ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 18/01/2014 يبدأ كل عمل مؤسسي بالتعريفات، ويبدأ كل نظام أو تشريع بذلك، ولا بد من الاشتغال جيدًا على هذا الجانب المهم والحيوي، فالمقدمات الصحيحة والمناسبة تؤدي وحدها إلى نتائج صحيحة وسليمة . هذا مبدأ أول، والقصد أن تفرق مؤسساتنا بين العمل المؤسسي والآخر الارتجالي أو العشوائي، وتحت العنوان نفسه تندرج إشكالية العمل بين الفرد والمؤسسة، حيث تثار أسئلة مدى التداخل والتقاطع، وكيف يمكن أن يكون الفرد عضواً في المؤسسة ربما إلى درجة الانصهار مع تحويل ذلك إلى طاقة إيجابية، عبر وضع حدود معلومة بين الانصهار والذوبان . لا بد من تحديد كل ذلك ونحن على أعتاب مرحلة جديدة ومهمة من مراحل عملنا الوطني . كيف يكون الموظف عضواً في فريق العمل، وبالتالي المؤسسة، من دون أن يفقد شخصيته الخاصة وذوقه وحساسيته ونظرته المنبثقة بالتوازي من تجربته الذاتية وتجربة المؤسسة؟ نقصد بهذا المستويات الوظيفية جميعاً على اختلاف وتفاوت درجات المسؤولية، فالكل شريك، القيادات الأولى كالثانية كالتي تليها، مروراً بالجميع ووصولاً إلى الجميع . إن أمام المؤسسات فرصة عظيمة لمراجعة كل شيء، بما في ذلك الأهداف وقوانين الإنشاء والهياكل التنظيمية، فكل جهد أو إنجاز ينبني بعد ذلك على ذلك، والمراجعة قيمة مهمة على مؤسساتنا تبنيها نحو تحقيق مصلحة الفرد والمؤسسة . ولا ثنائية بل هو التناغم والانسجام، أو هكذا ينبغي، والشرط التخطيط العلمي والدراسة الجادة قبل اتخاذ خطوات جديدة، على أن يرتبط ذلك بقيم الشفافية والحرية والمسؤولية والالتزام، بعيداً عن وحش الخوف وبعبع التردد . وكما أنجزنا أمس واليوم فسوف ننجز وننجح لاحقاً، لكن شرط المستقبل، في الأكيد، جديد ومتجدد، والمراجعة كقيمة لا تقتصر على زمن بعينه فقط، فالمستقبل مشمول، بل هو مشمول بشكل خاص . والشرط المزيد من التفاني الذي يصل إلى تخوم التضحية ويتجاوزها، وشرط عدم مسك العصا من الوسط، فالمرحلة المقبلة، السنوات السبع المقبلة وما يليها، لا تتحمل "الحلول الوسط" مطلقاً . وشرط وعي الموظف والمسؤول بالمرحلة المقبلة وأهميتها . الوعي الذي يبدأ من البدهي والأساسي . من الأولي والمبدئي، ومن التعريفات والمقدمات الأولى . هي فرصة للمراجعة وإعادة القراءة في وطن التجدد والتطوير، وفي وطن هو اليوم، بقيادته وناسه، الأنموذج الذي يقنع ويدهش العالم على مستوى المنطقة . [email protected] الخليج الامارتية