحد قلب الموازين وجاء هدف التعادل للمنافس اللاتيني الذي كان نقطة التحول ، ورغم الإحباط ، إستعاد العراقيون إيقاعهم من جديد وسيطروا بشكل كبير على ملامح الوقت الإضافي دون أن يحالفهم الحظ في التسجيل لتنتهي المباراة بالتعادل . وتتساوى الحظوظ في ركلات الترجيح التي كادت تبتسم للعراقيين بعد أن تصدى الحارس العراقي المتألق محمد حميد للركلة الاوروجوانية الأولى ، ولكن زميله على فايز أهدر هذه الفرصة الذهبية بالتسديد في القائم ، لتتساوى الحظوظ مرة أخرى بين لاعبي الفريقين ، ولكن يشاء القدر هنا أن يسيطر التوتر على اللاعب سيف سلمان في تسديدته ، فيطيح بها فوق العارضة ، ويطيح معها بالحلم العراقي في التأهل لأول مرة لنهائي كأس العالم للشباب. قلت في مقالي السابق أنني متفائل بالعراقيين الذين عرفوا كيفية فك شيفرة المنتخبات اللاتينية ، وفازوا بالتخصص على تشيلي وباراجواي ، كما فازوا على المنتخب الكوري الجنوبي قاهر منتخب كولومبيا بطل امريكا الجنوبية ، وقد كاد أسود الرافدين أن يكملوا هذا المشوار والتخصص أمام منتخب أوروجواي ، لولا سوء الحظ وتعطل الشيفرة اللاتينية ، وإن كان ذلك لا يقلل من منافسهم قاهر اسبانيا بطلة اوروبا ، وقد حذرت العراقيين من براعته .. وكما شاهدنا فقد كان منتخب الاوروجواي كبيراً وعنيداً ، يلعب كرة جماعية راقية ويضم العديد من اللاعبين البارزين ، كما أنه لم يستسلم أويصب باليأس رغم أنه كان خاسراً أكثر من 54 دقيقة ولعب بروح عالية وإرادة صلبة حتى النهاية. أخيراً .. لم أفرط في الثقة أو التفاؤل في مقالي السابق حين قلت "أنني لن أستغرب لو حقق أبطال العراق ، حلم التأهل للمباراة النهائية لكأس العالم، فهم مؤهلون لذلك لو أحسنوا إستغلال الفرصة والتعامل معها بالحكمة والتواضع والتمسك بإرادة النصر" .. وقد شاهدنا كيف التزم لاعبو العراق بالمعايير السابقة أمام أوروجواي ، وبذلوا كل جهدهم فعلاً وكافحوا حتى الأمتار الأخيرة من الماراثون ، ولكنها أحوال كرة القدم وقد خذلهم الحظ ، ولكنهم إستحقوا الإحترام والتقدير من الجميع.