المتابع لأحداث فيلم "سارقة الكتاب" للمخرج بريان برسيفال، يشعر بمدى ثقل شخصية "روزا" التي حملتها الممثلة الإنجليزية ايميلي واتسون، ففيه تلعب دور أم ذات ملامح جادة وشخصية قوية تكاد تكون متناقضة مع ما يعتمل في قلبها من حنان ورقة. نجاح ايميلي في هذا الدور لم يكن الأول من نوعه، فقد سبق أن تألقت في الكوميديا بفيلم "بانش درانك لاف"، وهزت كيان جمهورها بلقطاتها الجريئة بفيلم "التنين الأحمر"، ومارست الإثارة البوليسية في "غوسفورد بارك"، وقدمت الرومانسية في "هيلاري وجاكي"، لتترك بصمتها في فيلم "كسر الأمواج" الفائز بسعفة كان السينمائي في منتصف التسعينيات، حيث قدمت فيه شخصية زوجة تنفذ جميع رغبات زوجها ونزواته الغريبة لمجرد ارضائه وهو على فراش المرض إثر إصابته بالشلل الدائم نتيجة حادث سيارة مروع، وقد وصفه النقاد بالدور الصعب والعنيف. سرد القصة ورغم ما اتصفت به شخصية "روز" في فيلم "سارقة الكتاب" من صرامة وقوة، إلا أن ايميلي، التي يقارنها الكثير مع مواطنتها النجمة سارة مايلز، لم تخف سعادتها به، واصفة إياه بأنه "شكل متعة حقيقية لها"، وإنه "منحها الفرصة لأن تعيش ظروف الشخصية المتطرفة والصارمة، وقالت في حوارها مع "البيان": "رغم أن هذه الشخصية كانت شريرة من وجهة نظر "ليزيل ممنجير" (الممثلة الشابة صوفي نيلسي). إلا أن "سارقة الكتاب" يتضمن مجموعة لحظات مثيرة، وأهميته نابعة من كونه يسرد قصة الحرب من وجهة نظر الشعب الألماني، سواء من جهة أولئك الذين لم تحاصرهم الأيدولوجيات، أو أولئك الذين وقعوا ضحية لها، ولذلك فقد كان الوضع بالنسبة ل "ليزيل" مختلفاً، فهي ليست متشددة فكرياً كما أقرانها في تلك الفترة، وتسعى في الوقت نفسه لأن تعيش حياتها بعفوية وسهولة، في حين أن كل ذلك يتقاطع مع طبيعة امرأة تعمل بكل طاقاتها لتأمين أسرتها، ولا وقت لديها لتكون امرأة شاعرية". حكم النازية تفاصيل الفيلم المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ماركوس سوزاك والصادرة عام 2006، تدور في فترة حكم النازية لألمانيا، وهو يركز على الروح والإرادة البشرية التي تمثلت في قراءة الكتب لتصبح متعة حقيقية لمن عاشوا تلك الفترة، دون أن يغفل نقل معاناتهم، ولتتمكن ايميلي من تجسيد دورها فيه، فقد جنحت للبحث في تلك الفترة لتضيف رصيدا جديداً إلى معرفتها الشخصية. ووصفت ايميلي وجودها في برلين لتصوير الفيلم، بأنه منحها بعداً آخر للتعرف على تلك الفترة، وبحسب قولها، فبرلين تضم الكثير من الشواهد على فترة الحرب، معتبرة إنها لاتزال واعية جداً لتاريخها، عبر ما تضمه من معارض ومتاحف تؤرخ لتلك الفترة التي لاتزال حاضرة في الذاكرة الجمعية، وقالت: "من الطبيعي جداً أن تستمع من الناس العاديين لقصص وحكايات مختلفة حول تلك الفترة، ولا أنكر بأن ذلك منحني بعداً آخر لتقديم هذا الدور". شعور ورغم أن القصة تكاد أن تكون أكبر بكثير من أن ترويها فتاة صغيرة، إلا أن ايميلي فسرت ذلك، بأن "ليزل تكره هتلر الذي حرمها من والدتها التي يُعتقد أنها كانت حاملة لأفكار الشيوعية، وهو أمر كان مرفوضاً لدى النظام، ولذلك أحاول دائماً تخيل شعور تلك الفتاة لو أن النظام عالج المشكلة بطريقة أخرى، بالتأكيد أن ذلك سيكون مثيراً للاهتمام في ظل فترة كان الموت سيدها". مخرجون ونجوم منذ خطواتها الأولى في السينما، عملت ايميلي واتسون تحت إدارة مجموعة من المخرجين الكبار والنجوم الكبار أبرزهم ريف فاينز وآدم ساندلر وآلان بيتس وكريستين سكوت توماس وكريستيان بيل في فيلم "ايكيليبريوم" الخيالي، وغيرهم، وبلا شك أن تجربة ايميلي المثيرة في هذا الفيلم، انسحبت أيضاً على عملها مع مخرجه بريان برسيفال، الذي قالت إن "تركيزه كان منصباً على القصة وعلى من يرويها بكل تفاصيلها". بطاقة - "سارقة الكتاب" دراما أميركية مستوحاة عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب ماركوس سوزاك صدرت عام 2006 . - الإخراج لبراين بيرسيفال والسيناريو لمايكل باتروني والموسيقى لجون ويليامز. - بطولة صوفي نيلسي وجيوفري راش وايميلي واتسون. - الإصدار كان مقرراً في 2014، ولكن عُرض الفيلم سينمائيا بشكل محدود في 8 نوفمبر 2013 . البيان الاماراتية