كلما وصل إلى قمة من قمم الإبداع والتميز، تراءت له قمة أعلى، يطير إليها بشجاعة الأبطال وإقدامهم، يرجو الوصول إلى هدفه، لكن عينيه تتطلعان إلى صرح في أبراج السماء، يطلع فيه فيكشف أسرار الثريا وعالم الأفلاك. إنه المراقب الجوي فيصل محمد الموح الظنحاني في العشرينات من عمره، ولد ونشأ في دبا الفجيرة، ليعيش فيها أجمل أيامه، ينظر إلى جبالها وهضابها بعين الإصرار، محاكياً ارتفاعها الشاهق، ومخاطباً إياها: لا بد أن يأتي اليوم الذي أنظر فيه إليك وأنا بقمة أعلى منك. درس الظنحاني في جنبات دبا الفجيرة، وتعلم في مدارسها، ثم التحق في مطار الفجيرة الدولي، ديسمبر 2006، وكان عمره آنذاك 17 عاماً، كأصغر مراقب جوي في الإمارات. أرسل إلى الخارج، لإتمام الدورات التدريبية الخاصة بالمراقبة الجوية، حيث أتم دراسته وتابع الدورات والبرامج متفوقاً، مثبتاً أن الفتى بأصغريه، لينتهي به المطاف بالحصول على رخصة المراقبة الجوية، وفي اليوم الذي ولد فيه فيحتفل بالفرحتين. عمل الظنحاني بالنسبة إليه كتلك الدرجات التي يصعدها، والتي توصله إلى برج المراقبة، فالعمل ميدان يكسبه من خبراته، وينمي مواهبه، ويصقل معلوماته ويزيدها. يؤمن الظنحاني بأن عطاء الإنسان لا حدود له، وأنه يجب على الإنسان أن يكون إيجابياً في حياته، مع المحيط الذي يعيش فيه، وأن يبتعد عن السلبية، فالطموح مع الإصرار، والتزين بالهمة والنشاط، يستطيع الإنسان أن يصنع بها المعجزات. أحب الظنحاني العلم والثقافة والفن، فكان له حظ ومشاركات كثيرة، فهو الذي يتأثر بكل فن جميل، حيث قدم العديد من القصائد الشعرية والوطنية، وأحيى الكثير من الأمسيات، والتي تنظمها وزارة الثقافة في كل إمارات الدولة. دأب الظنحاني على المشاركات التطوعية في كل مكان تعرض عليه، فهو الذي يرى واجب العطاء في كل الميادين، فالتعاون مع كل فئات المجتمع، وتقديم المساعدة لبناء الأرض وإعمارها، واجب على كل الناس، حتى يؤدوا حق الله الذي أنشأهم في هذه الأرض، واستعمرهم فيها. The post فيصل الظنحاني .. كاشف الأسرار appeared first on صحيفة الرؤية.