مريم الشميلي (رأس الخيمة)-أكد أطباء ومتخصصون في أمراض الكلى أن أكثر الأمراض المسببة لحدوث مرض الفشل الكلوي في الدولة هو مرض السكري بنسبة تصل إلى 60% من إجمالي عدد الحالات المصابة بالفشل الكلوي بالدولة، حيث تصل نسبة مرضى السكري فيها إلى أكثر من 20% من إجمالي عدد السكان. وأكد هؤلاء الأطباء أن هناك أسباباً وعوامل أخرى لحدوث الفشل الكلوي ولكن مرض السكري يأتي في المقدمة. وأشار الدكتور ياسر النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية إلي أن المنطقة ستفتتح خلال الأيام القليلة المقبلة 4 عيادات لعلاج مرضى السكري والتي ستوزع على 4 مراكز صحية وهي مركز النخيل الصحي ومركز رأس الخيمة ومركز الدقداقة ومركز المعمورة، بهدف توفير العلاج لمرضى السكر والعمل على منع وصول المريض لمراحل متطورة في المرض خاصة الإصابة بأمراض الفشل الكلوي أو القصور الكلوي. جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي للكلى الذي أقيم في فندق "هيلتون رأس الخيمة"، وبحضور استشاريين واختصاصيين في أمراض الكلى من فرنسا وأميركا والسعودية وقطر وأطباء من هيئة الصحة في أبوظبي ودبي ومن المنطقة الطبية برأس الخيمة والتي بلغ فيها الحضور أكثر من 250 طبيباً وطبيبة. وقال الدكتور ياسر النعيمي مدير منطقة رأس الخيمة الطبية أن المنطقة الطبية تسعى جاهدة في كل عام إلى تنظيم فعاليات وبرامج مختصة بالأمراض السارية في العصر من بينها مرض الكلى الذي يعد من الأمراض المنتشرة في الدولة وفي وقتنا الحالي. وأوضح أن المنطقة لا تختص في فعالياتها وبرامجها على الأطباء المختصين بمرض الكلى أو إنما تشمل أيضا الأطباء الباطنيين دون استثناء والتي يهدف منها لتدريبهم على أهم المسببات التي تساعد في حدوث أمراض الكلى وكيفية التعامل معها قبل الوصول لمرحلة الغسيل الكلوي، مشيرا إلى أن هناك فئات كثيرة في المجتمع تحتاج لتوعية وتثقيف في هذا الجانب. وذكر أن هناك خططا وبرامج سوف تنفذها المنطقة خلال الفترة المقبلة تستهدف تطوير مهارات الأطباء في كيفية التعامل مع المرضى منوها أن هناك فئات من المرضى يصعب التعامل معها بشكل سريع لأسباب عدة منها الثقافة والتعليم وغيرها. وقال النعيمي إن اهتمام الدولة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط بل يشمل جميع النواحي الحياتية من صحة وتعليم وغيرها، موضحا أن الدولة تعتني بالجانب البشري بشكل واضح ومركز من خلال تقديم أرقى أنواع الخدمات لتكون بالتالي في مصاف الدول المتقدمة والتي تعني بالأخص بهذه الفئة من المرضى وتوفير العلاج اللازم لها، والعمل على إبعاد وتجنيب مصابي الأمراض المزمنة من الوصول لمرحلة مشاكل في الكلى التي تؤدي بالتالي لمرحلة الغسيل. وقال إن منطقة رأس الخيمة الطبية تمتلك حاليا أكبر مركز غسيل في الدولة، منوها أن المنطقة سوف تفتتح في اليوم الوطني العام المقبل إن شاء الله الوحدة الجديدة الخاصة بالكلى، بهدف رفع الطاقة الاستيعابية لمرضى الكلى إلى 46 وحدة كلى، بعد أن كانت 18 وحدة. وسيقام المشروع الجديد على مساحة تقدر ب 1500 متر مربع، مقارنة بالقديم الذي لم تتجاوز مساحته 320 متراً مربعاً، كما سيرفع الطاقة الاستيعابية للأسرة من 19 سريراً إلى 46 سريراً، منها 8 للعزل بعد أن كانت 3 للعزل والتي تخصص للمرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أن عدد الأجهزة حاليا في الوحدة 20 جهازا، ومع وجود المبنى الجديد سيرتفع العدد إلى 46 جهازاً، أي سيزيد عدد المستفيدين من وحدة غسيل الكلى من 127 مريضاً إلى أكثر من 400 مريض، بزيادة 70%. بدوره قال الدكتور عبدالباسط العيسوي استشاري وأستاذ أمراض الكلى بمستشفى إبراهيم بن حمد عبيدالله برأس الخيمة أن هناك أمراضاً ومسببات لمشاكل الكلى من بينها مرض السكري وضغط الدم والاستخدام غير السليم والعشوائي للأدوية والتهاب الكلى والحصوات والعيوب الخلقية، موضحا أن وجود برامج توعوية وتثقيفية كفيلة بالغرض في منع وصول المريض لمرحلة الغسيل الكلوي. وأشار العيسوي إلى أن عدد المرضى بوحدة الغسيل الكلوي بمستشفى عبيدالله يصل إلى 127 مريضاً ومريضة وصل البعض منهم لمرحلة غسيل الكلى بسبب بعض الأمراض المزمنة والتي في مقدمتها مرض السكري، موضحا أن عدد مراجعي عيادة الكلى في المستشفي يتراوح ما بين500 إلى 1000 مريض ومريضة تقدم لهم خدمات علاجية لثلاث مجموعات تعاني أمراض الكلى في الإمارة، مفصلين أن المجموعة الأولى تقدم لهم خدمات علاجية مختلفة، ويطلق عليهم مرضى الكلى المزمنة ما قبل الغسيل، ويتلقون خلالها علاجهم داخل عيادة المستشفى.
