رغباتُ السفر و الاختفاء لم يبقَ لي إلا أنا و أنا كثيرٌ و اتهامي بالتعلقِ بالقديمِ يزيدُ دوماً في الخريفِ يقلُّ أكثرَ في الشتاءِ و في الحقيقةِ لستُ أنْكِرُ ما تردَّدَ آنفاً عن رغبتي في الاختفاءِ و في انتقاءِ مِنَ القوائمِ مَنْ سأُطْلِعُهُ على سِرِّي و نذهبُ آمِنينَ الى مكانٍ للتقاعُدِ و اقتناءِ منَ العصافيرِ الصغيرةِ مَنْ لها لونُ الحقولِ و ربطةِ العنُقِ الذي طوَّقْتُهُ بحريرِها يبدو التوسُّعُ في الخلافِ مع النوازِعِ مُرْبِكاً حولَ الرحيلِ و لا أفضٍّلُ جرَّ نفسي لادِّعاءِ الإستياءِ فكلُّ شيءٍ قَدْ تَرَتَّبَ وِفْقَ تاريخِ التذاكرِ و المحطاتِ البعيدةِ و التي امتَنَعَتْ عن الصيفِ الأخيرٍ بِأَنْ تساقَطَتِ الثلوجُ على مداخِلٍها و لستُ متابعاً لتوقعاتِ الجوِّ إذْ لا بدَّ مٍنْ بٍدْءِ الطريقِ سواءَ أمْطرتِ السماءُ أو احترقْتُ بِحَرِّ شمسٍ حاملاً ظلَّ الحقيبةِ و الحقيبةَ أجملُ المدنِ التي أشتاقُها هي مَنْ تكونُ بعيدةً و غريبةً و النَّاسُ فيها مُقْبِلينَ على طقوسٍ لستُ أعرفُها و أعرفُ كم أنا أحتاجُ تغييرَ الرَّتابةِ بالسَّفَرْ. الاثنين 28/10/2013