صار خطر المجاهدين الأجانب شغل العالم الشاغل، فنسي الجميع المعاناة السورية المستمرة. وهذا الخطر هو الطبق الرئيس على مائدة في بركسل، تجمع الاتحاد الأوروبي وتركيا و8 دول عربية. بيروت: ينظر السوريون إلى ما يجري في بلادهم، وإلى أعداد القتلى والجرحى تتزايد من دون أفق تحت أنقاض بنايات تهدمها البراميل المتفجرة، التي تلقيها حوامات النظام السوري، ويتأوهون إذ لم يعد لهم من معين يستنجدون به لوقف المجزرة المستمرة بلا رحمة، منذ ثلاثة أعوام. إياب الجهاديين بدأ الياس يتسلل إلى نفوس السوريين، الذين كسروا قيود آل الأسد وحطموا صنم الخوف، وثاروا منذ ثلاثة أعوام يصيحون "سوريا بدها حرية". فاليوم، وبعد أن دفعوا ثمن وقفتهم هذه أكثر من 135 ألف قتيل، لا يرى العالم المتحضر من الأزمة السورية إلا مسألة واحدة، هي بالأصل طارئة على سوريا، هي مسألة المقاتلين الأجانب، الذين يخيفون السلطات الأمنية في دول العالم من عودتهم إلى بلادهم، حاملين الجهاد شعارًا في قلوبهم، ونوايا الارهاب في عقولهم. فقد اختصر الأميركيون والأوروبيون كل ما يحصل اليوم في سوريا بخوف من إياب الجهاديين الأجانب، وما كان ذهابهم إلى سوريا بمشكلة لهم أصلًا. في بروكسيل ومع أن كل اجتماعات أصدقاء سوريا، والدول الصديقة للشعب السوري، لم تثمر حتى دعمًا ملموسًا للثوار الحقيقيين في سوريا، يعرف السوريون أن الاجتماع الأوروبي الأطلسي التركي العربي الذي سينعقد في بروكسل الثلثاء المقبل سيخرج بقرارات فعلية، ستجد طريقها إلى التنفيذ، لأن المصلحة من ورائها ليس خاصة بسوريا أو بشعبها، ولكن بالدول الأوروبية وبتركيا، وبثمانية دول عربية هي الجزائر ومصر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونسوالعراق، ستشارك في اجتماع الخبراء هذا. فهؤلاء سيبحثون مسألة جهاديي القاعدة من الأوروبيين، الذين يقاتلون في سوريا، وتحولهم إلى قنابل موقوتة، يعاد شحنها إلى مساقط رؤوسها، لتنفجر هناك، خصوصًا بعد التصدعات في هيكل القاعدة السوري بحرب جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، بعد طرد أيمن الظواهري للدولة الإسلامية، ثم دوة المجاهدين إلى نب التقاتل بينهم. جنسيات وارقام وهذا الخوف المستجد من المقاتلين الأجانب في سوريا دفع بمؤسسات إحصائية غربية إلى البحث عن الأعداد الحقيقية لهؤلاء وجنسياتهم. وتشير الاحصائيات الحديثة الى أن الشيشان تحل في المرتبة الأولى بنحو 14 ألف مقاتل، قتل منهم 3671 مقاتلًا، وسجل منهم 1397 في عداد مفقودين، والسعودية ثانية (12 ألف مقاتل)، فالعراق (11 ألفًا)، فلبنان (9 آلاف)، ففلسطين (5 آلاف)، فليبيا (4400 مقاتل)، فتركيا (5500 مقال)، فتونس (4 آلاف)، فمصر (2600 مقاتل)، فالأردن (2400 مقاتل)، فباكستان (1900 مقاتل)، فاليمن (1600 مقاتل)، فأفغانستان (1200 مقاتل)، فالصومال (780 مقاتلًا)، فروسيا (750 مقاتلًا)، فالكويت (700 مقاتل)، فالجزائر (600 مقاتل)، فألمانيا (670 مقاتلًا)، فالمغرب (550 مقاتلًا)، ففرنسا (450 مقاتلًا). وتتصدر تونس من حيث أعداد القتلى من النساء في سوريا، إذ قتلت 18 تونسية، إلى جانب 10 مغربيات، و7 سعوديات، و6 شيشانيات، و4 لبنانيات. ايلاف