رئيس الجمهورية الإسلامية الإسلامية اكد على السلام بدل الضغوط والتهديد العسكري في التعاطي مع طهران كما اكد حق إيران في تخصيب اليورانيوم اعتماداً على الثقة المتبادلة وقد حان دور البيت الأبيض لاثبات إرادته السياسية الواقعية لحل القضية النووية. طهران (فارس) بعد انتخاب الدكتور حسن روحاني رئيساً للجمهورية الاسلامية في ايران، جاء انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة كأول وأفضل فرصة للحكومة الإيرانية الجديدة كي تعلن للعالم مبادئ سياستها المعتدلة وبالتالي تزيل تراكمات عدم الثقة التي سادت في المجتمع الدولي حول إيران وبرنامجها النووي ولا سيما البلدان التي تعد طرفاً في المحادثات النووية. فعند خطاب رئيس الجمهورية الإسلامية في منظمة الأممالمتحدة كانت جميع مقاعد القاعة مكتظة بالحضور باستثناء مقعد الكيان الإسرائيلي، حيث كان العالم ينتظر تصريحات الرئيس الايراني الجديد بفارغ الصبر. وقد ساق الدكتور حسن روحاني خطاباً دقيقاً ومحسوباً يزخر بمفاهيم ذات مضامين واضحة بيّن من خلالها المواقف المبدئية للجمهورية الإسلامية وثوابت الثورة الإسلامية دون أن يقدم أية تنازلات على حساب هذه المبادئ الثابتة، وفي الوقت ذاته أكد ضرورة التعاون الفاعل بين طهران والمجتمع الدولي وشدد مراراً على ضرورة ترسيخ السلام ومناهضة النزاعات العسكرية وقدم مقترحات تضمن خروج العالم من الظروف القاسية التي تعصف به بما في ذلك قيام منظمة الأممالمتحدة بتأسيس تحالف سلام مناهض للحروب. كما أكد أن الجمهورية الإسلامية تسعى للتعاطي الفاعل القائم على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وأنها لا تريد زيادة التوتر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في رحاب الاعتراف رسمياً بحقوق إيران النووية السلمية وعدم وضع عراقيل أمامها. بدوره وزير خارجية الجمهورية الإسلامية جواد ظريف تطرق إلى نفس النقاط واعتبر الدبلوماسية بأنها السبيل الوحيد لحل القضية النووية الإيرانية. وما لاحظناه جلياً حول الخطابات والاتصالات واللقاءات التي جرت مؤخراً في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هو أن وسائل الإعلام الأميركية ركزت على ادعاء ضرورة اتخاذ إيران خطوات إيجابية ملموسة حول نشاطاتها النووية وإبراز حسن نيتها للعالم بشكل عملي وذلك لتحقيق تهدئة للأزمة وتحسين العلاقات مع واشنطن وحلفائها، وبالفعل فإن الجمهورية الإسلامية قد اتخذت خطوات إيجابية فاعلة على جميع المستويات وأعربت عن حسن نيتها وصدق سياستها للعالم أجمع بشتى السبل لكن يجب الانتظار وملاحظة الموقف الأمريكي بعد ذلك، لأن نية طهران باتت واضحة للجميع بيد أن نية غرمائها غير واضحة لحد الآن. فالكرة في الوقت الراهن في ملعب واشنطن وحلفائها وعليهم بيان حسن نيتهم وصدقهم في التعامل مع طهران بعد أن أتمّ الرئيس روحاني الحجة عليهم وأعلن للعالم أجمع خطوط سياساته العريضة التي لم تبق أي مجال للتشكيك في نوايا طهران بل إن التشكيك اليوم قائم حول مواقف البيت الأبيض ومن حذا حذوه.