الحريري يؤكد لوفد الائتلاف السوري دعمه الكامل للثورة... وعون يهاجم افتخار صقر بتقديمه السلاح ويطالب بمحاسبتهبيروت 'القدس العربي' بقي في الواجهة الاعلامية والسياسية ملف اللبنانيين الإسلاميين الذين قضوا في سورية والكشف عن اسماء خمسة من بينهم من سكان حي المنكوبين في طرابلس، فيما برزت أول إشارة رسمية سورية في اتجاه التعاون لإعادة جثامين اللبنانيين بعد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من الصليب الأحمر الدولي التوسط لذلك، إذ أعلن سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي ان الحكومة السورية تدرس لأسباب إنسانية معالجة هذه القضية بناءً لطلب وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي ستحدد معه لاحقاً خطوات الحل وآلياته. وفي هذا المجال، جدّد الرئيس ميقاتي خلال جلسة مجلس الوزراء دعوته 'اللبنانيين الى إبعاد وطننا وأنفسنا عن التدخل في الحوادث في سورية والنأي بالنفس'، وتمنى على 'أهالي طرابلس التزام الهدوء وعدم الانجرار والتنبّه للشائعات الهادفة الى ادخال طرابلس في دوامة العنف مجدداً'. وقال 'شهدت نهاية الاسبوع الفائت حادثة مؤسفة تمثلت في مقتل وفقدان عدد من المواطنين اللبنانيين في سورية في ظروف لا تزال حتى الآن غامضة. إن الحكومة اللبنانية لن توفر اي جهد من اجل كشف مصير هؤلاء المواطنين اللبنانيين، وقد اتصلت بممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان جورج مونتاني، وطلبت منه تدخل الصليب الاحمر الدولي لدى السلطات المعنية في سورية لاسترجاع جثث من قتلوا والاستحصال على معلومات عن مصير الآخرين. كما قام وزير الخارجية بالاتصال بالسفير السوري طالباً استعادة جثث هؤلاء اللبنانيين. إننا نجدد دعوتنا الى جميع اللبنانيين لابعاد وطننا وانفسنا عن التدخل في الأحداث في سورية كي لا ندفع أثمان صراع لا قدرة لنا عليه، ونؤكد أن الحكومة مستمرة في قرارها بالنأي بالنفس لحماية لبنان واللبنانيين من تداعيات الصراع في سورية'. واضاف 'إنني ادعو اهلنا في طرابلس الى الهدوء وعدم الانجرار وراء المحاولات الهادفة الى تأجيج الصراع في المدينة والتنبه للشائعات ومحاولات تأجيج مشاعر الغضب والحزن لادخال طرابلس مجدداً في دائرة العنف. وإن الجيش اللبناني والقوى الأمنية اتخذوا كل الاجراءات المناسبة لضبط الأمن ومنع اي محاولات لزرع الفتن بين ابناء طرابلس'. وناشد ميقاتي 'الجميع تعزيز مناخ الهدوء في البلد ووقف التأجيج السياسي والاعلامي، بما يساعد في تنشيط الحركة الاقتصادية، والافادة من الفرص المتاحة وتعويض وطننا بعض ما فاته من فرص، بدل الاستمرار في تضييع الفرصة تلو الاخرى في مناكفات وسجالات عقيمة لا فائدة منها'. وكان الوضع بين باب التبانة وجبل محسن بقي متوتراً مع تسجيل حالات قنص وسقوط قذائف إينرغا ما أدى الى مقتل مواطن. تزامناً، شنّ رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون هجوماً على قوى 14 آذار وتحديداً على نائب تيار المستقبل عقاب صقر الذي إعترف صراحة بأن الصوت الوارد في التسجيلات الصوتية حول الطلب منه تزويد المعارضة السورية بالسلاح هو صوته.وجاءت حملة عون متوازية مع مطالبة وزراء في قوى 8 آذار برفع الحصانة عن النائب صقر لملاحقته قانونياً، وقد قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه فور وصوله ملفاً عن صقر سيدرسه. وقال عون بعد اجتماع تكتله عصر امس ' لدينا صقر من الصقور اليوم يفتخر بتقديمه السلاح وغيره من قبله ومن قبل زملاء آخرين له في جبهة '14 آذار '.واضاف ' هذه المعارضة 'البلوطة' أين هي اليوم من تسليح صقر للمعارضة السورية وكل واحد يفتح 'باجوقه' ويتكلم، وهل يعتقدون انه ليست لدينا ذاكرة؟ لن نسمح لهم بتغطيس لبنان بحرب اقليمية وهذا الأمر غير مقبول ويتطلب اجراءات قانونية ورسمية بحق أولئك النواب لأن ما يرتكبونه هو جناية'. وتابع 'لم نصدق متى عادت العلاقات مع الشعب السوري الى طبيعتها، فنرى اليوم بعض النواب يؤججون السوريين على بعضهم البعض في حين نحن ندعوهم للحوار وعدم الوقوع بما وقعنا به في وقت سابق'. بموازاة ذلك، استقبل الرئيس سعد الحريري في منزله في الرياض وفد الإئتلاف الوطني السوري الذي يقوم بزيارة للمملكة العربية السعودية، وضم الوفد رئيس الإئتلاف أحمد معاذ الخطيب ونائبي الرئيس رياض سيف وسهير الأتاسي والأمين العام مصطفى الصباغ والشيخ أحمد العاصي. وتم خلال اللقاء التداول في الأهداف التي يعمل الإئتلاف على تحقيقها 'وخصوصاً في هذه المرحلة التي بلغت فيها الثورة السورية أبواب دمشق وصارت على قاب قوسين أو أدنى من الانتصار'. وأكد الرئيس الحريري خلال اللقاء التضامن الكامل مع الثورة وقيادتها السياسية، منوهاً بالجهود المبذولة لتوحيد صفوف المعارضة السورية والاستعداد للمرحلة الانتقالية التي يجري الاعداد لها على كل صعيد. وقال: 'إننا في لبنان نتطلع إلى اليوم الذي تتحقق فيه أماني الشعب السوري في قيام نظام ديمقراطي وإنهاء عهد الاستبداد الذي جثم فوق صدور السوريين لسنين طويلة. وإن وقوفنا إلى جانب المعارضة وقيادة الإئتلاف الوطني هو واجب تفرضه علينا مسؤولياتنا العربية والأخوية والانسانية ونحن لن نتراجع عن تأييدنا للثورة للسورية وقواها الديمقراطية مهما بلغت التحديات حتى اللحظة التي تقوم فيها قيادة وطنية ديمقراطية في سورية الشقيقة على أنقاض النظام المستبد'. من جهته، قال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري 'إن الشبان الطرابلسيين الذين سقطوا في سورية ليسوا من تيار المستقبل، والرئيس الحريري يساعد الثوار إنسانياً وإعلامياً. فريق 8 آذار يقول بأنه يرسل أسلحة، هل لديهم إثباتات؟ أما هم فيرسلون مسلحين نظاميين من حزب الله إلى سورية لمساندة النظام. أي انهم يحاولون إلباس الرئيس الحريري لباساً يرتدونه'.