قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم "خط أحمر" لن يجري تجاوزه، وإن بلاده تصرفت بما وصفها عقلانية ولباقة خلال المفاوضات الأخيرة إزاء برنامجها النووي مع مجموعة "5+1″ التي تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. وخلال كلمة ألقاها اليوم أمام مجلس الشورى (البرلمان) بيّن روحاني أن المفاوضين الإيرانيين الذين شاركوا في المحادثات الأخيرة بجنيف أكدوا لأطراف التفاوض أن طهران لن تقبل "بأي تهديد أو عقوبات أو إذلال أو تمييز، وأن إيران لم ولن تحني رأسها أمام تهديدات من أي جهة". وأضاف روحاني أن الحكومة تعتبر أن هناك خطوطا حمرا لا بد من اعتبارها من بينها المصالح القومية، موضحا أنه بموجب القواعد الدولية فإن تخصيب اليورانيوم حق لإيران على غرار ما تقوم به دول أخرى، على حد تعبيره. وأكد على أن بلاده تشارك بالمفاوضات النووية جراء قناعة وإيمان بأن الحوار سبيل لحل المشاكل السياسية، وأن المشاركة بالمفاوضات لم تأت نتيجة ضغوط أو عقوبات مفروضة. ونقلت قناة العالم الإيرانية عن روحاني القول "لقد خضنا المفاوضات النووية عام 2003 قبل أن يفرض علينا الحظر وواصلنا المفاوضات رغم قرارات الحظر". واعتبر الرئيس الإيراني أن نجاح المباحثات النووية من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشددا على أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم في الداخل. وقال مراسل الجزيرة في طهران عبد الهادي طاهر إن روحاني أراد إرسال رسالتين أولهما للغرب بأن طهران لا تنوي ولن تتنازل عن حقها النووي وطالب الغرب بالتعامل بمنطقية وعقلانية، أما الرسالة الثانية فهي للداخل لطمأنة بعض الأطراف التي تعارض مسيرة التفاوض النووي. فشل المفاوضات وجاءت تصريحات روحاني بعد ساعات من إعلان فشل الأطراف المتفاوضة بشأن الملف النووي الإيراني في التوصل لاتفاق، إلا أن المتفاضين قالوا إنهم تمكنوا من تضييق الخلافات، وإن المحادثات ستستأنف خلال عشرة أيام. وكانت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد صرحت بأن المحادثات التي استمرت ثلاثة أيام قد حققت نتائج ملموسة وستستأنف يوم العشرين من الشهر الجاري، مشيرة إلى أن بعض المسائل لا تزال عالقة. من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه ليس محبطا بالرغم من عدم الوصول إلى اتفاق، معربا عن الأمل في إبرام اتفاق في الاجتماع المقبل. وأشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالتقدم الذي تحقق في المفاوضات، وقال إن القوى العالمية باتت قريبة جدا من التوصل إلى اتفاق مع إيران, مجددا التأكيد على عزم بلاده منع طهران من امتلاك أسلحة نووية. ونبه إلى أن النافذة الدبلوماسية لن تبقى مفتوحة بلا نهاية.