نظمت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في أبوظبي أول مؤتمر من نوعه حول التوظيف وفرص العمل في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم، وذلك في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة، وعلى هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014. حضر المؤتمر عدد كبير من الخبراء الدوليين والأكاديميين والمهتمين بقضايا التوظيف في قطاع الطاقة المتجددة، وناقشوا مسائل مهمة تخص هذا القطاع، ومن بينها الحقائق التي وردت في تقرير "الطاقة المتجددة والوظائف"، وهو أول دراسة من نوعها في العالم كشفت عنها "آيرينا" أمس، وتعرض بيانات وأرقام جديدة حول فرص العمل والتوظيف في هذا القطاع، وتقدم في الآن نفسه توصيات مهمة حول السياسات الواجب اتباعها في هذا المضمار. وقال عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا": في عالم يتعافى اليوم من الأزمة الاقتصادية ويتحمل أعباء معدلات البطالة المرتفعة، على صناع القرار أن يأخذوا بعين الاعتبار حجم الوظائف التي يمكن أن توفرها مشاريع الطاقة المتجددة حول العالم. وأضاف أمين قائلاً: "من المهم جداً اطلاق وتسخير كل الإمكانات البشرية لمواجهة التحديات التي يفرضها بناء اقتصاد يعتمد على الطاقة الخضراء، وهذا هو الدعامة الأساسية المقبلة لتحقيق النمو المستدام". 200 خبير وشارك أكثر من 200 من الخبراء والمتخصصين من كافة أنحاء العالم في خمس جلسات عمل، ناقشوا خلالها الآليات والقوى التي تحرك قطاع التوظيف في العالم اليوم، والبيئة والسياسات التي يمكن أن تدعم توفير فرص عمل جديدة، إضافة إلى سياسات التدريب والتعليم والتطوير الواجب اتباعها، ومزايا عمليات التنمية الوطنية، بما في ذلك تمكين المرأة. وقالت ربيعة فاروخي، إحدى كبار مسؤولي البرامج في "آيرينا" والمشرفة الرئيسية على إعداد التقرير الجديد "الطاقة المتجددة والوظائف" قائلة: "بلغ عدد العاملين في قطاع الطاقة المتجددة بشكل مباشر أو غير مباشر حول العالم في عام 2012 أكثر من 5.7 ملايين". نقاش على ضوء اتساع النقاش حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية الإيجابية لمشاريع الطاقة المتجددة، قررت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن الوقت قد حان لعقد أول مؤتمر عالمي من نوعه حول الوظائف التي يمكن أن يوفرها هذا القطاع. وأعربت عن أملها بأن تسهم التوصيات والمقترحات والنقاشات التي تمت في المؤتمر في توفير المعرفة اللازمة لوضع السياسات المستقبلية الرامية إلى توفير فرص عمل جديدة، وتحقيق أقصى قدر من الاستفادة من عملية الانتقال الطاقي نحو غد يعتمد أكثر فأكثر على الطاقة المتجددة والمستدامة. كين بترونيك: الطاقة النووية أساسية لتلبية حاجات الدولة المستقبلية ناقش الدكتور كين بترونيك، مستشار الرئيس التنفيذي في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، الدور الأساسي الذي تلعبه الطاقة النووية في تلبية الطلب العالمي والطلب المحلي مستقبليا على الطاقة، وذلك ضمن حلقة نقاش بعنوان "الطاقة النووية ودورها في تحقيق مستقبل مستدام للطاقة"، عُقدت خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2014. وناقشت الحلقة كيفية تطور الرأي العام العالمي حول الطاقة النووية، وما إذا تمكنت من استئناف مكانها كمصدر رئيسي لتكنولوجيا توليد الطاقة الكهربائية لخفض الانبعاثات الكربونية للقطاع في المستقبل. وقال الدكتور بترونيك، مستدركاً من خبرته التي اكتسبها على مدى 40 عاماً في قطاع النووية العالمي، انه ليس هنالك مصادر أخرى للطاقة تستطيع أن تؤمن ذات المستوى من الطاقة الكهربائية النظيفة غير الطاقة النووية. كما أعطى الدكتور عرضاً شاملاً عن تطور البرنامج النووي السلمي الإماراتي، الذي لقب بالمعيار الذهبي للدول، التي تدرس إمكانية تطوير برامجها النووية الخاصة بها لأول مرة. 12 مليون طن انبعاثات وقال الدكتور بترونيك: "عملت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية خلال السنوات الأربع الماضية على تطوير مشروع طاقة نووية آمنة وفعالة وموثوقة وصديقة للبيئة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ونعمل حالياً على إنشاء أولى المحطتين، ونحن على طريق البدء بالأعمال الإنشائية للمحطة الثالثة هذا العام. وسيكون للدولة بحلول العام 2020 أربع محطات ستنتج 5600 ميغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة، والتي ستؤمن ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الطاقة، وستجنّب الدولة من إنتاج ما يصل إلى 12 مليون طن سنويا من الانبعاثات الكربونية الضارة. وأضاف الدكتور بترونيك: "هناك العديد من الفوائد التي ستجنيها الإمارات من برنامج طاقة نووية عالمي المستوى، من بينها النمو الاقتصادي وتطور التكنولوجيا الحديثة الجديدة، إضافة الى خلق فرص عمل لآلاف الموظفين وتطوير برامج التدريب من خلال الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية العالمية الرائدة". وسلط الدكتور بترونيك الضوء على أهمية تأييد الرأي العام لتطوير برنامج للطاقة النووية، وسعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لتعريف المجتمع المحلي عن الطاقة النووية من أجل بناء الثقة وتصحيح الأخطاء الشائعة. وأظهرت أرقام آخر الدراسات أن أكثر من 80% من سكان الدولة يعتقدون أن الطاقة النووية ضرورية للدولة. واستضافت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، كجزء من البرامج التوعوية، عدداً من المنتديات العامة في جميع أنحاء الدولة لتعريف الجمهور وتوعيته حول برنامج الطاقة النووية السلمية لدولة الإمارات والتقدم المحرز في عملية إنشاء المحطات وكيف تناسب الطاقة النووية سياسة تنويع الطاقة في الدولة. كما تعمل هذه المنتديات على تعريف السكان بفرص العمل، وكذلك بالنسبة للمواطنين الراغبين بالانضمام الى قطاع الطاقة النووية. البيان الاماراتية