مساحات واسعة لمصالحة الصغار مع تفاصيل من ذاكرتهم الجماعية، بفنية واضحة وآسرة يتنافس الجميع في إنجاح عرس جماهيري يعني كل عناصر الدولة ومكوناتها، تقوم فكرته على إنهاض قصص من قصص حكايات النجاح والتميز والتألق التي تعيشها الإمارات في يومها الوطني الذي يصادف الثاني من ديسمبر من كل سنة، واستحضار دور قدواتها وقادتها في خلق هذه القوة التي بات الجميع يتحدث عن مناقبها في مختلف دول العالم ومحافلها. ولعل الاحتفالات بمختلف أشكالها تمثل رابطاً بين الحاضر والماضي بالنسبة للأطفال في المدارس، إذ تقدم للشاهد عليها خزاناً هائلاً من المعلومات التي تقطر من حكايات التاريخ، مما جعل الجميع يتمنى أن لا ينتهي زمن هذه الفعاليات التي تثري الذاكرة، وترسم الذكريات، وتشعر الفرد بالفخر والاعتزاز، كونه في قلب الحدث، ويشكل جزءاً منه، وهذه المشاعر تكبر مع الصغار، ليجدوا ذواتهم يتنفسون هواء هذه الأرض، ولا يستطيعون التخلص من حبها، مهما جالت بهم الأقدار في بلدان أخرى، إذ سيظل هذا البلد موطنهم على الرغم من رحيلهم، وعندما يقفز لوعيهم ستنساب دموعهم حباً وولاء لأرضه ورموزه، فهنا كانت صرخة بعضهم الأولى، وهنا تبلورت معارفهم، وتحت سمائه عرفوا معاني للحياة. إن هذه الاحتفالات، وإشراك جميع الفئات المجتمع فيها، والتركيز على الصغار الذين تتبلور لديهم مفردات حب الوطن من خلال هذه الأحداث، إنما يولد لديهم الشعور بالانتماء الذي يساهم في الإعلاء من تقدير الفرد لذاته، ويولد الثقة بالنفس والشعور بالاستقرار الداخلي، فالانتماء يجعل المنتمي يطمح باستمرار لتطوير مهاراته وأدائه، ويجعل المواطن يُفعل مواطنته في ممارسها بإيجابية، فينتشر التعاون والتكافل الاجتماعي والحفاظ على موارد الوطن، وتتولد لديه الرغبة في خدمة أهداف هذا الوطن أو حتى أي وحدة جزئية من هذا الوطن، وتبني مبادئه، والحرص عليه، والتضحية من أجله، وكل ذلك يصب في مصلحة الوطن وأمنه وأمانه، كما أن هذا الإحساس يعتبر هو السبيل الوحيد لتماسك المجتمع وقوة الوطن، وهو خط الدفاع الأول في اللحظات الصعبة. فالاحتفالات تحمل أكثر من رسالة، وتعطي أكثر من معنى، وتبث أكثر من قيمة في حياة كل أفراد المجتمع، ولعل أهمها قيمة الانتماء، وحسب بعض الدراسات فإن هذه القيمة تعمل على حماية عقول الصغار والشباب، وتبعدهم عن الأفكار السلبية والهدامة، هذه القيم تساعد على إيجاد شباب قادر على اتخاذ القرارات، وتقلل من نسب الانحراف والسلوكيات السيئة، وتزيد ارتباطهم بأسرهم، ومجتمعهم، وهذا باختصار هو الانتماء الذي يساهم في استقرار الفرد وأمن المجتمع، ولعل المساهمة في الاحتفالات في المدارس قد تتحول مستقبلاً خدمة للمجتمع من خلال أعمال تطوعية، وبث روح التعاون في جميع المجالات، وهي مفاهيم إيجابية تزيد من ارتباط الأفراد بمجتمعهم وانتمائهم له. [email protected]