أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن «الحقوق النووية وتخصيب اليورانيوم» خطوط حمراء «لن نسمح بتجاوزها». ونقلت مواقع إيرانية عن روحاني القول أمس أمام مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) إن «إيران لم تجلس على طاولة المفاوضات نتيجة ضغوط الحظر المفروض عليها»، مؤكدًا أن «الذين جلسوا على طاولة المفاوضات مع إيران وصلوا إلى قناعة بأن فرض الحظر غير مجد». ونقلت قناة «العالم» عن روحاني القول: «لقد خضنا المفاوضات النووية عام 2003 قبل أن يفرض علينا الحظر وواصلنا المفاوضات رغم قرارات الحظر»، معتبرًا أن مواصلة ايران المفاوضات رغم الحظر الذي فرض عليها دليل على أنها تؤمن أن الحوار سبيل لحل المشكلات السياسية. وأكد الرئيس الإيراني على أن نجاح المباحثات النووية يؤدّي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشددًا على أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم في الداخل. وكانت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قد أعلنت أن القوى الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وألمانيا فشلت في التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن برنامج إيران النووي بعد ثلاثة أيام من المحادثات اختتمت في ساعة مبكرة من فجر أمس. وصرح وزير إسرائيلي أن الدولة العبرية ستستخدم تأثيرها على الكونغرس الأمريكي لمحاولة منع إبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني قبل المفاوضات التي ستجرى في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، موضحًا انه سيقوم بزيارة لواشنطن اعتبارًا من غدٍ بهذا الهدف. وقال نافتالي بينيت لإذاعة الجيش الإسرائيلي «سنجري قبل استئناف المفاوضات حملة في الولاياتالمتحدة لدى عشرات من أعضاء الكونغرس الذين سأشرح لهم بنفسي أن أمن إسرائيل على المحك». واعترف بوجود «خلافات» مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تسعى مع القوى الكبرى الأخرى إلى التوصل إلى اتفاق مع طهران. وقال بينيت «إذا بعد عشر سنوات انفجرت قنبلة نووية مخبأة في حقيبة في نيويورك، أو سقط صاروخ نووي على روما، فيمكننا القول إن ذلك بسبب التنازلات التي قُدمت إلى ايران». من جهته، قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون انه «خلال سنتين ونصف السنة سيكون هناك شخص آخر في البيت الأبيض». وأضاف «إذا لم يكن لدينا خيار آخر، فإسرائيل ستتحرك، وأنشأنا سلاح الجو لهذا الغرض». إلى ذلك ذكر مشاركون في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني ليل السبت الأحد أن هذه المحادثات التي بدأت الخميس في جنيف بين إيران والدول الست الكبرى لم تؤدِّ إلى اتفاق، لكنّ اجتماعًا جديدًا سيُعقد في 20 تشرين الثاني/نوفمبر. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون التي تترأس المفاوضات إن «تقدمًا كبيرًا أنجز لكن بقيت بعض المسائل». وصرح نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الاجتماع المقبل سيعقد على مستوى المديرين السياسيين لوزارات الخارجية، وفي حال التوصل إلى اتفاق سينضم إليهم الوزراء. وأكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أنه «لم يشعر بخيبة أمل» على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنساوبريطانيا والصين وألمانيا). وقال للصحافيين «لا أشعر بخيبة أمل». وأضاف «نعمل معًا وسنكون قادرين على التوصل إلى اتفاق عندما نلتقي المرة المقبلة». من جهته، رحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري «بالتقدم الذي تحقق» في المفاوضات، مؤكدًا «أننا الآن أقرب إلى اتفاق». وأكد كيري في مؤتمر صحافي أن «الولاياتالمتحدة عازمة على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية». وردًّا على سؤال عن عدم التوصل إلى اتفاق بالرغم من ثلاثة أيام من المفاوضات المكثفة، قال كيري إن «إقامة الثقة بين دول متنازعة لوقت طويل تتطلب وقتًا». وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «اجتماعات جنيف سمحت بتحقيق تقدم لكن لم نستطع توقيع اتفاق؛ لأنه لا تزال هناك بعض المسائل التي يجب معالجتها». وردًّا على سؤال عن وجود خلافات محتملة بين الولاياتالمتحدةوفرنسا في المفاوضات حول اتفاق يهدف إلى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، قال جون كيري «نحن موحدون في شعورنا بالحاجة إلى لغة توضح الأشياء». من جهتها، وردًّا على سؤال عن موقف فرنسا ودورها المحتمل في عدم التوصل إلى اتفاق، قالت اشتون إنها «لا تريد الدخول في تفاصيل المفاوضات». وأضافت إن «فرنسا تلعب دورًا مهمًّا في المجموعة الأوروبية (مع بريطانيا وألمانيا) وقد لعبت هذه الدول دورًا مهمًّا اليوم، كما كانت تفعل في كل مفاوضات». وفي اليوم الثالث من المفاوضات، تركز العمل على صياغة اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر يقدم ضمانات حول المسائل المثيرة للجدل في البرنامج النووي الإيراني الذي يشتبه الغرب وإسرائيل بأنه يتضمن غايات عسكرية. وتؤكد طهران من جهتها أن هذا البرنامج محض مدني. في المقابل، ستخفف بعض العقوبات التي تضر بالاقتصاد الإيراني. لكن خلافات ظهرت السبت بين القوى الست الكبرى إذ دعت فرنسا إلى مزيد من الضمانات حول بعض النقاط الخلافية في البرنامج. وردًّا على سؤال عن انتقادات غربية وجهت إلى الموقف الفرنسي، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إنه «جري جماعي ممتاز وخصوصًا بين الأوروبيين».