أكد الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، هادي محمدي، أن هناك دلائل على أن جهوداً تبذلها وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران للوساطة بين دمشقوأنقرة، إلا أنها في وقت غير مناسب، وأنقرة بدورها مكلفة بتغيير سياستها الداعمة للمعارضة السورية. طهران (فارس) وفي حوار خاص مع وكالة أنباء فارس أشار الخبير محمدي الى وجود عوامل ذات تأثير في مجال تغيير سياسة الحكومة التركية إزاء التطورات على الساحة الإقليمية ولا سيما الأزمة السورية، وقال: بعد مرور أكثر من عامين وستة أشهر على السياسة المتطرفة التي اتبعتها أنقرة وتشبثت بها لتأجيج الأزمات في المنطقة قد آن الأوان لتدرك أنها تواجه مخاطر جراء سياستها هذه نظراً للظروف الراهنة وبالتالي فهي مرغمة على تعديل سياستها. وأشار هذا الخبير إلى أن التحالف غير المتناغم بين السعودية وقطر وتركيا والإدارة الأميركية وفرنسا قد جعل الأراضي التركية معبراً لدعم المعارضة السورية بمساعدات لوجستية. كما أن هذا البلد قد أسس مراكز عسكرية واستخبارية للإرهابيين، ما أدى إلى تهديد الأمن الوطني جراء مخاطر الإرهاب ورغم أن الحكومة التركية تخشى من تأسيس بؤر تكفيرية على أراضيها، إلا أن تنافسها مع الرياض لبسط السيادة في سوريا قد أدى إلى فسح المجال للتكفيريين كي يزاولوا نشاطات مشبوهة، حيث كانت نتيجتها اكتشاف عشرين سيارة مفخخة في الأراضي التركية مؤخراً. ونوّه محمدي الى أن السياسة المتطرفة التي تسير عليها حكومة أردوغان خلال ما يقارب 30 شهراً على اندلاع الأزمة السورية لم تكن مثمرة بوجه ولم يتمكن هذا الرجل من الإطاحة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وبالتالي فإن الحكومة التركية تواجه مخاطر وهي بحاجة ماسة إلى التعاون مع بلدان الجوار. وأكد أن المصالح الوطنية والأمن القومي التركي لا يمكن تحققهما في خضم هذه السياسة الخاطئة، لذا فإن حكومة أنقرة مرغمة على اتباع منهج جديد، وأضاف قائلاً: الخسائر التي تعرضت لها المعارضة المسلحة من قبل الجيش السوري على المستوى العسكري قد تسبب بتأزم أوضاع البلدان المتحالفة التي تدعم هذه المعارضة واندلاع منافسات شديدة فيما بينها. وتابع هذا الخبير إن الحكومة التركية أصبحت اليوم هدفاً لهجمات دبلوماسية وإعلامية سعودية ما حدى بها لأن تصحح مسار سياستها، إضافة إلى ذلك فهي مكلفة بحلحلة المشاكل الاقتصادية التي تعرضت لها إبان هذه الأزمة. وأكد وجود بوادر حقيقية على تغيير السياسة التركية إثر الزيارات التي قام بها المسؤولون الأتراك لطهران وموسكو. وأثناء إشارته إلى تصريحات السفير الإيراني في تركيا التي أكد فيها استعداد طهران للوساطة بين دمشقوأنقرة، نوه هادي محمدي على أن هذه الخطوة صحيحة، لكنها لم تكن في الزمان الصحيح وعلى الحكومة التركية تغيير توجهاتها في دعم المعارضة السورية.