أبوظبي - مجدي زهرالدين: ترأس الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، أمس، الجلسة الوزارية التي عقدت تحت عنوان "مبادرة الابتكار الإفريقية"، خلال اليوم الثاني للمنتدى العالمي للابتكارات الزراعية، الذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، ويختتم اليوم في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، حيث شارك في الجلسة وزراء الزراعة والوفود الإفريقية، بمناقشة الآليات الخاصة بتسريع اعتماد الابتكارات الزراعية وتسخيرها في خدمة زيادة الإنتاج الزراعي . وأكد وزير البيئة أن هذه الجلسة تعقد في وقت نحن بحاجة ماسة فيه إلى تسريع وتيرة التنمية في قطاع الزراعة وتعزيز قدرته على مواجهة التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي والقضاء على الفقر في القارة الإفريقية وفي العالم على السواء . وقال: إن قطاع الزراعة يمثل أهم القطاعات التنموية في القارة الإفريقية، إذ تشكل الأراضي الزراعية نحو 39% من مساحة القارة، ويعتمد أكثر من نصف سكانها في معيشتهم على قطاع الزراعة، وهي نسبة تفوق بكثير أي إقليم أو منطقة أخرى في العالم، حسبما يشير تقرير الإحصاءات السنوية لعام 2012 الصادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، مع ضرورة الإشارة هنا إلى التفاوت بين أقاليم القارة الإفريقية، بل وبين دول الإقليم نفسه . وأضاف أنه وعلى الرغم من كل هذه الأهمية، فإن مساهمة قطاع الزراعة في الناتج المحلي الإجمالي لا تتجاوز 32%، وهي لا تتناسب مع ما يستهلكه هذا القطاع من موارد من جهة، وتعكس تدني الإنتاجية الزراعية من جهة أخرى، حيث لا يزيد متوسط إنتاج الهكتار الواحد من الحبوب على 2 .1 طن في إفريقيا، مقابل 3 أطنان في الدول النامية ككل . وأوضح أن رفع مستوى الإنتاجية يمثل أحد التحديات الضخمة التي يواجهها قطاع الزراعة في إفريقيا الآن وفي المستقبل، لا سيما في ظل التأثيرات السلبية التي ينطوي عليها تغير المناخ وفي مقدمتها تقلبات هطول الأمطار، فإذا أخذنا في الاعتبار أن النسبة الأكبر من الزراعة في القارة هي زراعة مطرية، فيمكننا أن ندرك حجم التحدي الذي يواجه القطاع الزراعي في إفريقيا والمصاعب التي يمكن أن يواجهها ما لم يتم اتخاذ التدابير المناسبة، وفي أقرب وقت، للتكيف مع هذه التأثيرات . ويكفي التذكير في هذا السياق إلى توقعات الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ IPCC التي تشير إلى أن تغير المناخ يمكن أن يتسبب في انخفاض غلة المحاصيل المزروعة على مياه الأمطار بنسبة 50% في بعض البلدان الإفريقية . وأكد أن دولة الإمارات تدرك الأهمية التي يمثلها توظيف التقنيات الحديثة والاعتماد على الابتكار في تطوير القطاعات التنموية المختلفة، ومن بينها الزراعة، ولكنها ندرك في الوقت نفسه أن الابتكار لن يحقق الأهداف المنشودة ما لم يأت في إطار إصلاح جذري وشامل للسياسات الزراعية في القارة، والسياسات الأخرى الداعمة، كتوفير مناخات مناسبة للاستثمار واعتماد مبادئ الشفافية والحوكمة وزيادة معدلات التمويل الموجهة للبحث العلمي وبناء القدرات وتحقيق التكامل الزراعي بين دول القارة . وشدد ابن فهد على ضرورة أن تكون مبادرة الابتكار الزراعية، التي تم الاجتماع بشأنها، جزءاً من استراتيجية شاملة للنهوض بالقطاع الزراعي في إفريقيا وتعزيز قدرته على الاستجابة للتحديات المستقبلية المتزايدة، وتمكينه من أداء دوره كقاطرة للنمو في القارة الإفريقية التي عانت الكثير من دوله لعقود طويلة ظروفاً سياسية واجتماعية واقتصادية قاسية . وأعرب عن أمله في أن تكون جائزة الشيخ زايد لريادة الابتكار في قطاع الزراعة التي أعلنتها الإمارات