أكد رئيس السلطة القضائية آية الله صادق آملي لاريجاني ان جذور التفرقة الطائفية بدءا من الهند وباكستان ووصولا الى سوريا ولبنان، تعود الى الدول الاستعمارية. طهران (فارس) وأشار آية الله آملي لاريجاني في كلمة له امام اجتماع كبار مسؤولي القضاء الى ثلاثة مناسبات: الاولى انتفاضة اهالي قم المقدسة في 9 كانون الثاني/يناير 1977 ضد نظام الشاه البائد، والرسالة التاريخية التي ارسلها الامام الخميني (رض) الى غورباتشوف (زعيم الاتحاد السوفيتي آنذاك) ومراسم زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، وقال ان هذه الاحداث الثلاثة يمكن تشبيهها بحبّات عقد واحد، ولابد من الالتفات الى سر خلود هذه الاحداث على مر التاريخ. وأكد رئيس القضاء انه حسب تكهنات وسائل الاعلام الغربية فقد شارك 20 الى 30 مليون انسان من محبي اهل البيت عليهم السلام في مراسم زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام في كربلاء، وتساءل: ما العنصر الذي يستقطب هذا الكم الهائل من البشر بعد مضي قرابة 1400 عام؟ وقال رئيس السلطة القضائية: لو قيمنا واقعة عاشوراء من الناحية المادية، فهي تبدو حادثة صغيرة لا تتعدى معركة ل72 شخصا في صحراء ما، الا ان هذا الحدث الصغير ظاهريا، وبعد قرابة 1400 عام يستقطب 30 مليون انسان الى قبلة آمال عقيدتهم. وبيّن آية الله آملي لاريجاني ان الاحداث المادية لن تبقى خالدة هكذا، مضيفا: ان ما يبقى هو المعنويات المرتبطة بالفطرة الانسانية. وأشار الى الرسالة التاريخية للامام الخميني (رض) الى غورباتشوف، وقال: في تلك الرسالة لفت الامام الخميني (رض) انتباه زعماء الاتحاد السوفيتي، بأن مشكلة النظام الاشتراكي ليست الاقتصاد فحسب، وانهم يخطئون اذا بنوا آمالهم على سراب الغرب. وتحتوي الرسالة في عدة اماكن على عبارة "لكن الحقيقة في مكان آخر"، حيث دعاهم الامام الخميني (رض) صراحة الى الايمان بالله المصدر الذي تتجه اليه جميع الكائنات بشكل طبيعي وفطري. كما أكد آية الله آملي لاريجاني انه في انتفاضة 9 يناير ايضا نزل الشعب الى الساحة دفاعا عن معتقداتهم الدينية، لأن المطالبة بالعدالة تكمن في صميم دينهم. ولم تكن زعامة الامام الخميني (رض) كالحكام والسلاطين، بل كان يؤكد على الهداية المعنوية للشعب، وكان يراها حقا هي الاصل، لأن هذا المبدأ هو السبب في بقاء الحكومات التي تعتبر اساس بقائها يعود الى "الحقيقة الازلية". وأكد رئيس جهاز القضاء ان رسالة هذه الاحداث التاريخية الثلاثة تتلخص في "المعنوية"، وهي ذاتها رسالة الجمهورية الاسلامية الايرانية ومصدر قوتنا؛ وقد التفت الغربيون ايضا الى ان قوة الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست في الاسلحة او القنبلة النووية المزعومة، لكنهم يخشون هذه الحقيقة. وشدد على ان الغرب يخشى من اجتماع 30 مليون انسان مسلم سواء من الشيعة او السنة في اربعين الامام الحسين عليه السلام، واضاف: من الواضح ان هذه الحشود لو انطلقت لإزالة حكم اسرائيل الغاصب، فإن خطرا سيتهدد عالم الاستكبار، لذلك هم يخشون هذه القوة العظيمة. وأوضح رئيس السلطة القضائية ان الغرب يعتمد المؤامرات ذات الصبغة الدينية والطائفية من اجل كبح القوة المعنوية للاسلام، وقال: لو تتبعنا مصدر الخلافات الطائفية في اقصى انحاء العالم بدءا من الهند وباكستان وصولا الى سوريا ولبنان، لوصلنا الى ان جذورها تعود الى الدول الاستعمارية، رغم ان هذه القوميات ورغم اختلافها في الدين، كانت تعيش لسنوات مديدة بسلام جنبا الى جنب. وأردف آية الله آملي لاريجاني ان الغرب يخشى من إرساء حكومات شيعية او حكومات اسلامية تدعم القيم الدينية، ولذلك يبث التفرقة في الدول الاسلامية، الا ان علينا ان نتحلى بالحذر امام هذه المؤامرات، واذا علمنا عمّ يبحث العدو، فيمكننا ايضا ان نجد الاستراتيجية المناسبة لمواجهته. /2926/ وكالة انباء فارس