بقلم : رائد صالح النينوة فوجىء الكثيرين من نتيجة التصويت في مجلس العموم البريطاني بعدم الموافقة على المشاركة بالضربة العسكرية المزمع توجيهها الى سوريا والتي تعد العدة لها بعض الدول الغربية ابرزها الولاياتالمتحدةالامريكية وفرنسا ,, وبعد الاعلان عن نتيجة التصويت صرح رئيس الوزراء البريطاني ( ديفيد كاميرون ) التزامه بذلك وعدم المشاركة في الضربة العسكرية ,, وهنا تأتي المفارقة فبريطانيا هي الدولة التي سعت الى تقديم مشروع قرار لمجلس الامن الدولي حول سوريا ,, ومشروع القرار يتعلق "باتخاذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين". ومن خلال قرأة متأنيه ونظرة عميقة للانسحاب البريطاني من المشاركة في الضربة العسكرية ,, فأن هذا الانسحاب يعطي الكثير من المدلولات ابرزها : - اولاً : تأكيد للديمقراطية البريطانية العريقة . ثانياً : عدم التورط العسكري في المنطقة , والاستفادة من تجارب اخرى مثل ( العراق وافغانستان وليبيا .. ) . ثالثاً : التزام بريطانيا بالتقاسم التاريخي للنفوذ في المنطقة , وتاريخياً تعتبر سوريا من مناطق النفوذ الاستعماري الفرنسي وبالتالي هي الأولى للقيام بدور بارز الى جانب الولاياتالمتحدةالامريكية في هذه الضربة . رابعاً : الدفع بالولاياتالمتحدةالامريكية للتورط اكثر في ( وحل ) المنطقة , من اجل جعلها في مواجهات دائمة مع كثير من دول وشعوب العالم , وبالتالي تشتيت جهودها واضعاف قدراتها الاقتصادية والعسكرية . وهنا يكمن الدهاء السياسي البريطاني , ((فقد كان اعلان الانسحاب في وقت حرج جداً , فالأخبار تتوارد عن قرب ساعة الصفر خلال يومين او ثلاثة )) ,, فرغم التقارب في المواقف بين الولاياتالمتحدةالامريكية ودول غرب اوروبا وخاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا الا ان هناك صراع خفي بينها , فهذه الدول ترى في ان امريكا تقوت وتغولت ولابد من كبح جماحها بين الحين والآخر وتوريطها في نزاعات لأضعافها حتى لاتتطاول على (( الحق الاوروبي التاريخي في قيادة العالم )) . 30 / 8 / 2013