يكسر فيلم «مصور قتيل» الكثير من التابوهات المعتادة والمكررة فى نوعية الأفلام المعروضة بالسينما المصرية بصفة عامة والمشاركة بالمهرجانات السينمائية على وجه الخصوص، حيث عرض الفيلم بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى، وفوجئ الجمهور بأنه ليس من نوعية الأفلام المعتادة التى نراها فى السينما، كما أنه لا يشبه أفلام المهرجانات التى اعتادوا رؤيتها وتخاطب شريحة معينة من الجمهور وتخلو من عناصر الإبهار، خصوصا أن «مصور قتيل» من نوعية أفلام الكوميكس الأمريكية التى تعتمد على الإثارة والتشويق طوال أحداث العمل الذى كتبه عمرو سلامة، وساعد على ذلك أيضا الموسيقى التصويرية التى وضعها هانى عادل وكادرات مدير التصوير عبدالسلام موسى وأيضا الحركة السريعة لكاميرا المخرج كريم عادل الذى يقدم ثانى تجاربه فى الأفلام الروائية الطويلة. أحداث الفيلم تملؤها الغموض منذ البداية، حيث يجسد إياد نصار دور «أحمد» مصور صحفى يستقيل من عمله عقب مقتل زوجته على يد سفاح يقوم بسلسلة من جرائم القتل، وتفشل الشرطة فى تحديد هويته، واستطاع نصار أن يرسم ملامح مميزة للشخصية واعتمد أكثر على تعبيرات الوجه، خصوصا أن «أحمد» لا يتكلم كثيرا وعصبى المزاج ويعيش بمفرده ويبحث عن صورة أخيرة ليضعها فى كتابه الذى يؤلفه، وتبدأ الإثارة وتزداد مع شراء إياد نصار لكاميرا فوتوغرافية قديمة من أحد المتشردين يدعى أنها تحفة من زمن الخديو إسماعيل، ويلتقط بها بعض الصور ويعتقد أنها تصور المستقبل. تقديم مثل تلك النوعية من الأفلام التى تعتمد على الألغاز فى السينما المصرية أمر ليس معتادا، رغم أنه موجود بكثرة فى السينما العالمية، وربما ذلك هو ما يغفر للمؤلف عمرو سلامة إغفال بعض التفاصيل المهمة فى السيناريو، مما جعل بعض الأحداث تبدو غير منطقية ولا ترتكز على التفاصيل المهمة والدقيقة التى من شأنها أن تكسب العمل منطقية السرد والتسلسل وتشابك الأحداث. أحداث الفيلم جميعها تدور حول المصور الصحفى أحمد لذا ورغم ظهور درة وحورية فرغلى بأدوار مميزة فإنهما كانا يدوران فى فلك الشخصية الرئيسية مثل باقى الشخصيات فى العمل، وربما ذلك هو ما جعل النجمة التونسية درة تغادر قاعة العرض بعد مشاهدتها للفيلم، ورفضها حضور الندوة دون أن تقدم مبررات واضحة للانسحاب المفاجئ من الندوة، وذلك فى الوقت نفسه الذى لم تحضر فيها البطلة الأخرى حورية فرغلى عرض الفيلم من الأساس، رغم أنها قدمت من قبل حفل افتتاح المهرجان. النجم إياد نصار أكد أنه لم يتردد فى قبول العمل، حيث قرأ السيناريو وتحمس له، ووصف الفيلم بأنه تركيبة صعبة ولا يشبه غيره من الأفلام الأخرى، وأنه أحب الشخصية التى يجسدها لأنها غريبة وبها تناقضات وهو يتحمس دائما لتقديم شخصيات غريبة ولا يخاف من الإخفاق قائلا: «أفتح صدرى للفشل بلا خوف طالما مقتنع بما أقدمه». وفجر المؤلف عمرو سلامة مفاجأة بطريقة ساخرة، حيث قال إن الرقابة اعترضت على إحدى الجمل الحوارية فى الفيلم تقولها حورية فرغلى لإياد نصار وهى «محدش يقدر يعرف الغيب» حيث قال سلامة: فوجئت بالرقابة بعد رؤيتها للفيلم تقول لى إن البطلة يجب أن تقول «محدش يقدر يعرف الغيب إلا الله». أما كريم العدل فقد أكد أنه تم التحضير للعمل أكثر من عام، وأنه يركز أكثر على تقديم السينما التى يعشقها وأن يكون مغامرا ولا يقدم أعمالا تقليدية، قائلا: «لو قدمت أفلام وخلاص يبقى أقعد فى منزلى أفضل».