في افتتاح المنتدى حافزاً لتعزيز البحث العلمي في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، وتقود لتوليد المزيد من الابتكارات الزراعية في إفريقيا والعالم أجمع . وبلغ إجمالي عدد زوار المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية الذي يختتم أعماله اليوم في أبوظبي، أكثر من 3 آلاف و500 زائر، حرصوا على الاستفادة من ورش العمل الذي شهدها المنتدى، وتفقدوا المعرض المصاحب الذي شهد الإعلان عن عدد من الابتكارات الزراعية الذي نفذتها شركات محلية وعالمية . وقال محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، إن المنتدى حظي بأعداد كبيرة من الزائرين، خلال اليومين الأول والثاني لانطلاقه، كما حظي بحضور جيد من المزارعين المواطنين الذين حرصوا على التوافد إليه للاطلاع على التجارب الزراعية الحديثة، وكذلك التسجيل في برنامج دعم الأسمدة العضوية الذي أعلن عنه المركز مؤخراً . وأوضح أنه سيتم منذ اليوم الأربعاء استقبال طلبات المزارعين المواطنين للتسجيل في برنامج دعم الأسمدة العضوية، من خلال 14 مركزاً لخدمة العملاء في الإمارة، منها 5 في المنطقة الغربية و5 في العين، إضافة إلى 4 مراكز في أبوظبي، مشيراً إلى أن قصر عملية التسجيل خلال اليومين الماضيين على الحاضرين للمنتدى، كان بهدف تشجيع المزارعين المواطنين على المشاركة في هذا الحدث العالمي والاطلاع على أفضل التجارب الزراعية التي تم عرضها . وذكر أن توسيع عملية التسجيل لتشمل جميع مراكز خدمة العملاء على مستوى إمارة أبوظبي، سيسهم في تسويع قاعدة المستفيدين بصورة كبيرة، كما سيؤدي إلى دعم المنتج المحلي، وتشجيع المزارعين على الاعتماد على مستلزمات زراعية مثالية تسهم في تعزيز جودة المحاصيل . مجسمات مائية شهد المعرض المصاحب للمنتدى عرض العديد من المبتكرات الزراعية لعدد من الجهات المحلية الحكومية والخاصة على حد سواء، وقد لاقت الابتكارات إعجاباً كبيراً من قبل الخبراء والمشاركين العلميين في المنتدى . فقد كشف جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال مشاركته في المنتدى العالمي للابتكارات الزراعية النقاب عن مشروع "المجسات المائية" الذي يهدف إلى تحديد كميات مياه الري التي تحتاج إليها المنتجات الزراعية بدقة من خلال قياس نسبة رطوبة التربة بصورة مستمرة . وقال محمد جلال الريسي مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع في الجهاز، إن فكرة المشروع تتلخص في تركيب مجسات أو حساسات قادرة على قياس نسبة الرطوبة في تربة أي مزرعة أو حقل، وهذه المجسات مربوطة بالأقمار الصناعية، بحيث ترسل نتائجها فورا إلى غرفة تحكم مركزية مزودة بكمبيوترات تعمل على تحليل هذه النتائج وتحديد كميات المياه التي تحتاجها التربة، ومن ثم يتم إعطاء أمر أيضاً عبر الأقمار الصناعية لآلات الري في المزرعة التي أخذت منها النتائج لضخ المياه بكمية محددة وفقاً لاحتياجات التربة . استنبات الشعير العلفي استعرضت وزارة البيئة والمياه خلال مشاركتها في المعرض المصاحب للمنتدى العالمي للابتكارات الزراعية تجاربها ومبادراتها في المجالين الزراعي والحيواني . وسلطت الوزارة الضوء خلال هذا الحدث على تقنية استنبات الشعير العلفي، كأسلوب زراعة مبتكرة لإنتاج العلف الأخضر في أنظمة زراعة مغلقة باستخدام كميات قليلة من المياه ومن دون استخدام مبيدات كيماوية، حيث تتميز هذه التقنية بإمكانية إنتاج الأعلاف الخضراء في أي مكان بغض النظر عن صلاحية الأرض للزراعة، كما تعمل على ترشيد استهلاك المياه بنسبة 90% مقارنة بالزراعة التقليدية، إضافة إلى ذلك تضمن هذه التقنية توفير الأعلاف طوال العام . الخليج الامارتية