حوار مع الشاعرة العراقية الصاعدة: ميادة المبارك الكاتب والباحث احمد محمود القاسم [email protected] الشاعرة ميادة المبارك، عراقية الجنسية، تؤمن بالحرية ومبدأ المساواة بين الجميع، متزوجة، وعملت معيدة في المعهد الفني الطبي، تهوى المطالعة وكتابة الشعر، تؤمن بحق المرأة في التعبير والمشاركة الفاعلة في المجتمع، تحمل فكراً وطنياً وقومياً متأصلاً، وهذا ما تلمسه في معظم كتاباتها الشعرية، ويأخذ الحب حيزاً واسعاً من كتاباتها الشعرية أيضاً، شخصيتها قوية، وأحبّ شيء لنفسها، هي الصراحة، الشاعرة ميادة إنسانة مثقفة، وتتمتع بالذكاء، وتراعي ظروفها، كونها من بيئة محافظة، تحب وتعشق مبدأ الديمقراطية، وتؤمن بالرأي والرأي الآخر. كعادتي مع كل من اتحاور معهن كان سؤالي الأول لها هو: @من هي ميادة المبارك ؟؟؟ ارجو التعريف بشخصيتك للقاريء، من حيث الجنسية والأصل والعمل والدراسة والحالة الاجتماعية والهوايات الشخصية؟؟؟ أولا أود أن أشكرك أستاذي الفاضل لإتاحة الفرصة للتعريف عن نفسي، وأتمنى أن أكون خفيفة الظل للقاريء الكريم، ميادة المبارك، من العراق، وأسكن بغداد الحبيبة، استقيت حب الوطن من ضفاف نهر دجلة، التي أصبح وأمسي عليها، فأعطتْ لي الكثير، وأغدقت علي بأعذب الكلمات .عملت معيدة في المعهد الطبي الفني في بغداد، أنا متزوجة ولّي ثلاث أبناء، هواياتي المطالعة وقراءة النصوص الشعرية، كلما تسنى لي الوقت لذلك. @ ما هي الأفكار والقيم والمباديء التي تؤمني بها وتدافعي عنها؟؟؟ مبادئي وقيمي ثابتة، وأدافع عنها للرمق الأخير..الحرية ومبدأ المساواة وبين الجميع ..آمل أن ينالها جميع البشر، ودون استثناء، وللمرأة حق في التعبير والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وأرفض إقصاءها وبشدة، لما لها الدور الفاعل، والريادي في جميع المجالات. هذه قصيدة من أشعاري، كنموذج مما تعودت على كتابته من أشعار، وهي بعنوان: وطنٌ يشبهني: يا وطني..نم قرير العين، واشدد عليكَ الصبرَ حباكَ الله في الجنان أماً وأبا، فاستودعت بها وطناً...أراقَ الدماءَ على مد ِّ الثري، فدتكَ نفسي وبتُ عنكَ ململمةً.. جراحاتٍ..أضحت اليومَ تواريخ ذكرى، قد بتَ ظمآناً وما للسبيلِ من سٍاقية وجعت وأنت تُشيعُ الزاد لغيركن أصبر كأيوب ففي أرضكَ شعبٌ ذاقَ الهّم بالصبر، فشّمر ساعديكَ وقف للآلام نداً...وكحّل مقلتيكَ وزح عن صدركَ زبد السنين، وهّم لنفسكَ فأنتَ للقيودِ قيدها....وأنتَ للحرية بركانٌ إن ثائرٌ لا يُخمد .فنم قريرَ العينِ .دُمتَ لي يا وطن المستحيل ..سأرتمي بأحضانكِ طفلة اليومَ وغداً. @هل يمكن القول انك ذات شخصية قوية وصريحة وجريئة وهل أنت متفائلة او متشائمة؟؟؟ نعم..شخصيتي أعتقد إنها قوية وصريحة بشدة، وأحبّ شيء لنفسي هي الصراحة، وغيرها لا، أمّا عن الجرأة، فهي بحدود كوني امرأة، وعندها أقف بنقاط معينة، لأني تربيت في بيئة محافظة جداً، ولكن تبقى حريتي هي تقديري لذاتي، وأرى ذلك بوجوه الآخرين لي، متفائلة جداً، واعتبر أن الحياة قصيرة، وعلينا أن ننجز بها، ولو الشيء اليسير، وقبل انتهاء رحلتنا القصيرة معها. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: تنهّد أول يجري بك الطريق إليّ، على هاجسي المعبد...هناك، أتوق أن تجمعنا خطوط طول وعرض واحدة، أن يرفع بنا صوت آذان واحد، أن تبعثرنا الكلمات الرشيقة وقوفا، كحروفي التي باتت شاهدة على جراح الضياع، فمن يكون..؟ هل هو ضرب من الجنون ؟! أم هو توّرط عشقي للكلمات الدافئة ؟؟ أم اعتراف صامت..كحقيبتي التي أحملها، أوشكت أن تعلنها للطريق، وأصبحت كعازف ٍ بأربع أيد، وبتناوب عازفين لوقت واحد، كان يباغتني الحنين لأضيف نوتة أخرى، تشبهني..تشبهه، فتنساب من بين أصابعي !! واغدوا خجلة..وعلى عجل حين سماعها، وللحظة، استوقفتني قطرات الماء الهامسة بذكائها، حين تباغت الشمس عند مغيبها، لتنضج فتغدو جليداً، هكذا أنا..أباغتك كقطعة جليد، لتعود، ويفضي بكَ الطريق؟ @هل يمكن القول انك شاعرة أم أديبة وشخصية شمولية تكتب قصصا وشعرا وروايات وخلافه؟؟؟ يمكن القول، بأني شاعرة أولاً، ولي بعض الكتابات التي أتوقها بين الحين والآخر، لكن الشعر ملاذي الآمن والأقرب لنفسي دون شيء آخر. هذه قصيدة من قصائدي بعنوان: طريق الفَراش: لا شيء يُضاهي الفراشات عشقاً..ولا شيء يشبهني في ابتكار العطر، أنا الزهرة والفراشة، وأجنحتي المرافئ، روحي كالكؤوس البوهيمية..تحتفي بروع الحضور، لتتقن فن مجالسة العطور، وتحليق النوارس، تستيقظ بعشقها على احتراق رذاذ الكلمات، لأنها يشبهني حّد التطابق، لا تُمزقها ثورة الأمطار والأفكار، تغتسل برذاذه القادم خلف المرافئ، وفي لحظاتها السرّية، تُعلن بعبقرية سّر استفزازها المرتكب عنوةً، كزبد البحر حينَ احتضانه للموج، ليطفوا على عالمٍ فوضوي المشاعرِ، فيمتلك نوبة جنون لا خيبة فيه، سوى خلود الفَراش المحلق، وعطر كأنه قادم من الفردوس، أدعوة على العشاء هي، تُفضي بنا لثورة الكتابة ؟! لأتوشح ببريق خُطى الفراشات الحالمة، ويكون سّر تتويجي الزهري بكَ، أكثر أناقة باحتفائه، لأنك من يمتلك فن تخطي المسافات، وهمس الفَراش. @هل يمكن القول انك شخصية ديمقراطية ومتحررة اجتماعيا ومنفتحة على الآخرين، وتؤمن بالرأي والرأي الآخر والتعددية السياسية؟؟؟ أحب واعشق مبدأ الديمقراطية، وأول ما اعتمدته داخل أسرتي، وأؤمن بالرأي والرأي الآخر لأصل إلى قناعة تامة، بما يحمله فكر الآخرين من آراء وأفكار، لأصل معهم إلى نتيجة، نقتنع بها نحن الاثنين، وان لم نصل لفكر واحد، فإن اختلاف الرأي لا يفسد في الودّ قضية، كما يقال، وأنا حقيقة لا أحب السياسة ولو أني محللة سياسية جيدة، وهذا رأي من يعرفني، وذلك بحكم الظروف التي يعيشها بلدي، ومنذ نعومة أظافري، أصبحتْ معنا، لكني أحاول أن ابتعد عن مجرياتها، وأكتب لوطني الحبيب دائما بحب وبشغف. @هل للشاعرة ميادة أن تعطينا نبذة عن المرأة العراقية ثقافيا واجتماعيا؟؟؟ ونظرة الرجل العراقي لها وتعامله معها؟؟؟ وهل أنت راضية عن ذلك؟؟؟ المرأة العراقية، وقبل أن أبدأ بوصفها ومكانتها في المجتمع الذي نعيشه، أنحني لها .لصبرها، وما ذاقته من مّر وشغف العيش، وما إلى ذلك من معاناة حقيقية، ولا زالت لم تأخذ حقها الكافي، نتيجة الظروف التي عاصرتها، ولا زالت، والمجتمع العراقي كغيره من المجتمعات العربية، مقسَّم إلى مجتمع مدينة، وآخر مجتمع ريفي، فتختلف المعاملة نتيجة لذلك، وتبقى المرأة بصورة عامة، لم تنل استحقاقها الكافي بنظري. @رأيي الشخصي يقول:وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليق الشاعرة ميادة على ذلك؟؟؟ المرأة وبنظري ليست نصف المجتمع، بل أكثر من ذلك، لا يستطيع الرجل العيش بدونها والاستغناء عن وجودها، فهي من تهب الحياة وبكل مفاصلها، دورها ولو بسيط داخل أسرتها، لكنه يحمل ويؤثر بالكثير، وبغض النظر عن ثقافتها، ويتحمل الرجل القسم الأكبر مما تشعر به المرأة من سعادة أو إحباط داخلها، فهي بطبعها معطاء وبلا حدود، مقابل معاملة حسنة، ونيل حقوقها، واحترامها داخل أسرتها، على الأقل، فالرجل يتحمل ما هي عليه من حال، لأنه الأب والأخ والزوج والابن، ويعني الشيء الكثير في حياتها. @ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ومنذ متى بدأت كتابة الشعر، وهل لديك دواوين شعر مطبوعة، ومن الشعراء العرب من تقرأي لهم وتعتزي بأشعارهم؟؟؟ أنا اكتب منذ صغري، وكنت اقرأ كل ما يقع بيدي من مقالات وغيرها، وأقتني الكتب الشعرية، وأحاول القراءة دائماً، ورغم المشاغل الأسرية، وأنا في طريقي إن شاء الله لطباعة ديواني الأول، لكني متأنية في خطواتي، ليظهر العمل للقاريء جيداً، وينال استحسان الجميع. أحب أشعار نزار القباني ومحمود درويش قريبة إلى نفسي، وأقرأ لهم دائماً، الشاعر الكبير محمد مهدي ألجواهري، فهو شاعري الأكبر وملهمي الشعري الأول. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: سفير القلب: أحيا بهمسك الدافئ كالفراشات، لأطير برمشك حلماً يغازل الفصول، وبهيبتك التي أتوق إليها لأنها من تصنع المعجزات، في زمن لا دفء فيه، فأغفوا على تراتيل مسبحتك الزهرية، كالشذروان تعلوا مئذنتي فجأة..يتوقف بي الزمن، فأعود مرة أخرى أرسم بك خارطة الطريق، لا يهمني بعدها أن يشطبوا جنسيتي، أو أتهم بغربتين فأهرب بعشقك..أهكذا يباغتنا العشق حدّ الجنون؟ كاكتشافنا لمساحات التيه..كما الباحات الأندلسية، صُمّمت كمكيدة لا تبذير فيها، فكل متر فيها محسوب كالنبض، وكل إنش فيها مترفٌ ومهيب، فمن منا يا صاحبي..من لم تأخذه رعود العواصف والمغامرات المباغتة..فترتكب الحماقات ؟؟! وتشعل حرائق الكلمات فينا، لتضيء حكايات فصول أُخر، فما أجملها من قضية.. ما أجملها ؟؟!! لا علاقة لها بطوائف القوم، حين تعلن عنها الفراشات الحالمة..على خواصر الحقول الناهمة، ستحتفل معك وبك كل محافلي، فيكون القدر وحده من يُسأل عنه، ويفاجئ العشاق بأجمل هدية، لجميع المواسم..يا مواسمي كلها. @ ما هي طموحات وأحلام ميادة المبارك الشخصية والعامة؟؟؟ طموحاتي الشخصية كثيرة، منها على الصعيد العائلي، وما أتمناه لأبنائي من النجاح في حياتهم. وأن تلاقي أشعاري رضا وإعجاب الجميع، ويعيش بلدي العراق الحبيب، بخير، ويعود السلام إلى أرض السلام بإذنه تعالى. وهذه قصيدة من أشعاري بعنوان: إغماضه عشق: غمامة العمر تناجي صحوك، فأمطرني عطراً أيها الوطن، ببعضِ من شناشيلك الهامسة بخاطري، لتلبسني كثوب من حرير، وتغدقني حباً في عشقي المؤجل، فأعيد تنقيط حروفي بك لا بغيرك، وأمنحك حتمية الوجود، خطاك التي تسير عكس المنطق .. أتبعها ! لأصحح عنوان بريدك اللغوي من كلمة "اغتراب" وأعيد للاجئيك فرح انتصاراتك المؤجلة، بلى..أروم معك لنهايات مفرحة لا لخيبات أحتاجك..لتكون معي في عالم بتُ أخشاه، يا من سكنت هاجسي بوجدك، فهل ستعيد لي غيمات تلك الفصول؟! يا تلاواتي المعطرة ببسملة حروفك، يا رحيق المواسم واكتشافي المذهل، سآتي إليك، وبهيئة ٍ تليق بك..فلا تتعجل الخطى، لأني من سيخفيك عند أقرب نقطة دالة لدّي، ولأتعطّر هنا بشذوك. إنتهى موضوع:حوار مع الشاعرة العراقية الصاعدة ميادة المبارك دنيا الوطن