بيروت - محمد حجازي: "سيدة مسرح" . هو اللقب الذي يرضي خاطرها المهني، وهي على حق لأن أداءها على الخشبة لا يقاوم أبداً، فإذا ما حضرت يكاد يغيب الجميع من حولها ليتحولوا إلى أرقام . نضال الأشقر . . فنانة النصف قرن عطاء، أسّست لما عرف بالمسرح الحديث الذي نقل لبنان في الستينات من مرحلة الاقتباس عن القصص الأجنبية إلى الاعتماد على الروايات العربية والمحلية التي تعني الطيف الأكبر من الناس، فكان تفاعلاً كبيراً، وعرف المسرح يومها عصراً ذهبياً مع نجوم ما زالوا حاضرين في الذهن والقلب . غابت السيدة الكبيرة عن ملعبها المباشر ولم تظهر كممثلة منذ 21 عاماً، أي منذ قدمت "الحلبة" مع زوجها فؤاد نعيم مخرجاً، ورفيق علي أحمد ممثلاً وبول شاوول كاتباً، وها هي تضع خبرتها الطويلة تحت إدارة المخرج الشاب والأستاذ الجامعي والمدير الفني لمسرح المدينة ناجي صوراتي وتقدم معه مسرحية: "الواوية"، عن نص برتولد بريخت، بعنوان "أم شجاعة"، ترجمها وأعدّها إيلي أضباشي، ويقابل نضال أربعة ممثلين رجال هم خالد العبدالله، عبد قبيسي، علي الحوت، وهادي دعيبس، بدأ عرض المسرحية التي قوبلت بثناء متجدد على مخضرمة المسرح وكان معها هذا الحوار . ما الذي أقنعك في "الواويّة" حتى وافقت عليها؟ انسجامها مع المتطلبات الواقعية والميدانية في دنيا العرب؟ أيعني المؤلف مرماها السياسي؟ بل الإنساني . لماذا يطغى حضورك على مَن حولك في المسرح؟ أنا أقوم بما هو مطلوب مني بالتمام والكمال، فإذا أجدت أكون قمت بواجبي . ألم تشعري ببعض الغربة نتيجة الغياب الطويل؟ بل كانت المسؤولية هي الغالبة، ولا تنسى أن يومياتي مجبولة بالمسرح، يعني كل ما يحيط بنا فن . إلى متى تبقى عروضها؟ إلى أجل غير مسمّى . هي ناجحة وموفقة، وعندما نوقفها سأسافر بها إلى العرب والأجانب تباعاً . زوجك المخرج فؤاد نعيم كان يجلس في آخر الصالة ويصفق كالجمهور الحاضر؟ هل من مشروع معه؟ فؤاد أحب المسرحية كثيراً، وهو متفرغ للرسم هذه الأيام وسيقيم معرضاً للوحاته لاحقاً، أما التعاون معه فوارد دائماً لكنه مؤجل وعلينا العثور على النص ليكون مشروعاً للتنفيذ . دائمة الأسفار، ولكننا لا نسمع منك كلاماً أو مواقف سياسية بشأن ما يجري مع العرب؟ أعمالنا هي التي تتحدث عنا وتحمل مواقفنا ونقدمها من دون انفعال أو عصبية، وتأكد أنه حين يحضر الفن تنكفئ السياسة ولا تعود إلاّ بعد حين . في الثمانينات جمعت الفنانين العرب في فرقة واحدة . لماذا لا تبادرين اليوم إلى إحيائها من جديد ولو في إطار مختلف؟ أنا جاهزة دائماً لمثل هذه الخطوات، لكن الظروف حساسة في كل الوطن العربي، وكثير من الفنانين خارج بلدانهم، وهناك معاناة يجب التصدّي لها، أما الفرقة فسهل لم الشمل الفني، لكن الأهم إنقاذ الفنانين مما يتخبطون فيه . التكريمات لا تتوقف أينما حللت، إلى أي مدى تعنيك في الوقت الحاضر؟ أهم بكثير من المادة، يفرح الفنان بالجائزة والتقدير، يملأه الحبور، ويشعر كما لو أن أحداً أزال عن كاهله حمل السنوات الطويلة من التعب والسهر والعطاء . هل صحيح أن هناك عملاً مسرحياً قريباً؟ نعم لكنني لن أعطي تفاصيله، نحن نعمل بإيقاع خاص ولن نغيّر فيه شيئاً . من شاهد "طقوس الإشارات والتحولات" للراحل سعدالله ونوس، تمنّى لو أنك لا تتوقفين عن التمثيل؟ مشكلتنا في النصوص ولو توفرت لما وجدتنا أقرب إلى المتكاسلين في المنازل ومقاهي الرصيف . الساحة ماذا تطلب اليوم؟ الخطاب المسرحي موجع ويحتاجه الجمهور بقوة هذه الأيام . علينا أن نكون آدميين أولاً حتى نستوعب الدروس التى نتلقاها من التطورات المتسارعة . الخليج الامارتية