فيصل الصوفي المخرج الأول، أو الأولوية الأولى لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، هي إيجاد الأمن والاستقرار، وبسط نفوذ الدولة في كل مناطق البلاد، وتسبق هذه الأولوية وضع حد للاستهداف المنظم الذي يتعرض له منتسبو المؤسستين الأمنية والعسكرية، المناط بهم فرض الأمن والاستقرار، وتمهيد الطريق لتنفيذ تلك المخرجات، إذ لا يمر يوم إلا ويقتل ضباط وجنود، ويتعرض آخرون للاختطاف، وتهاجم النقاط الأمنية، والمعسكرات، فكيف لهؤلاء أن يؤدوا مهامهم وظهورهم مكشوفة، وأرواحهم عرضة لرصاص ومتفجرات ونواسف الإرهابيين؟ خلال أيام قليلة اغتال الإرهابيون سبعة عقداء، وعشرات الجنود، وقام الحراك المسلح بقتل وخطف عشرات آخرين، ويواصل القتلة القتل، ولا يردعهم رادع، لا رئيس، ولا حكومة، ولا وزارة، ولا جهاز أمني أو عسكري، وكأن ساحة المؤسستين الأمنية والعسكرية مستباحة.. لا أحد يتعاطف مع هؤلاء، بل على العكس من ذلك، تتولى قوى سياسية التحريض عليهم، واستغلال خطأ هنا أو هناك لجلد الجيش والأمن، وقبل يومين طلب عضو في هيئة رئاسة الحوار الوطني من رئيس الجمهورية تشتيت شمل معسكر في الضالع! ومن أين سيأتي الأمن والاستقرار، إذا تم الإبقاء على وزارة الداخلية وبعض أجهزة وقوى الأمن في عهدة جماعة هي نفسها أم وأب كل الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وغيره، والمليشيات الحزبية والقبلية التي تحارب وتغتال وتفجر، وتسقط مناطق، بل يمتد طموحها - ويتشارك معها الحراك المسلح في ذلك- إلى درجة السيطرة على معسكرات، كما في مثل البيضاء، وحضرموت، وشبوة، والجوف، والضالع، ومأرب؟ وكيف ستبسط الدولة نفوذها، وهي تتفرج على أطراف حزبية وقبلية تتقاتل في مناطق شاسعة، وتزيد غربة تلك المناطق عن الدولة؟ يبقى المخرج الأول، إيجاد أمن واستقرار، ويسبق ذلك مخارجة القوة الأولى للأمن والاستقرار، من العلة التي بداخلها، أو تخليصها من الوباء الذي اخترق جسدها، إذ لا يعقل أن يحصل كل هذا للمسئولين عن أمننا وحماية بلدنا، دون تواطؤ داخلي، قد يكون التجنيد العشوائي، وقد يكون ثمرة خلل في ما يسمى الهيكلة التي أصبح مواطن مثلي يعتقد أنها طامة. لا يمكن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، دون ترتيبها في جدول السنة، الذي ينبغي أن توضع الأولويات في رأسه، وأولها تدعيم مؤسستي الأمن والدفاع، وهذا مسئولية الرئيس وحكومة تؤازره، وبالتأكيد ليست هذه الفاشلة العاجزة، أما الأحزاب والجماعات والأفراد، فعلى الأقل يوقفون هجومهم الأهوج على الرجال المكلفين بحماية أمنهم. براقش نت