أنّ تعرفَ صَديقاً تعلم أبجدية السهر من نصفه الآخر ورحل عنه، تحمد ربك على نعمة النسيان الذي أكرمك الله بها بصورة مختلفة عن باقي البشر. وأن تُسامر دفاترك وكُتبك القديمة بحثاً عن معنى للرحيل ولا تجد في قاموس اللغة العربية سوى مَعاني الحزن والألم الفردي الذي لا تجد من يُشاركك حزنك، تحاول أن تجد لكَ بديلً عن من علمك تلك الأبجدية البغيضة. تارة أراك تجلسُ في فناء البيت لا أدري إن كنت تحصي النجوم أم تنظر لنجمة كنت تنظر لها انت وهي في نفس الوقت، أما الآن أنت تنظر لوحدك، تارة أخرى أراك ترسِم وجهها على مياه النافورة غير آبه بإشتداد الرياح التي باتت تمحو كُل ما ترسمه في أقلّ من ثانية الم تشعر بالبرد؟.. انهُ شهر فبراير وانت تقطن في منطقة جبلية كيف تسامر الغيوم السوداء في العراء؟ بلا إكتراث أجابني: ارتدي ملابس دافئة. انا مقتنع تماما ان دفئ داخله ليس مصدره ذاك المعطف الطويل، انما هي ذكرياته تعود به لماضٍ قريب تُشعل ما تبقى في داخله من مشاعر تستثيره غضباً، تذيقه مرارةً، تلقنه دروس الحياة بصفعات، تحدد له مواعيد الاختبار قبل ان يتلقى الدرس الذي سيُختبر به. في بضع كلمات سَللتُها منه خُلسة، أدركت أن الرحيل كان الخيار الأوحد والوحيد وأن حقائب السفر أبدأ لم توضَب كما شائت هي، فغالبا حينما يتم توضيب حقائب السفر تتسلل إبتسامة خجولة على غير العادة، لتُخبر المحيطين أنك ستنتقل لحياة اخترتها انت، لكن في هذه الحقائب لم تضع بداخلها سوى بعض الذكريات والقليل من اقلام الحبر الفارغة وبعض دفاتر الحب والرسائل القديمة التي وصلت من بين الف حاجز ونقطة تفتيش، هذا ما تم حزمه في حقيبة سفرها، ذلك السفر الذي كان عكسياً مراوحً في مكانه غير مُكترثٍ بالجالسين في قاعات الانتظار على الضفة الاخرى، وكأنه يقول لهم عودوا أدراجكم من حيث قدِمتو بِوشاح الألم، محملين بأحلام ستمسي أحلاماً بلا عنوان. وما شأنهم هم بتلك السياسات العُليا وما شأنهم بهذا الغول المُستفحل بالأرض، ما شأنهم ايضا بالحدود والاوراق الثبوتية وما هي علاقتهم بمدة التأشيرة او كيفية استصدارها. هم لا يعرفون كل هذه التفاهات، ما يعرفونه حقاً.. أن أحد حقوقهم كأدميين أن يَجتمعوا متى ارادو، وأينما ارادوا، ويقيموا العلاقة التي يريدون، لاجدار لا حواجز لا معبر ولا سياج ولا حتى جواز سفر، وهل اصبح الحب بحاجة لجواز سفر، او لذلك الختم المنقوش بلغة لا يُجيدها سوا قلّة قليلة ممن عاصروا الحُقبة الماضية وبعض الجنود المنتشرين على الحواجز. الحبُ ليسَ بحاجة لسوا قلبين أتقنا الرقص معاً وأدمن قلبيهما الخفقان على وقع الرصاص المدوي او اثناء لقاء حميم، الحب ليس بحاجة شيء سوا فنجان قهوة واحد يتقاسمه اثنان في لقاء بلا موعد او وقت محدد يبدأ حين يشعر أحد الجسدين او كلاهما بالحنين، وينتهي حين يطرق ابوابهم النعاس، هذا ما يحتاجه الحب. أمّا اذا كنت فلسطيني ينبغي عليك ان تكون الطير الذي يعشق سمكة لا هو يستطيع السباحة ولا هي تقوى على الطيران، واذا كُنا واقعيين أكثر فهو حبيس القفص، متى ارادو له جعلوه طائراً ومتى ارادوا جعلوه مغرداً فقط، وحينما يشائون جعلوه فريسة غول بلاده. متصفحك لا يدعم الجافاسكربت أو أنها غير مفعلة ، لذا لن تتمكن من استخدام التعليقات وبعض الخيارات الأخرى ما لم تقم بتفعيله. ما هذا ؟ Bookmarks هي طريقة لتخزين وتنظيم وادارة مفضلتك الشخصية من مواقع الانترنت .. هذه بعض اشهر المواقع التي تقدم لك هذه الخدمة ، والتي تمكنك من حفظ مفضلتك الشخصية والوصول اليها في اي وقت ومن اي مكان يتصل بالانترنت للمزيد من المعلومات مفضلة اجتماعية دنيا الوطن