هذه مكة، مهبط الوحي، أنشودة العمر، منبع الرسالات السماوية، هذه أم القرى يسطع نورها على أرجاء الكون، فهي مدينة العلم والعلماء، ومكان العلوم الشرعية، إليها تتجه أفئدة الناس، ويقصدونها وبها المسجد الحرام، والكعبة المشرفة، ومقام إبراهيم وزمزم والحطيم.. ومن رحم هذه الأرض ومن هذا الوطن الغالي نبارك للأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية عضو المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية واختياره لها، حيث منحت لهذا المكي الجميل وموضوعها: "التراث الحضاري لمكةالمكرمة"، تقديرًا لجهوده العلمية والمتنوعة التي ترصد التوثيق لتفاعل أفراد المجتمع حضاريًا في هذه المدينةمكةالمكرمة وما جاورها.. وقد كرس جهده في مسيرة لها تاريخ يحمله هذا المكي لهذا الوطن، بأخلاق وسمو نفسه وتواضعه وحبه وعشقه للعلم والعلماء.. كيف لا وهو من تتلمذ على علماء الحرم المكي الشريف، وقد لازم العلامة المدرس بالحرم المكي الشريف الشيخ حسن مشاط -رحمه الله-. لا يكفي الحديث عن معالي الدكتور عبدالوهاب، ولكن بصماته واضحة فهو علم وفخر لهذا الوطن. وقد كان ولا يزال نتاجه العلمي نعرفه في تاريخ مكة والمشاعر والآثار والأماكن التاريخية والمحافظة على هذا الموروث، ولا نستطيع حصر نتاجه العلمي في مقال، ولكن.. يكفي كتاب (باب السلام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة).. وحصل هذا السفر على جائزة أفضل كتاب لعام 1428ه مقدمة من نادي الرياض الأدبي، ويتناول هذا الكتاب الساحة الخارجية لباب السلام أحد أبواب الحرم المكي وأقدمها، وهذه المنطقة كانت مقرًا للعديد من المكتبات التجارية التي أنتجت مركزًا وسوقًا للوراقة، وأسهمت في دفع الحركة العلمية والأدبية في مكة.. ويبدع الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان في هذا المرجع العلمي في الحديث عن مواقع هذه المكتبات ومسيرتها ومشاركاتها في السياق الثقافي والحضاري، بل حتى أصبحت مجالس يجتمع فيها العلماء والمثقفون. نعم إنها مسيرة علمية متميزة ويأتي حرصه على تاريخ مكة وآثارها كعالم وسطي فيما يكتبه وفي منهجه العلمي، يقول الدكتور عبدالوهاب عن الجائزة: أشكر القائمين على جائزة الملك فيصل العالمية على اختيارهم لي لنيل جائزة فرع الدراسات الإسلامية.. شكرًا جزيلًا لجائزة الملك فيصل على اختيارها موضوع التراث الحضاري لمكةالمكرمة وهو اختيار موفق لأن مكة تهم كل مسلم، والعمل لمكة مثمر جدًا، لأنها أحب بلاد الله لكل مسلم.. انتهى.. عكاظ الأربعاء 14 ربيع الأول 1435ه. ولقد حاز الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان على شخصية الجنادرية، هذا المهرجان الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حيث أخذ المهرجان على عاتقه تكريم شخصية أَثْرَت الوطن عِلمًا وثقافة، واختير هذا المكي الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان. لا شك أن التكريم بادرة إنسانية لتكريم الرواد الذين لهم بصمات على العلم تخليدًا لآثارهم وإبداعهم، ويُعدُّ هذا عملًا نبيلًا، حيث يبقى هذا الوفاء لكل لحظات عمر المكرم ولحظات عمله الأجمل، فهذا المُكرَّم قدّم عصارة جهده وأفكاره، ونذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه، ونحن في هذا العهد الزاهر نشهد صفحة من صفحات الإبداع والنجاح، فالتكريم نقطة مفصلية في اهتمام وعناية القيادة اعترافًا بإسهامات هؤلاء المبدعين، والشكر للجائزة العالمية جائزة الملك فيصل، والتي تُمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات عدة، ويكفيها -أقصد الجائزة- ما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين، حيث اكتسبت سمعة عالمية طيبة ومكانة عالمية. وفي كلمته خلال رعاية حفل الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية تحدث صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بكلمات جميلة قال فيها: ما هذه الجائزة ولا هذه المؤسسة إلا نتاج هذا الفكر، وهذا الأمن، وهذا الاستقرار الذي تنعم به هذه البلاد شعبًا وحكومة. أخيرًا.. لن أجانب الحقيقة فأنت يا دكتور عبدالوهاب أبوسليمان تستحق هذه الجائزة لأنك عطاء إنساني يفخر بك الوطن. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (54) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة