بَعثتْ إليّ إحدى مُغرّدات "تويتر" بهذه الرسالة الرقيقة، رأيت من المناسب نشرها بشيء من التصرف. رسالتي هذه يقْظة ذكرياتٍ مفعمة بالشجن المباح، وأنى لي النسيان، ورونق صوتها المنساب عذوبة، جذوره في أروقة طفلة الأمس وامرأة اليوم. صوتُها الذي غزلت أوتاره من خمائل الزنبق، وأريج القرنفل، وفخامة الليلك، أنشودة الوطن، وذكريات الغياب، والجبل والوادي، وكروم العِنب. حديثك عنها استصرخ في أعماقي ملامح طفولة مُشرقة، ومراهَقة تفتّحت على أغانيها العتيقة ومسرحياتها العريقة، يبثها أثير مذياع مدن عربية تستجدي أحضان أمل عنيد، في صوتها الجبلي الشامخ، وأنغامه الرقيقة المخملية. كانت ولم تزل "سيدة الصباح" تنشر براءة الضحكات، وألطف ذكريات الصّبا، مع "ريما" و "شادي" و "طيري يا طيارة"، صوتها الحنون في شدْوها، يكسو ملامح طفولة عذبة، ويبث الرّحمات، لتنام ريما وكل الأطفال، على دفء نغماتها، وحنوّ شجوها. كبُرت ريما، وشبت عن طوقها الطفولي وتوشّحت بوشاح الفاتنات، فأبدعت "سيدة الصباح" في تلمّس مشاعر عشقها العابث بحكايات "ضيعة ستي" "وبياع الخواتم" و"السيارة مش عم تمشي" !! وفي مسرحياتها الغنائية بلوحاتها الفنية، وحكايات حبها العذري، بعثر صوتها المشاعر الكامنة، في ليالي الشمال الحزينة، وشهر أيلول "بورقة الأصفر" دون هوادة ولا استقرار!!. وما أن نضَج "جِيل فيروز" واعترَك مع الحياة، نسَجت له "سيدة الصباح" من بوحها ذكريات أغلق عليها قلبه، وأخفاها خلف جبل الغياب، يحتضنها مودّعا مرددا "لما عالباب ياحبيبي بنتودع" في وقت فيه "الضو بعدو شي عم يطلع"، فقد أيقظت بصوتها في سحَر أعمارهم، مشاعرهم "من عزّ النوم"، ولوّحت لذكرياتهم بالحنين في ليل السهرانين، وأسعدَت قلوبهم فأوصلت لهم "سلام من عند الحبايب"، وبلّغت سلامهم لأحبابهم في شجوها "سلّم لي عليه". فيروز أُنشودة شجن، ونسيج إبداع، ارتوى من نبعه الرقراق ظمأى المشاعر الآسرة، في الصيف والشتاء. فيروز المفعمة بالحب، فُسيفِساء من ذكريات، كلُّ قطعة بها تغني أشجان شعوب، وآلام وطن. نعم، هي "سيدة الصباح" فشدْوها يُعلن بداية حياة مع إشراقة شمس كل يوم، وانسياب الجمال في عروق الزمان، وانتظار الحب، خلف أبواب الأمل. القارئة: " نوال" [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain صحيفة المدينة