أعلنت حركة حماس، التي تحكم غزة، وقوفها إلى جانب الرئيس الفلسطيني في مواجهة الضغوط الأميركية والإسرائيلية لدفعه إلى تقديم تنازلات على طاولة المفاوضات. نصر المجالي: جاء موقف حماس المتخاصمة مع حركة "فتح" خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقده خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس مع نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في منزل إسماعيل هنية. واتفقت حركتا حماس وفتح على مواصلة اللقاءات في سبيل رسم خارطة طريق لتنفيذ بنود اتفاق المصالحة، الذي وقع في القاهرة في 2011، وفي الدوحة في 2012. وقال الحيّة: "نعم نحن ضد خط المفاوضات، لكننا مع الرئيس عباس، ونقف معه وخلفه، للصمود في وجه هذه الضغوط، ومن أجل التمسك بالثوابت، وعدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني". لقاء هنية بشعث جاءت تصريحات الحية في أعقاب استقبال إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في منزله في غزة، لوفد رفيع المستوى، يمثل قيادة حركة فتح، وصل إلى غزة الجمعة الماضية. وأضاف، "نحن لا نعتقد أن جون كيري بيده حل، لأنه يحمل المصالح والمطالب الإسرائيلية السياسية والأمنية، ونحن نطالب أبو مازن أن يثبت أمام حقوق شعبنا وثوابته، ونحن ندعمه في ذلك". وأشار الحية إلى أن اللقاء ناقش كل الخطوات الممكن اتخاذها من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وأن هناك خطة جاهزة لدى حركته لتنفيذ المصالحة، لافتًا إلى أن الخطوات التي اتخذتها حكومته أخيرًا ستتبعها خطوات أخرى، منها قائمة تم تسليمها اليوم لشعث بأسماء عناصر من فتح، تسمح لهم حماس بالعودة إلى غزة. وقال الحية، إن الوفدين اتفقا، مؤكدًا أن حركته سلمت قيادة فتح رسالة تتضمن قائمة بأسماء مائة وأربعين من عناصر حركة فتح في الخارج ممن وافقت حركة حماس على عودتهم إلى قطاع غزة. التقارب المفاجئ وردًا على سؤال عن أسباب هذا التقارب المفاجئ بين حماس وفتح، وتزامن ذلك مع الزيارة التي قام بها القيادي في فتح جبريل الرجوب إلى طهران في الأسبوع الماضي، كموفد عن الرئيس عباس، قال شعث "إيران دولة مهمة في المنطقة، وما المانع من أن تكون هناك علاقة فلسطينية إيرانية قوية، وكذلك مع تركيا وأوروبا؟. العالم ليس مقتصرًا على أميركا، وهي ليست القوة الوحيدة في العالم، ومصالح شعبنا تتطلب أن نفتح الباب مع كل الأطراف، التي هي على استعداد لدعم حقوق شعبنا الفلسطيني". وفي سؤال ل "بي بي سي" عن الأسباب الحقيقية لهذا اللقاء، وما يقال عن تقارب بين حركة حماس وبين التيار الذي يقوده القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، قال الحية، "إننا نتعامل مع الجهة الشرعية الوحيدة لحركة فتح والمنتخبة، ولا نتعامل مع أي تيار آخر. فتح بالنسبة إلينا جسم واحد، وأنا أنفي أن تكون لحماس أية علاقة مع تيار في فتح ضد التيار الشرعي الذي يرأسه أبو مازن "دحلان لديه مشكلة مع فتح، ونحن لا دخل لنا فيها". من جانبه، رد نبيل شعث بالقول "فتح حركة كبيرة، وحصلت فيها محاولات كثيرة على مر التاريخ للانفصال والانشقاق، وكلها ذهبت إلى مزبلة التاريخ، لكننا نقول إن حركتنا عصية على الانكسار، ونحن لا نخشى الانشقاق، ونحن هنا في غزة لترتيب أوضاع الحركة بشكل أساسي وتدعيم بنائها وتماسكها". زيارة عزام الأحمد وعن زيارة عزام الأحمد لمدينة غزة، أكد شعث أن "الأحمد جاهز في أي وقت لزيارة غزة لاستكمال واستئناف جهود المصالحة ووضع الترتيبات اللازمة لانطلاقتها من جديد". وأكد على موقف حركته من أنه لا يمكن أن تكون دولة فلسطينية مستقلة من دون غزة، ولا يمكن أن تكون دولة فقط في غزة. أضاف شعث: " قلقون جدًا على غزة، والأوضاع التي لا يقبلها إنسان في هذا العالم، بدءًا من الماء والكهرباء وحرية الحركة والمرور، والبطالة والمشاكل الاقتصادية". وتابع "عملنا المشترك من أجل ميناء ومحطة كهرباء أكثر قدرة، وفتح أبواب المرور، وحياة اقتصادية أفضل، وتنمية تؤدي إلى إنهاء البطالة مسألة في منتهى الأهمية، تشغل عقل وفكر الأخ الرئيس محمود عباس، ويسعى إلى حلها تمامًا". وفي الملف المصري، قال الحية إن حركته أكدت خلال الاجتماع على وضوح موقفها حول التدخل في شأن أي دولة عربية. وأوضح "لا نتدخل كشعب ولا حركة ولا حكومة بأي شأن عربي، لا نتدخل في الشأن المصري، لا من قريب ولا من بعيد، ليس لدينا أي عمل يضرّ بأشقائنا المصريين، فمصر هي لدعم القضية الفلسطينية". ايلاف